في العقود السابقة، كان السودان يحصل على مساعدات من أشقائه العرب لدعم صموده أمام العقوبات الأمريكية، أما الآن فقد تغيّر الوضع وأصبحت دولٌ خليجية ثريّة توظّف أموالها لخدمة الأجندة الأمريكية الصهيونية بالمنطقة، وإغراء الأشقاء العرب بها لجرِّهم إلى التطبيع وخيانة القضية الفلسطينية. أيّ زمن أغبر هذا الذي نعيشه؟! ..فسينفقونها، ثم تكون عليهم حسرة، ثم يُغلبون - مرآة الجزيرة. كيف تقبل الإمارات أن تتحوَّل من دعم القضايا العربية ماليا وسياسيا وإعلاميا، إلى دعم الاحتلال ومشاريعه الخطيرة لتصفية القضية الفلسطينية من خلال توظيف أموالها لإغراء الدول العربية الفقيرة وجرّها إلى التطبيع؟! يبدو أنّ الأعراب لا يستفيدون من دروس التاريخ؛ بالأمس أنفقوا ملايير الدولارات لتمويل الغزو الأمريكي للعراق بهدف إسقاط صدّام حسين مع أنّه كان يشكّل درعا حصينا لهم من إيران، فكانت النتيجة سقوط العراق كالثمرة الناضجة في سلّة إيران وتحوّله من حليفٍ لهم إلى عدوّ، فكان إنفاقُ أموالهم حسرةً عليهم، واليوم يقعون في خطإ لا يقلّ فداحة؛ إذ أصبحت الإمارات تُنفق أموالها وخيراتها لجلب الدول الفقيرة إلى دائرة الانبطاح الذليل للاحتلال، ولن يعود عليها ذلك إلا بالحسرة والندامة ويكون وبالاً عليها.
* - حدثني المثنى, قال: ثنا أبو حذيفة, قال: ثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, مثله. 12464 - حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, عن ابن إسحاق, قالا: ثنا محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري ومحمد بن يحيى بن حبان وعاصم بن عمر بن قتادة والحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ قالوا: لما أصابت المسلمون يوم بدر من كفار قريش من أصحاب القليب ورجع فلهم إلى مكة, ورجع أبو سفيان بعيره, مشى عبد الله بن ربيعة وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية في رجال من قريش أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم ببدر, فكلموا أبا سفيان بن حرب ومن كان له في تلك العير من قريش تجارة, فقالوا: يا معشر قريش, إن محمدا قد وتركم وقتل خياركم, فأعينونا بهذا المال على حربه لعلنا إن ندرك منه ثأرا بمن أصيب منا! فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً. ففعلوا. قال: ففيهم كما ذكر عن ابن عباس أنزل الله: { إن الذين كفروا ينفقون أموالهم} إلى قوله: { والذين كفروا إلى جهنم يحشرون}. 12465 - حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, عن ابن إسحاق: { إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله} إلى قوله: { يحشرون} يعني النفر الذين مشوا إلى أبي سفيان وإلى من كان له مال من قريش في تلك التجارة, فسألوهم أن يعينوهم على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعلوا.
16062- حدثني المثنى قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, مثله. 16063 - حدثنا ابن حميد قال: حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق قال: حدثنا محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري، ومحمد بن يحيى بن حبان، وعاصم بن عمر بن قتادة، والحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ، (36) [وغيرهم من علمائنا، كلهم قد حدث بعض الحديث عن يوم أحد. وقد اجتمع حديثهم كله فيما سقت من الحديث عن يوم أحد، قالوا: أو من قاله منهم: لما أصيب] يوم بدر من كفار قريش من أصحاب القليب ، (37) ورجع فَلُّهم إلى مكة, (38) ورجع أبو سفيان بعِيره, مشى عبد الله بن أبي ربيعة، (39) وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية، في رجال من قريش أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم ببدر, فكلموا أبا سفيان بن حرب ومن كان له في تلك العير من قريش تجارة, فقالوا: يا معشر قريش, إن محمدًا قد وَتَرَكم وقتل خيارَكم, (40) فأعينونا بهذا المال على حربه، لعلنا أن ندرك منه ثأرًا بمن أصيب منا! ففعلوا. قال: ففيهم، كما ذكر عن ابن عباس، (41) أنـزل الله: " إن الذين كفروا ينفقون أموالهم " إلى قوله: " والذين كفروا إلى جهنم يحشرون ". (42) 16064 - حدثنا ابن حميد قال: حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق: " إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله " ، إلى قوله: " يحشرون " ، يعني النفرَ الذين مشوا إلى أبي سفيان، وإلى من كان له مال من قريش في تلك التجارة, فسألوهم أن يُقَوُّوهم على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، (43) ففعلوا.
واذا بصحفيي "التايمز" و "الاندبندنت" و "الجارديان " وغيرهم يحكمون ضمائرهم ويرفضون بيعها في مقابل "هدايا" الحكم الخليفي. لقد كانت هزيمة ساحقة ليس لسياسة الاعلام ووزيره الجديد فحسب، بل للنظام الخليفي المجرم الذي "أصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية". واذا بـ " صحافييه " يندبون حظهم العاثر ويعبرون عن فشلهم في تضليل الضيوف. لقد كان يوما أسود عندما هزم الله رموز هذا النظام وفضح اساليبه، وكشفه امام الرأي العام على حقيقته التي يعرفها اهل البحرين، ويجهلها الآخرون. لقد انفقوا الاموال لتحقيق " خبطة " اعلامية ضد المعارضين الاشاوس من ابناء اوال، فكان الله لهم بالمرصاد، اذ خسف بهم دارهم وكشف حقيقة هذا النظام. انها نعمة الهية للمستضعفين المغلوبين على أمرهم، ولكن هل هناك من هؤلاء من يعي القيم الايمانية؟ لا شماتة في المرض، ولكن دعوات المظلومين لا تحجب عن الله سبحانه، فها هي تطارد رأس الحكم لعله يرعوي ويرجع الحق الى اهله، ويحكم بالعدل والانصاف. وها هو ولي العهد، يرى قضاء الله الذي لا يرد، نافذا في أهله بالموت والمرض، وفي وزرائه بافشال مهماتهم والدفاع عن المظلومين " ان الله يدافع عن الذين آمنوا، ان الله لا يحب كل مختار فخور ".