حبها للصدقة: عن عائشة رضي الله عنها قالت: اجتمع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقلنا: يا رسول الله، أيُّنا أسرع لحاقًا بك؟ قال: " أَطْوَلُكُنَّ يَدًا ". فأخذنا قصبةً نذرعها، فكانت سودة بنت زمعة بنت قيس أطولنا ذراعًا. قالت: وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت سودة أسرعنا به لحاقًا، فعرفنا بعد ذلك أنما كان طول يدها الصدقة، وكانت امرأة تحب الصدقة. فطنتها: آثرت بيومها حبَّ رسول الله تقرُّبًا إلى رسول الله، وحبًّا له، وإيثارًا لمقامها معه، فكان يقسم لنسائه ولا يقسم لها وهي راضيةٌ بذلك، مؤثرة -رضي الله عنها- لرضا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فعن عائشة أن سودة وهبت يومها وليلتها لعائشة تبتغي بذلك رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعن النعمان بن ثابت التيمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسودة بنت زمعة: "اعتَدِّي". فقعدت له على طريقه ليلة، فقالت: يا رسول الله، ما بي حبُّ الرجال ولكنِّي أحبُّ أن أُبْعَث في أزواجك، فأرجعني. قال: فرجعها رسول الله صلى الله عليه وسلم. عن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة قال: قُدِم بأُسَارى بدر وسودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عند آل عفراء في مَنَاخِهِمْ على عوف ومعوذ ابني عفراء، وذلك قبل أن يُضرب عليهم الحجاب، قالت: قُدِم بالأسارى فأتيتُ منزلي، فإذا أنا بسهيل بن عمرو في ناحية الحجرة مجموعة يداه إلى عنقه، فلمَّا رأيته ما ملكت نفسي أن قلت: أبا يزيد، أُعطيتم ما بأيديكم!
فاشتكى السكران من يومه ذلك، فلم يلبث إلَّا قليلًا حتى مات وتزوَّجها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. قالت خولة بنت حكيم السلمية امرأة عثمان بن مظعون: (أيْ رسول الله، ألا تزوَّج؟ قال: " مَنْ؟ " قلت: إن شئت بكرًا وإن شئت ثيبًا. قال: " فَمَنِ الْبِكْرُ؟ " قلت: ابنة أحب خلق الله إليك: عائشة بنت أبي بكر. قال: " وَمَنِ الثَّيِّبُ؟ " قلت: سودة بنت زمعة بن قيس، آمنت بك، واتبعتك على ما أنت عليه. قال: " فَاذْهَبِي فَاذْكُرِيهِمَا عَلَيَّ ". فجاءت فدخلت بيت أبي بكر... ثم خرجتُ فدخلتُ على سودة، فقلتُ: يا سودة، ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة! قالت: وما ذاك؟ قلت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطبك عليه. قالت: وَدِدْتُ، ادخلي على أبي فاذكري ذلك له. قلت: وهو شيخٌ كبيرٌ قد تخلَّف عن الحج، فدخلتُ عليه، فقلتُ: إنَّ محمد بن عبد الله أرسلني أخطب عليه سودة. قال: كفءٌ كريم، فماذا تقول صاحبتك؟ قالت: تحبُّ ذلك. قال: ادعيها. فدعتها، فقال: إنَّ محمد بن عبد الله أرسل يخطبك وهو كفءٌ كريم، أفتحبِّين أن أزوِّجك؟ قالت: نعم. قال: فادعيه لي. فدعته، فجاء فزوَّجها إيَّاه. موقف أخيها عندما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عائشة قالت: تزوَّج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة، فجاء أخوها عبد بن زمعة من الحج فجعل يحثو التراب على رأسه، فقال بعد أن أسلم: إني لسفيهٌ يوم أحثو في رأسي التراب أن تزوَّج رسول الله صلى الله عليه وسلم بسودة بنت زمعة.