فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا ( 17) السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولا ( 18). أي: فكيف يحصل لكم الفكاك والنجاة من يوم القيامة، اليوم المهيل أمره، العظيم قدره ، الذي يشيب الولدان، وتذوب له الجمادات العظام، فتتفطر به السماء وتنتثر به نجومها ( كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولا) أي: لا بد من وقوعه، ولا حائل دونه. 73 التفسير الصوتي تفسير السعدي سورة المزمل - YouTube. إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا ( 19). [ أي:] إن هذه الموعظة التي نبأ الله بها من أحوال يوم القيامة وأهواله ، تذكرة يتذكر بها المتقون، وينزجر بها المؤمنون، ( فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا) أي: طريقا موصلا إليه، وذلك باتباع شرعه، فإنه قد أبانه كل البيان، وأوضحه غاية الإيضاح، وفي هذا دليل على أن الله تعالى أقدر العباد على أفعالهم، ومكنهم منها، لا كما يقوله الجبرية: إن أفعالهم تقع بغير مشيئتهم، فإن هذا خلاف النقل والعقل.
( أَوْ زِدْ عَلَيْهِ) أي: على النصف، فيكون الثلثين ونحوها. ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا) فإن ترتيل القرآن به يحصل التدبر والتفكر، وتحريك القلوب به، والتعبد بآياته، والتهيؤ والاستعداد التام له، فإنه قال: ( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا) أي: نوحي إليك هذا القرآن الثقيل، أي: العظيمة معانيه، الجليلة أوصافه، وما كان بهذا الوصف، حقيق أن يتهيأ له، ويرتل، ويتفكر فيما يشتمل عليه. تفسير السعدي سورة المزمل المصحف الالكتروني القرآن الكريم. ثم ذكر الحكمة في أمره بقيام الليل، فقال: ( إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ) أي: الصلاة فيه بعد النوم ( هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلا) أي: أقرب إلى تحصيل مقصود القرآن، يتواطأ على القرآن القلب واللسان، وتقل الشواغل، ويفهم ما يقول، ويستقيم له أمره، وهذا بخلاف النهار، فإنه لا يحصل به هذا المقصود ، ولهذا قال: ( إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلا) أي: ترددا على حوائجك ومعاشك، يوجب اشتغال القلب وعدم تفرغه التفرغ التام. ( وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ) شامل لأنواع الذكر كلها ( وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا) أي: انقطع إلى الله تعالى، فإن الانقطاع إلى الله والإنابة إليه، هو الانفصال بالقلب عن الخلائق، والاتصاف بمحبة الله، وكل ما يقرب إليه، ويدني من رضاه.
وكذلك ( آخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ) فذكر تعالى تخفيفين، تخفيفا للصحيح المقيم، يراعي فيه نشاطه، من غير أن يكلف عليه تحرير الوقت، بل يتحرى الصلاة الفاضلة، وهي ثلث الليل بعد نصفه الأول. وتخفيفا للمريض أو المسافر، سواء كان سفره للتجارة، أو لعبادة، من قتال أو جهاد، أو حج، أو عمرة، ونحو ذلك ، فإنه أيضا يراعي ما لا يكلفه، فلله الحمد والثناء، الذي ما جعل على الأمة في الدين من حرج، بل سهل شرعه، وراعى أحوال عباده ومصالح دينهم وأبدانهم ودنياهم. ثم أمر العباد بعبادتين، هما أم العبادات وعمادها: إقامة الصلاة، التي لا يستقيم الدين إلا بها، وإيتاء الزكاة التي هي برهان الإيمان، وبها تحصل المواساة للفقراء والمساكين، ولهذا قال: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) بأركانها، وشروطها، ومكملاتها، ( وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا) أي: خالصا لوجه الله، من نية صادقة، وتثبيت من النفس، ومال طيب، ويدخل في هذا الصدقة الواجبة ، والمستحبة، ثم حث على عموم الخير وأفعاله فقال: ( وَمَا تُقَدِّمُوا لأنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا) الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة.
ولما كان تحرير الوقت المأمور به مشقة على الناس، أخبر أنه سهل عليهم في ذلك غاية التسهيل فقال: ( وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ) أي: يعلم مقاديرهما وما يمضي منهما ويبقى. عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ) أي: [ لن] تعرفوا مقداره من غير زيادة ولا نقص، لكون ذلك يستدعي انتباها وعناء زائدا أي: فخفف عنكم، وأمركم بما تيسر عليكم، سواء زاد على المقدر أو نقص، ( فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) أي: مما تعرفون ومما لا يشق عليكم، ولهذا كان المصلي بالليل مأمورا بالصلاة ما دام نشيطا، فإذا فتر أو كسل أو نعس، فليسترح، ليأتي الصلاة بطمأنينة وراحة. ثم ذكر بعض الأسباب المناسبة للتخفيف، فقال: ( عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى) يشق عليهم صلاة ثلثي الليل أو نصفه أو ثلثه، فليصل المريض المتسهل عليه ، ولا يكون أيضا مأمورا بالصلاة قائما عند مشقة ذلك، بل لو شقت عليه الصلاة النافلة، فله تركها [ وله أجر ما كان يعمل صحيحا]. ( وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ) أي: وعلم أن منكم مسافرين يسافرون للتجارة، ليستغنوا عن الخلق، ويتكففوا عن الناس أي: فالمسافر، حاله تناسب التخفيف، ولهذا خفف عنه في صلاة الفرض، فأبيح له جمع الصلاتين في وقت واحد، وقصر الصلاة الرباعية.
ثم توعدهم بما عنده من العقاب، فقال: إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالا وَجَحِيمًا ( 12) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا ( 13) يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلا ( 14) أي: إن عندنا ( أَنْكَالا) أي: عذابا شديدا، جعلناه تنكيلا للذي لا يزال مستمرا على الذنوب. ( وَجَحِيمًا) أي: نارا حامية ( وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ) وذلك لمرارته وبشاعته، وكراهة طعمه وريحه الخبيث المنتن، ( وَعَذَابًا أَلِيمًا) أي: موجعا مفظعا، وذلك ( يَوْمَ تَرْجُفُ الأرْضُ وَالْجِبَالُ) من الهول العظيم، ( وَكَانَتِ الْجِبَالُ) الراسيات الصم الصلاب ( كَثِيبًا مَهِيلا) أي: بمنزلة الرمل المنهال المنتثر، ثم إنها تبس بعد ذلك، فتكون كالهباء المنثور. إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولا ( 15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلا ( 16). يقول تعالى: احمدوا ربكم على إرسال هذا النبي الأمي العربي البشير النذير، الشاهد على الأمة بأعمالهم، واشكروه وقوموا بهذه النعمة الجليلة، وإياكم أن تكفروها، فتعصوا رسولكم، فتكونوا كفرعون حين أرسل الله إليه موسى بن عمران، فدعاه إلى الله، وأمره بالتوحيد، فلم يصدقه، بل عصاه، فأخذه الله أخذا وبيلا أي: شديدا بليغا.
ومن رحمته تعالى، أنه لم يأمره بقيام الليل كله، بل قال: { قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا}.
يمكن تفسير لوحة" فتاة أمام المرآة "(1932) للفنان "بيكاسو"فى علاقة:السالب/الموجب،أو المرآة/ الروح،أو المرآة/ التفرس. هنا تقع صورة الوجه في المرآة كأنه قابع في اللاشعور. لقد حلل "بيكاسو" في رسومه التكعيبية صور الأشكال من أجل إعادة تركيبها دون أن يفقدها خصائصها الأصلية. وقد ضاعف الجمع بين الزاويتين الأمامية والجانبية معاً من فكرة الإنعكاس ،فأحدث إلتباسا، وذلك يؤكدعلى أن الصورة المنعكسة على سطح المرآة ، هى التمثيل الروحى للجانب الخفى من الشخصية ،والقابع في اللاشعور. ويسمح التحليل البنيوى بتفسير دلالة العمل الفنى. وقداتجهت البنيوية نحو الجذور الثقافية،مكرسة عالم الفن للحاضر المشبع برمزية العصر. النقد البنيوى - ويكي الكتب. والعمل التلصيقى الذى أنجزه "محسن عطيه"بعنوان "بين أشياء صغيرة"(2014) كتمثيل بشىء حقيقى (جاهز الصنع) للتعبير عن فكرة إنسانية تخلط الحاضر بالمستقبل. والنقد البنيوى يستخلص في العلاقات الثنائية المتناقضة التى تساهم في شرح العمل الفنى مثل: الهامش /الجوهر، الجميل/المستهلك ،الفن/السلعة. هكذا يساهم استخلاص بنية عمل فنى إلى تعميق فهم معناه. لأن الفن دائماً هو نتاج تقاليد وأعراف طراز معين وثقافة معينة،ومنها ثقافة عصر تكنولوجيا الإتصالات.
والفتاة تسبح في حمق عميق لا ينفذ بصبرها - وهي في عمايتها - إلى بعض ما يتأجج في صدر زوجها. ومضت سبع سنوات جنت الزوجة في خلالها ثمرتين من ثمار الحياة فيهما سعادة القلب وراحة البال وفيهما جمال الحياة وفرحة الدار.. ثمرتين هما الابن والابنة. واطمأنت الزوجة إلى حياتها والى ولديها، فهي تقضي يومها بين حاجات الزوج ورغبات الطفلين لا تحس الضيق ولا تجد الملل. وطمع الزوج الأحمق أن تنحط الأيام على الزوجة المسكينة فتتوزعها بين شغل الدار وشغل الابن وهم الزوج جميعاً فتستلبها من جمالها أو تعبث بسحرها. رضي الله عنه رمز. ولكن الأيام لم تزد الفتاة إلا إغراء وفتنة، وغاظ الزوج ما رأى فاندفع يذيقها فنوناً من العنت والإرهاق لعل الأسى يمد يده الجاسية إلى مفاتنها فيمسح سمات الجاذبية والروعة ويمحو آثار الحسن والرواء. غير أن الفتاة العاقلة لم تلق بالاً إلى حماقات يرتكبها زوجها عن عمد ليثير في الدار لظى من خلاف يعصف بها وبولديها في وقت معاً. وضاق الفتى بصبر زوجته فانطلق ينفِّس عن نوازع شيطانية تثور في نفسه ويكفكفها على كره منه. انطلق ينفس عن نفسه فتعرَّف على فتاة من بنات الهوى، وسوَّلت له نفسه الوضيعة أن يدس لزوجته من يخبرها خبر حبه الجديد.
وينشئ الناقد البنيوى نموذجاً أو مخططاً يستخلصه من العمل الفنى في شكل بنية ،ليساهم في شرح العلاقات المختلفة فيه، ومنه يتوصل إلى النوذج الأكثر بساطة, ليمثل العمل ككل. وإذا أجريت دراسة نقدية لعمل فنى حديث من المذهب " الانطباعى " مثل لوحة"إنطباع ميناء هافر"(1872)التى رسمها"مونيه" (1840-1926) استنادا إلى بنيته الكلية –التبسيطية التى تمثل الموضوع النيئ ،وتباينها مع بنية العمل الفنى الكلاسيكى. [[ملف:Monet - | 280 × 230 (13 KB)px|تصغير|مركز|مونيه"إنطباع ميناء هافر"(1872) والبنية الأكثر إقناعاً هى الأكثر بساطة والأكثر دلالة على الجاذبية الجمالية. ووفقاً للمفهوم البنيوى تتألف البنية الفنية من مجموعة من الظواهر المتماسكة في وحدة شكلية،أو من تصميم كلى أومن نسق ،يفسر العمليات التى تجرى في التركيب الكلى لعلاقاته،لأن لكل نسق قوانينه الخاصة والمتميزة. أما " التكعيبية " فقد فككت الموضوع وحولته إلى نظام مسطح ،ثم تطورت إلى تقنية التلصيق،فالتقت العناصر غير المتوقعة بطريقة قلبت التعبير الفنى بعنف ،فجمعت أعمال الفن بين المتناقضين - الخيالى والواقعى. صوت الموسيقى والحركة - لوحة الرقصة- ماتيس - ويكي الكتب. ويلصق " بيكاسو " في المرحلة التكعيبية التركيبية قصاصات الجرائد والكتابات, ثم يضيف الخطوط والألوان، لإستكمال التصميم،مثل لوحة " قنينة وجيتار وجريدة "(1913) فيحل التلصيق التناقض بين الواقع المرسوم والواقع الحقيقى ،ويقدم معادلاً للهجوم على مبدأ الإيهام الذى لكلاسيكية " عصر النهضة " في شكل بنية من شقين:الواقع/ما فوق الواقع، أو الحقيقى/المرسوم.
وذلك يعنى أن الصورة وجدت قبل رسمها، والتقنية هي مسيرتها التطورية. فمنذ البداية كانت لدى "ماتيس"رؤية كلية لفكرة تكوين لرقصة "الفارندول" كانت بمثابة القوة الموحدة والمنسقة للتناغم التي انتجت تكوين لوحة"الرقصة" كبنية وليس كتجميع. وحين تكون المخيلة تحت سيطرة «الغريزة»، فإنها تتوصل إلى أفضل فكرة مبتدعة. والاستجابة الترابطية تعنى الرؤية مصحوبة بفكرة أو بصورة من الذاكرة فتندمج مع الرؤية البصرية. صور رمزيات بنات كيوت مكتوب عليها. وبفضل الترايط تقوى نغمة الإحساس بالشئ، ويضفى عليه حيوية ودلالة ،أي يصبح جماليا. وفضلاًعن الاستمتاع بالروائح والملامس كموضوعات جمالية ،فكثيراً ما تبعث الإحساسات «الملمسية» و«الشمية» بواسطة أعمال فنية «بصرية »أو «سمعية» حيث أضفت على الأعمال الفنية قدرة تعبيرية. ويجتذب «التصوير» و«النحت »حاسة «اللمس »و بالإضافة إلى التطلع إلى تمثال "خفرع" قد يغرى بتحسس مادة حجر «الديوريت». وفى العادة تثير التماثيل فكرة "القيم اللمسية" التي من شأنها أن تحفز «الخيال»إلى أن يحس بكتلة التمثال وبأبعادها في الفراغ ،وتشجع خيالياً على تلمسه أو الدوران حوله. وأحياناً يصبح في وسع الموسيقى إثارة الاحساس بالنعومة والصلابة والخشونة. ورغم أن مظاهرالجمال الحسى موجودة في الطبيعة كـ «رائحة الزهور» و«لمس الحجر» وفى حركات البشر،فإن الشكل لايتمثل إلا حين يشكل الفنان المادة والموضوع والانفعال والخيال في عمل فنى، «لوحة »أو «تمثال» أو «مقطوعة موسيقية»، على نحو حيوى وساحر.