القرآن الكريم هو معجزة الله الخالدة، وكل ما فيه من الأحكام والشرائع حق لا مرية فيه، أنزله الله عز وجل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم النبي الحق، وعباد الله المؤمنون يصدقون بكل ما فيه، وإذا قرئ عليهم اقشعرت قلوبهم وجلودهم لذكر الله، ويسجدون بين يدي مولاهم، ممرغين جباههم بين يديه، رهبة ورغبة إليه سبحانه وتعالى. تفسير قوله تعالى: (وبالحق أنزلناه وبالحق نزل... ) تفسير قوله تعالى: (وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس... ) تفسير قوله تعالى: (قل آمنوا به أو لا تؤمنوا... ) تفسير قوله تعالى: (ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً) تفسير قوله تعالى: (ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً) تفسير قوله تعالى: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن... ) تفسير قوله تعالى: (وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً... ) قراءة في كتاب أيسر التفاسير هداية الآيات قال: [ من هداية الآيات: أولاً: القرآن حق من الله، ما نزل به كله الحق]. القرآن حق ثابت من الله ونزل بالحق ما نزل بالباطل، والله لا يوجد في القرآن باطل قط، كل ما فيه من الأحكام والشرائع حق، أثبتها الله عز وجل وأنزلها. [ ثانياً: الندب إلى ترتيل القرآن لاسيما عند قراءته على الناس لدعوتهم إلى الله تعالى].
قال: إن اليهود والنصارى قالوا: اتخذ الله ولدا، وقالت العرب: لبيك، لبيك، لا شريك لك، إلا شريكا هو لك، وقال الصابئون والمجوس: لولا أولياء الله لذلّ الله، فأنزل الله ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ﴾ أنت يا محمد على ما يقولون ﴿تَكْبِيرًا﴾. آخر تفسير سورة بني إسرائيل، والحمد لله ربّ العالمين.
[ عاشراً: وجوب حمد لله تعالى والثناء عليه وتنزيهه عن كل عجز ونقص]. حمد الله عز وجل هذا هو شعار المؤمنين.. أكل وفرغ قال: الحمد لله، شرب وانتهى: الحمد لله، لبس قال: الحمد لله، ركب السيارة قال: الحمد لله، لا يفارقنا لفظ الحمد لله، كيف حالكم؟ الحمد لله، كيف أنت؟ الحمد لله، هذا شعارنا، وبهذا عرفنا في الكتب الأولى، نعرف بالأمة الحمادين، كثيرو الحمد، من هم الحمادون؟ الذين يكثرون الحمد لله، مريض في الموت، كيف حالك؟ تقول: الحمد لله. [ حادي عشر وأخيراً: هذه الآية: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ [الإسراء:111]، تسمى: آية العز، هكذا سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم].
ثم، ما الحكمة من اتخاذ الولد؟ الناس يتخذون الولد ويحرصون على الذَّكَر، خاصة لأمرين: أن يكون الولد ذكرى وامتداداً لأبيه بعد موته، كما قال الشاعر: أَبُنيّ يَا أنَا بَعْدَمَا أقْضِي والحق سبحانه وتعالى باقٍ دائمٌ، فلا يحتاج لمَنْ يُخلِّد ذكراه، أو يكون امتداداً له، تعالى الله عن ذلك عُلواً كبيراً، فالحمد لله أنه لم يتخذ ولداً. أو يكون الولد للعِزْوة والمكاثرة والتقوّى به من ضعف، والحق سبحانه وتعالى هو الغالب القهار، فلا يحتاج إلى عِزْوة أو كثرة، لذلك يأمرنا سبحانه أن نُمجِّده لأنه لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، والمتأمل في حال الملوك والسلاطين يجد أكثر فسادهم إما من الولد وإما من الصاحبة.
وسبق أنْ ضربنا مثلاً بالولد الصغير الذي يعتدي عليه أقرانه إنْ سار وحده، فإنْ كان في يد أبيه فلا يجرؤ أحد على الاعتداء عليه. معية الله فعليك ـ إذن ـ أن تكون دائماً في معيّة ربك تأمن كيد الكائدين ومكْر الماكرين، ولا ينالك أحدٌ بسوء، فإن ابتلاه الله بشيء فكأنما يقول له: أبتليك بنعمتي لتأخذ من ذاتي، لأن الصحيح المعَافَى إنْ كان في معية نعمة الله، فالمبتلى في معية الله ذاته. ألم يَقُلْ الحق سبحانه في الحديث القدسي: " يا بن آدم مرضْتُ فلم تَعُدْني، قال: يا رب وكيف أعودك وأنت ربُّ العالمين؟ فيقول: أما علمتَ أن عبدي فلاناً مرض فلم تَعُدْه، أما علمتَ أنك لو عُدْتَهُ لوجدتني عنده ". فالمريض الذي يأنس بزائريه ويسعد بهم ويرى في زيارتهم تخفيفاً من آلامه ومواساة له في شدته، ما باله إن أنس بالله وكان في جواره وكلاءته، والله الذي لا إله إلا هو لا يشعر بوخْز المرض أبداً، ويستحي أن يتأوّه من ألم، ولا ييأس مهما اشتد عليه البلاء؛ لأنه كيف يتأوه من معية الله؟ وكيف ييأس والله تعالى معه؟ إذن: كبِّره تكبيراً. أي: اجعل أمره ونَهْيه فوق كل شيء، وقُلْ: الله أكبر من كل كبير حتى الجنة قل: الله أكبر من الجنة. أَلاَ ترى قَوْل رابعة العدوية: كُلُّهُمْ يعبدُونَك من خَوْف نارٍ ويَروْن النجاةَ حَظّاً جَزِيلا أَوْ بِأَنْ يَسْكُنُوا الجِنَانَ فَيَحْظَوْا بقُصُورٍ ويَشْرَبُون سَلْسَبِيلا لَيْسَ لِي بالجنانِ وَالنَّارِ حَظٌّ أنَا لاَ أَبْتغِي بِحُبّي بَدِيلاً وفي الحديث القدسي: " أَولَوْ لَم أخلق جنة وناراً، أما كنتُ أهلاً لأنْ أُعبد؟ ".