ومن الإسراف تجاوز الحد في شراء الأطعمة، وأشدُّ منه أن تُرمى في الأماكن التي لا تليق بها، ﴿ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآَتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأنعام: 141]. وكذلك الإسرافُ في الملابس والمراكب والأثاث وغيرها؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلوا وتصدَّقوا والْبسوا في غير إسرافٍ ولا مخيلة)). وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من التنعُّم حتى بالمباحات؛ لأنه مظنةٌ للسرف وتضييع للمال؛ فقال: ((إيَّاكم والتنعُّم؛ فإنَّ عبادَ الله ليسوا بالمتنعمين))؛ وذلك من أجل الحِفاظ على الأموال والموارد التي سيُسألُ عنها العبدُ يوم القيامة. التبذير في شهر رمضان: صوره وعواقبه وكيفية الحد منه - موثوق. بل إنَّ حِفْظَ المال فيه حِفْظُ الدين والعِرْض والشرف، وقد قال الحكماء: (مَن حَفظَ مالَه، فقد حَفظَ الأكْرَمَيْنِ؛ الدين، والعِرْض). إنَّ الشريعة لم تحرِّم اكتسابَ الأموالِ ونماءَها والتزود منها، بل حثَّتْ عليه، ولكنَّها بيَّنت الطرقَ المحرمة في كَسْبِه وإنفاقِه. ومن الطرق المحرَّمة في إنفاقه الإسراف، وإهداره بغير حقٍّ؛ إما في سفر محرَّم، أو في حفلات باهظة التكاليف يُلقى فائضُ أطعمتها في النفايات، فليس هذا من حفظِ المال، ولا مِنْ شُكْر الله تعالى على نعمته، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاَثًا قِيلَ وَقَالَ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ)).
أيها المسلمون: ليس من شأن المسلم المبالغةُ في التنعُّم، والاسترسال في الملذَّات بما يبعده عن الكمال في أمور الدِّين، وبما يوقعه في ركونه إلى هذه الدُّنيا الفانية. عن أبي أمامة إياس بن ثعلبة الأنصاريِّ -رضي الله عنه- قال: ذكر أصحابُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومًا عنده الدُّنيا فقال -أي: فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم-: "ألا تَسْمعون، أَلا تَسْمعون، إنَّ البَذاذَةَ من الإيمان، إنَّ البَذاذَةَ من الإيمان". ولكنْ -عباد الله- هذا لا يعني أنَّ الإسلام يحرِّم التَّنعُّم بما خلق الله من الطيبات، وإنما المراد أن يوطن المسلم نفسه على الاعتدال وعدم الإسراف في المباحات، وعدم الإسراف في المشتَهَيات فوق الحاجة؛ حتى لا تقع النَّفس الأمَّارة بالسُّوء في المأثم وأكل الحرام؛ فعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إنَّ الله يحبُّ أن يرى أثر نعمه على عبده". التحذير من الإسراف ( خطبة ). والحديث إسناده صحيحٌ بشواهده. إخوة الإسلام: ومن الإسراف المحرَّم: الإسراف الواقع من بعض المسلمين في حفلات الزواج، من التنافس في البذخ وإنفاق الأموال الطَّائلة؛ فذلكم خطرٌ عظيمٌ على مستقبل الزوجين؛ بل وعلى المجتمع ككلٍّ، والله -جلَّ وعلا- سائلٌ كل عبدٍ عن ماله فيما أنفقه؟!
حديثٌ رواه أحمدُ والنَّسائيُّ وابن ماجه، وسنَدُه صحيحٌ. ويقول -صلى الله عليه وسلَّم- في الحديث المتَّفق عليه: "إنَّ الله حرَّم عليكم عُقوقَ الأُمَّهات، ومنعًا وهات، ووأد البنات، وكَرِه لكم قِيلَ وقالَ، وكَثْرةَ السُّؤال، وإضاعةَ المال". يقول النَّوويُّ -رحمه الله- ومعنى قوله: "إضاعة المال" ؛ أي: تبديده وصرفه في غير الوجوه المأذون فيها من مقاصد الآخرة والدُّنيا، وتركُ شبه ما أمكن فعله. إخوة الإسلام: من المجالات التي يدخلها الإسراف المنهيُّ عنه: التَّجاوُز في الزِّيادة على القدر الكافي من المأكل والمَشرب والملبس: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ) [الأعراف: 31]، والمراد بأَخْذ الزِّينة: ستر العورة في الصلاة، وسترها باللباس النَّظيف الحسن الجميل، من غير إسرافٍ ولا مَخِيلَةٍ؛ يقول -صلى الله عليه وسلَّم-: "ما مَلأَ آدَمِيٌّ وِعاءً شرًّا من بطنه، بحسْبِ ابنِ آدَمَ أكلات يُقِمْنَ صُلْبَه، فإن كان ولا محالةَ؛ فَثُلُثٌ لطعامه، وثُلثٌ لشرابه، وثُلثٌ لنَفَسه". والحديث حسنٌ كما قاله التِّرمذيُّ. معاشر المسلمين: ذكر العلماء أنَّ الإفراط في تناول المُباحات، والتَّوسُّع العظيم فيها، وبذل الأموال الكثيرة فوق قدْر الحاجة، بما فيه زيادةُ تَرَفُّه وتَنَعُّم مبالَغ فيه، كلُّ ذلك من الإسراف الذي لا ينبغي.
وقد عرَّف العلماء التبذير: بأنه صرف الشيء في ما ينبغي زائداً على ما ينبغي، بمعنى أن يكون وجه الصرف جائزاً في الأصل، ولكن الصرف فيه خرج عن حد الاعتدال، كما عرفوا السفه بأنه: صرف الشيء فيما لا ينبغي. والله أعلم.
فأخبر الله سبحانه وتعالى الملائكة بأنه سيقوم بعمل خلق جديد من أجل ذلك وهنا استغربت الملائكة كثيراً وتساءلوا أنه من الممكن أن تقوم البشرية بعصيان الله سبحانه وتعالى بعد ما شاهدوا ما قام به بنو الجان في الأرض من خراب وسفك دماء فما الهدف وراء إنشاء خلق جديد في الأرض. في نفس الوقت قامت الملائكة بطاعة الله سبحانه وتعالى، فهم لا يقوموا بعصيان أمر الله نهائياً كما قالت الآية الكريمة" ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون". كم عمر ام اس. فالله سبحانه وتعالى وحده هو من يعلم الغيب وهو يعرف كل ما يحدث في الأرض وما حدث فقال الله في آياته" إني أعلم ما لا تعلمون". لقد أمر الله سبحانه وتعالى الملائكة بأن تقوم بجمع التراب وذلك يعتبر تمهيد من الله سبحانه وتعالى للخلق الجديد. قامت الملائكة بالعمل على جمع التراب من جميع أنحاء الأرض من الجبال والوديان والهضاب والسهول وكان التراب من مختلف الأنواع، فكان التراب أسود أو أصفر أو أحمر أو أبيض أو غيره من أنواع التراب. بسبب ذلك كانت ذرية أدم عليه السلام كثيرة الطوابع وكانت مختلفة الألوان، حيث أن أدم عليه السلام قد خلق من قبضة واحدة قبضها الله سبحانه وتعالى من جميع الأرض وقام بتسوية أدم بالطين، وبعد ذلك تحول الطين إلى معجون من الطين وبعد ذلك قام الله سبحانه وتعالى بتصويره بيده وتركه.
فتحول إلى صلصال كالفخار وبعد ذلك جعل الله طول سيدنا أدم يقارب ستين ذراعًا في الطول ناحية السماء، ومن هنا كانت بداية البشرية على الأرض. ملخص الموضوع في 7 نقط عمر سيدنا أدم 960 عام. خلق الله سبحانه وتعالى أدم ليكون خليفة في الأرض. كان إبليس يتكبر على أدم وينظر إلى النار كأنها أشرف من الطين. نفخ الله الروح في سيدنا أدم. كم عمر اس. كرم الله عز وجل أدم من خلال سجود الملائكة له. عصى إبليس الله برفضه السجود لأدم. توفي سيدنا أدم في يوم الجمعة.
حول العالم @ عاش آدم عليه السلام لمدة 1040عاماً! @ وبين موته والطوفان مر 2254عاماً! @ وبين الطوفان وموت نوح عليه السلام 352عاماً! @ وبين نوح وأبو الأنبياء إبراهيم مر 2240عاماً! @ وبين إبراهيم وموسى 700عام! @ وبين موسى وداود 500عام! @ وبين داود وعيسى 1200عام! @ وبين مولد عيسى ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم مر 570عاماً! @ وبين وفاة خاتم الأنبياء وعامنا هذا يكون قد مر 1375عاماً!! @ وبجمع كافة الأرقام يكون قد مضى بين نزول آدم وحتى يومنا هذا 10294عاماً!!... وفي الحقيقة؛ يمكن لهذه القائمة أن تكون مرجعاً لتاريخ البشر لولا وجود مشكلتين رئيسيتين: الأولى: أنها مأخوذة من مرويات بني اسرائيل التي يقول عنها رسولنا الكريم (إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم)! والثانية: أن عمر البشر على الأرض (الذي ابتدأ منذ نزول آدم) أمر مستقل ومختلف عن عمر الأرض (التي خلقت قبل البشر وضمت مخلوقات انقرضت قبل ظهورهم بملايين السنين)!!.. كم عمر البشرية منذ خلق ادم. ويبدو أننا - نحن المسلمين - أكثر مرونة من أهل الكتاب بهذا الخصوص.. ففي أكثر من مناسبة قامت مظاهرات في اسرائيل (ليس ضد حماس أو صواريخ القسام) بل ضد الديناصورات ومخلوقات ما قبل التاريخ.
والله أعلم.