[١] [٢] فأُشيع مقتل النبي -عليه الصلاة والسلام-، وجاءت نُسيبة أُمّ عمارة الأنصاريّة فقاتلت، وتركت سقي الجرحى، فأحاط المُسلمون بالنبي -عليه الصلاة والسلام- يُدافعون عنه، وكانوا ثلاثين رجُلاً، فانسحب بهم نحو الجبل، فرآه أُبي بن كعب، وقال: "لا نجوت إن نجا"، وجاء أبو سفيان ليشمت ويسأل عن النبيّ ويقول: "أُعل هُبل"، فقال الصحابة: "الله أعلى وأجلّ"، فقال: "لنا العُزّى ولا عُزّى لكم"، فأجابوه: "الله مولانا ولا مولى لكم"، وقال له عُمر -رضي الله عنه-: "قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار"، فانسحب أبو سفيان ومن معه، وانتهت المعركة بذلك. [١] [٢] نتيجة المعركة يوم أحد انتهت معركة أُحد باستشهاد سبعين من الصحابة، ومقتل ثلاثين من المُشركين، [٣] وكان من آثار ذلك تراجع هيبة المُسلمين في نُفوس المُشركين، فقد تجرّأ باقي الأعراب عليهم، وتجمّعوا لغزوهم؛ كقبائل بني هُذيل، وأهل نجد بقيادة طليحة الأسديّ، بالإضافة إلى الظُروف الخطرة التي أحاطت بالدعوة الإسلاميّة، [٤] كما عرف الصحابة أخطاءهم ومُخالفتهم لأمر نبيّهم، فندموا على ذلك، والتزموا أوامره وطاعته، واستمرّوا على ذلك.
بيان حِكمة الله -تعالى- في الحرب من النصر والخسارة، وأنها دولٌ بين الحق والباطل، وفيه بيانٌ للمؤمن الحق من المُنافق، وفيه إشارةٌ إلى صفات الرُسل؛ حيثُ أنّها تُبتلى، ثُمّ يكون النصر لهم في نهاية الأمر، بالإضافة إلى إبعاد نُفوس المؤمنين عن الطُغيان والشُموخ عند النصر في جميع المعارك. امتحان الله -تعالى- لعباده بالغلبة والهزيمة، فلا يكون العزّ والنّصر إلا بعد الانكسار والهزيمة، لقوله -تعالى-: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ) ، [١٣] وإيصالهم إلى الدرجات العُليا في الجنة؛ لما حصل معهم من البلاء والمصائب. إيصال الصحابة الكرام لمرتبة الشُّهداء التي تعدّ من أعلى المراتب، كما أن فيها تهيئةٌ لهلاك الأعداء بسبب طُغيانهم ومُحاربتهم للإسلام، لقوله -تعالى-: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ* وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ).
إخبار النبي -عليه الصلاة والسلام- عن أرواحهم بأنّها كأجواف طيرٍ خُضر عند أنهار الجنة، وتأكل من ثمارها، وتكون تحت ظلّ عرش الرحمن، وأنزل الله -تعالى- فيهم قوله: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).
وأقبل أبو جهل يحض المشركين على القتال بكلام كثير، ويهون عليهم ما شاهدوه ١ سورة الحج: ١٩. ٢ صحيح البخاري كتاب المناقب باب غزوة بدر ج٦ ص٢٤٣. ٣ زاد المعاد ج٣ ص١٨٤. ٤ سورة الأنفال: ١٩. ٥ سورة الأنفال: ١٩. ٦ سورة الأنفال: ٤٨. ٧ زاد المعاد ج٣ ص٨١.
مصعب بن العمير حامل لواء المسلمين، وشبيه النبي عليه السلام. عبد الله بن جحش. أنس بن النضر. سعد بن الربيع. عبد الله بن عمرو بن حرام. حنظلة بن أبي عامر. عبد الله بن جبير. المراجع
منذ 2017-05-19 المؤلف: الشيخ محمد بن أحمد باشميل رحمه الله. من روائع ما كتب في غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم مع تحليل كأنك تعايش الغزوة وثيقة PDF قراءة تحميل (12. 1MB) 57 8 26, 604
مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 12/1/2017 ميلادي - 14/4/1438 هجري الزيارات: 148539 أحداث غزوة أُحد • السنة: في 7 شوال، وقيل: 15 منه سنة 3 للهجرة. • قائد جيش المسلمين: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. • عدد جيش المسلمين: 700 مقاتل. • قائد جيش المشركين: أبو سفيان صخر بن حرب. • عدد جيش المشركين: 3000 مقاتل. • مكان المعركة: قرب جبل أُحُد بالمدينة المنورة. • أسباب المعركة: قال ابن جرير الطبري: وكان الذي أهاج غزوة أُحد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ومشركي قريش، وقْعة بدرٍ وقتل مَن قُتِل ببدر من أشراف قريش ورؤسائهم. أحداث ما بعد معركة غزوة أحد. لما رجع أبو سفيان سالمًا بِعِيره إلى مكة، وعادت قريش من بدر بالهزيمة، مشى إلى أبي سفيان بعض من أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم ببدر، وكلَّموه أن يستعينوا بهذه الأموال لحرب النَّبي ونيل الثَّأر منه، وخرجَت قريش بجمعها وبمن أطاعها من كنانة وأهل تهامة، وقد اتَّفقوا على حرب النبي صلى الله عليه وسلم.