ذات صلة حكم سفر المرأة بدون محرم حكم خروج المرأة دون محرم حكم عمرة المرأة دون محرم يتساءل كثير من الناس عن حكم عُمرة المرأة دون مَحرمٍ أو زوجٍ، وهل يجوز أن تسافر المرأة مع رِفقة مأمونة أو نِسوة ثِقات؟ في هذا المقال سوف يتمُّ الإجابة عن هذا التساؤل -بإذن الله-، وذلك من خلال عرض أقوال السادة الفقهاء مع ذكر بعض الأدلّة التي استدلُّوا بها؛ حيث إن آراء الفقهاء قد تعددت في حكم سفر المرأة دون مَحرم، فمنهم من أجازه بشروط، ومنهم من منع ذلك. القائلون بجواز عمرة المرأة بلا محرم ذهب المالكية والشافعية ومذهب الظاهرية إلى جواز سفر المرأة لأداء العُمرة بلا مَحرم، شريطةَ أن تكون مع رِفقةٍ مأمونةٍ أو نِسوة ثِقات، وألّا تخشى على نفسها شرَّاً، ومن الأدلّة على هذا القول ما يأتي: [١] قوله -تعالى-: (وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا) ، [٢] وقد فسَّر النبي -صلى الله عليه وسلم- الاستطاعة، بأنَّها الزاد والراحلة، ولم يذكر المَحرم معهما. قوله -صلى الله عليه وسلم-: (فإنْ طَالَتْ بكَ حَيَاةٌ، لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنَ الحِيرَةِ حتَّى تَطُوفَ بالكَعْبَةِ، لا تَخَافُ أحَدًا إلَّا اللَّهَ).
تاريخ النشر: الأربعاء 22 شوال 1421 هـ - 17-1-2001 م التقييم: رقم الفتوى: 5936 70350 0 388 السؤال هل يجوز للمرأة أن تقوم بعمرة بدون محرم مع مجموعة من النسوة وجميعهن سنهن فوق الأربعين؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإنه لا يجوز للمرأة أن تسافر بمفردها، بل لا بد من وجود محرم أو زوج معها، لقوله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها. هل يجوز للمرأة الحج بدون محرم اسرار. رواه البخاري ومسلم، ولقوله صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم، فقام رجل فقال: يا رسول الله إن امرأتي خرجت وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا فقال: انطلق فحج مع امرأتك. رواه البخاري ومسلم. فهذان حديثان من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم يدلان على تحريم سفر المرأة بغير محرم، ولم يخص سفراً من سفر، ولم يستثن من ذلك السفر للعمرة ولا غيره؛ وإنما ترخص بعض الفقهاء كالمالكية والشافعية بسفر المرأة المأمونة مع الرفقة الآمنة في الحج دون محرم، لأنه فرض، فأقاموا الرفقة في هذا مقام المحرم، والعمرة عند المالكية غير واجبة أصلاً.
القول الثاني: يجوز للمرأة أن تحج بدون محرم مع نسوة ثقات أو رفقة مأمونة لأداء فريضة الحج أو فريضة العمرة، وهذا مذهب فقهاء المالكية والشافعية، ورواية عن فقهاء الحنابلة، ودليلهم في ذلك ما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: "فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة، لا تخاف أحداً إلا الله". هل يجوز للمرأة الحج بدون محرم فؤاد. شاهد أيضًا: ما أنواع النسك لمن أراد الحج هل يسقط الحج عن المرأة بدون محرم بعد بيان حكم حكم حجِّ المرأة من غير محرمٍ عند الأئمة الأربعة، يُمكن القول بأنَّه يُمكنها السفر مع رفقةٍ مأمونة، فإن ماتت قبل أن تجدَ محرمًا أو رفقةً مأمونة فلا شيء عليه ولا إثم يلحقها ؛ إذ أنَّها تعدُّ معذورةً في هذه الحالة، وهذا ما ذهب إليه ابن باز. [2] شاهد أيضًا: يحرم أهل جدة للحج أو العمرة من معنى المحرم إنَّ المحرم في الاصطلاح الشرعي هو من حرم على المرأة نكاحها على التأبيد بسببٍ مباحٍ لا لحرمتها، وفيما يأتي بيان شرح هذا التعريف بشيءٍ من التفصيل: [3] على التأبيد: أي من يحرم عليه الزواج منها مؤبدًا على مؤقتًا، وبناءً على ذلك فلا يجوز للمرأة السفر مع زوج أختها ولا زوج عمتها. بسببٍ مباح: أي أن تكون المرأة محرمةٌ على الرجلِ بسببٍ مباحٍ، وليسَ لسببٍ محرَم فعله في الشريعة الإسلامية، وبناءً على ذلك فإنَّ الرجل لا يكون محرمًا لأمِّ امرأةً وطئها بشبهةٍ ولا لابنتها.
وأوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال: «ما حكم سفر المرأة بدون محرم لأداء فريضة الحج؟»، أن مِن هذا الحديث برواياته أَخَذَ جماعةٌ من المجتهدين جوازَ سفر المرأة وحدها إذا كانت آمنةً، وخصصوا بهذا الحديث الأحاديثَ الأخرى التي تُحَرِّم سفر المرأة وحدها بغير مَحرَم؛ فهي محمولة على حالة انعدام الأمن التي كانت من لوازم سفر المرأة وحدها في العصور المتقدمة. سفر المرأة بدون محرم لأداء فريضة الحج وتابع: وأجاز جمهورُ الفقهاء للمرأة في حجِّ الفريضة أن تسافر بدون محرم إذا كانت مع نساء ثقات أو رفقة مأمونة؛ واستدلوا على ذلك بخروج أمهات المؤمنين رضي الله عنهنَّ بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للحج في عهد عمر رضي الله عنه، وقد أرسل معهنَّ عثمان بن عفان؛ ليحافظ عليهنَّ رضي الله عنه. هل يجوز للمرأة الحج بدون محرم - موقع إسألنا. ونقل قول الإمام أبو الحسن بن بطال في "شرح البخاري" (4/ 532، ط. مكتبة الرشد): [قال مالكٌ والأوزاعي والشافعي: تخرج المرأة في حجة الفريضة مع جماعة النساء في رفقة مأمونة وإن لم يكن معها محرم، وجمهورُ العلماء على جواز ذلك، وكان ابن عمر يحج معه نسوة من جيرانه، وهو قول عطاء وسعيد بن جبير وابن سيرين والحسن البصري، وقال الحسن: المسلم مَحْرَمٌ، ولعل بعضَ مَن ليس بمَحْرَمٍ أوثقُ مِن المَحْرَم].
كما قرر ذلك شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم رحمهما الله، ولا شك أن سفر المرأة بغير محرم مما حرم سدًا للذريعة. أن الأصل في العبادات بالنسبة إلى المكلَّف التعبد دون الالتفات إلى المعاني، وأصل العادات الالتفات إلى المعاني كما قرر ذلك الإمام الشاطبي رحمه الله وأطال الاستدلال له (الموافقات 5/209). ما جاء في حديث عدي بن حاتم مرفوعًا: "يوشك أن تخرج الظعينة من الحيرة تؤم البيت لا جوار معها". (البخاري 3400) فهو وإن كان من باب الإخبار إلا أنه في سياق مدح الزمان بانتشار الأمن ورفع منار الإسلام فيحمل على الجواز (انظر عمدة القاري 16/148). فعلى هذا نقول: الأولى أن لا تسافر المرأة بدون محرم مطلقًا فهذا أكمل في الحفاظ عليها وصيانة كرامتها إلا أنه: يجوز للمرأة السفر بالطائرة مع رفقة مأمونة من النساء كعائلة مثلًا بالضوابط التي تحافظ على المرأة وتصونها في كل حالة بحسبها، ومن تلك الضوابط: 1- إذا كانت هناك حاجة ملحة. 2- استأذنت ولي أمرها. حكم عمرة المرأة دون محرم - موضوع. 3- يصعب على المحرم مرافقتها أو امتنع من ذلك. 4- تحرص أن تكون ضمن رفقة نساء أو عائلة لتضمن من يجلس بجوارها. 5- ليس سفرًا طويلًا أو يخاف فيه من الإجراءات المعقدة، وربما الانتظار لساعات أثناء التفتيش والدخول والتأكد من الأوراق الرسمية.
قَالَ: «فَإِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنْ الحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لَا تَخَافُ أَحَدًا إِلَّا اللهَ» [أخرجه البخاري]. والمختار للفتوى جواز سفر المرأة وحدها إذا كانت تأمن الطريق وبشرط عدم مخالفة اللوائح والقوانين المنظمة لذلك والله تعالى أعلم.