سيهدين يدلني على ما فيه الخير لي، من أمر ديني ودنياي، وقال في الآية الأخرى: وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا [ ص: 1476] (100) رب هب لي ولدا يكون من الصالحين وذلك عندما أيس من قومه، ولم ير فيهم خيرا، دعا الله أن يهب له غلاما صالحا، ينفع الله به في حياته، وبعد مماته. (101) فاستجاب الله له وقال: فبشرناه بغلام حليم وهذا إسماعيل عليه السلام بلا شك، فإنه ذكر بعده البشارة بإسحاق، ولأن الله تعالى قال في بشراه بإسحاق فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب فدل على أن إسحاق غير الذبيح، ووصف الله إسماعيل، عليه السلام بالحلم، وهو يتضمن الصبر، وحسن الخلق، وسعة الصدر والعفو عمن جنى. (102) فلما بلغ الغلام معه السعي أي: أدرك أن يسعى معه، وبلغ سنا يكون في الغالب أحب ما يكون لوالديه، قد ذهبت مشقته، وأقبلت منفعته، فقال له إبراهيم عليه السلام: إني أرى في المنام أني أذبحك أي: قد رأيت في النوم والرؤيا، أن الله يأمرني بذبحك، ورؤيا الأنبياء وحي فانظر ماذا ترى فإن أمر الله تعالى، لا بد من تنفيذه، فقال إسماعيل صابرا محتسبا، مرضيا لربه، وبارا بوالده: يا أبت افعل ما تؤمر أي: امض لما أمرك الله ستجدني إن شاء الله من الصابرين أخبر أباه أنه موطن نفسه على الصبر، وقرن ذلك بمشيئة الله تعالى، لأنه لا يكون شيء بدون مشيئة الله.
يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم ، وعلى نسائي: فمن ثبتها لقيتني غدا ، ومن طلقتها فأنا برئ منها ، لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة ، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي.
﴿ تفسير الطبري ﴾ القول في تأويل قوله تعالى: وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ (83)يقول تعالى ذكره: وإن من أشياع نوح على منهاجه وملته والله لإبراهيمَ خليل الرحمن. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك:حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثنا معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لإبْرَاهِيمَ) يقول: من أهل دينه. حدثني ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عنبسة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن القاسم بن أبي بَزّة، عن مجاهد، في قوله ( وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لإبْرَاهِيمَ) قال: على منهاج نوح وسنته. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لإبْرَاهِيمَ) قال: على مِنهاجه وسنته. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لإبْرَاهِيمَ) قال: على دينه وملته. الباحث القرآني. حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله ( وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لإبْرَاهِيمَ) قال: من أهل دينه. وقد زعم بعض أهل العربية أن معنى ذلك: وإن من شيعة محمد لإبراهيم، وقال: ذلك مثل قوله وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ بمعنى: أنا حملنا ذرية من هم منه، فجعلها ذرية لهم، وقد سبقتهم.
ورأي نورا إلى جنبه فقال إلهي وما هذا النور ؟ فقيل له هذا نور علي بن أبي طالب ( عليه السلام) ناصر ديني. ورأي إلى جنبهم ثلاثة أنوار فقال إلهي وما هذه الأنوار ؟ فقيل له هذا نور فاطمة ( عليها السلام) فطمت محبيها من النار ونور ولديها الحسن والحسين ( عليهما السلام) فقال إلهي وأرى أنوارا تسعة قد حفوا بهم ؟ قيل يا إبراهيم هؤلاء الأئمة ( عليهم السلام) من ولد علي وفاطمة. فقال إلهي أرى أنوارا قد احدقوا بهم لا يحصى عددهم إلا أنت ؟ قيل يا إبراهيم هؤلاء شيعتهم شيعة علي ( عليه السلام). فقال إبراهيم ( عليه السلام) وبم تعرف شيعته ؟ قال بصلاة الإحدى والخمسين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم والقنوت قبل الركوع والتختم باليمين. فعند ذلك قال إبراهيم اللهم اجعلني من شيعة أمير المؤمنين ( عليه السلام) قال فأخبر الله في كتابه فقال وإن من شيعته لإبراهيم ". الحدائق الناضرة – المحقق البحراني ج 8 ص 171 ، مستدرك الوسائل – الميرزا النوري ج 4 ص 399. الفضائل – شاذان بن جبرئيل القمي ص 158. مدينة المعاجز – السيد هاشم البحراني ج 3 ص 365. مدينة المعاجز – السيد هاشم البحراني ج 4 ص 38. بحار الانوار – العلامة المجلسي ج 36 ص 151.