شمـ ــرـر جبلـ.. مآآآ كلـ.. ريـ ـح ِ يهــ ـزـزه
عبدالرحمن بن مساعد ، طلال الرشيد - YouTube
طلال الرشيد | مساعد الرشيدي | ياسر التويجري - YouTube
قلت: وهو حسن. غريب القصة: ـ عمير بن وهب: صحابي من الشجعان ، ستأتي ترجمته قريبًا في إعطاء الأمان لصفوان بن أمية رقم(49). ـ حرزنا: قدرنا. ـ لببه: أي جمع عليه سلاحه وقبض عليه قال ابن الأثير في النهاية: ( 4/223) " لببت الرجل ولببته إذا جعلت في عنقه ثوبا أو غيره وجررته به ، وأخذت بتلبيب فلان إذا جمعت عليه ثوبه الذي هو لابسه وقبضت عليه تجره ، والتلبيب مجمع ما في موضع اللبب من ثياب الرجل. الفوائد والعبر: 1- اتخاذ الحيطة من غدر الأعداء واجب. 2- عدم قبول الرسول صلى الله عليه وسلم غير تحية الإسلام. 3- عصمة الله نبيه محمد عليه الصلاة والسلام. 4- السلام تحية أهل الجنة. 5- الإيمان يغير الإنسان من حال إلى حال. 6- " فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ". 7- سماحة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. 8- حسن خلق الرسول عليه الصلاة والسلام حتى مع أعدائه. 9- من دلائل نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم.
كان أمية ابن خلف هو أحد أعمدة الكفر بمكة وقتل يوم بدر لكنه كان لديه خصومة وعداء شديدين للإسلام ، وكان على شاكلته ابن أخيه عمير بن وهب الجمعي الذي كان يطلق عليه شيطان مكة ، كان عمير بن وهب مع جيش المشركين في بدر وللحق كان فارسًا مغوارًا أرسلته قريش ليستطلع عدد الجنود المسلمين حول رسول الله صلّ الله عليه وسلم في بدر. فدار بفرسه دوره وعاد ليخبر المشركين أن عدد المسلمين ثلاثمائة يقلون قليلًا أو يزيدون ، فقالوا له يا عمير: هل لهم مدد ؟ فقال لا غير أني رأيت المطايا تحمل المنايا ويقصد بذلك أن الخيول والإبل كانت تحمل الموت على أعناقهم ويقصد بذلك أن المسلمين كان على أهبة الاستعداد للموت في سبيل الله ، فهم قوم لا عصمة لهم إلا في سيوفهم لن يقتل واحد منهم إلا بعد أن يقتل واحد منكم. فتردد القرشيين في خوض المعركة ولكن أبو جهل عدو الله أخذ يحفزهم ويستثيرهم لخوض تلك المعركة حتى يستأصلوا شأفة الإسلام من جذورها ، ولكن بفضل الله وحوله عادت قريش منهزمة شر هزيمة ، وفقد عمير بن وهب الجمعي يومها ابنه الذي أسره المسلمين وعمه أمية الذي مات في يوم بدر. وبعد تلك المعركة بينما كان عمير يجلس مع ابن عمه صفوان ابن أمية ، وأخذوا يتذاكرون قتلى بدر فقال عمير: وددت أن أذهب إلى المدينة وأن أقتل محمدًا ولكن يمنعني أن لي صبية وعليّ دين لأناسٌ في مكة ، فقال صفوان بن أمية: يا عمير أما دينك فعليّ وأبنائك سأضمهم لأبنائي ، وكان صفوان يقصد بذلك تحفيز عمير على قتل رسول الله صلّ الله عليه وسلم.
هكذا أسلم عمير بن وهب.. هكذا أسلم شيطان قريش، وغشيه من نور الرسول والاسلام ما غشيه فاذا هو في لحظة يتقلب الى حواريّ الاسلام..!! يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " والذي نفسي بيده، لخنزير كان أحبّ اليّ من عمير حين طلع علينا.. ولهو اليوم أحبّ اليّ من بعض ولدي "..!! جلس عمير يفكّر بعمق في سماحة هذا الدين، وفي عظمة هذا الرسول: ثم تذكر بلاءه يوم بدر وقتاله ، وتذكر أيامه الخوالي في مكة وهو يكيد للاسلام ويحاربه قبل هجرة الرسول وصحبه الى المدينة. ثم هاهو ذا يجيء اليوم متوشحا سيفه ليقتل به الرسول. كل ذلك يمحوه في لحظة من الزمان قوله: " لا اله الا الله محمد رسول الله "..!! أيّة سماحة، وأي صفاء، وأية ثقة بالنفس يحملها هذا الدين العظيم..!! أهكذا في لحظة يمحو الاسلام كل خطاياه السالفة، وينسى المسلمون كل جرائره وعداواته السابقة، ويفتحون له قلوبهم، ويأخذونه بالأحضان.. ؟! أهكذا والسيف الذي جاء معقودا على شرّ طوية وشرّ جريمة، لا يزال يلمع أمام أبصارهم، ينسي ذلك كله، ولا يذكر الآن الا أن عميرا باسلامه، قد أصبح احدا من المسلمين ومن أصحاب الرسول، له ما لهم.. وعليه ما عليهم.. ؟!!! أهكذا وهو الذي ودّ عمر بن الخطاب منذ لحظتين أن يقتله، يصبح أحب الى عمر من ولده وبنيه..
فقال له عمير: { صدقت، ووالله لولا دَيْن عليّ لا أملك قضاءه، وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت الى محمد حتى أقتله، فإن لي عنده عِلّة أعتَلّ بها عليه: أقول قدمت من أجل ابني هذا الأسير}. فاغتنمها صفوان وقال: { عليّ دَيْنك، أنا أقضيه عنك، وعيالُك مع عيالي أواسيهم ما بقوا}. فقال له عمير: { إذن فاكتم شأني وشأنك}. ثم أمر عمير بسيفه فشُحذ له وسُمَّ، ثم انطلق حتى قدم المدينة. قدوم المدينة وبينما عمر بن الخطاب في نفر من المسلمين يتحدثون عن يوم بدر، ويذكرون ما أكرمهم الله به، إذ نظر عمر فرأى عمير بن وهب قد أناخ راحلته على باب المسجد متوشحا سيفه، فقال: { هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب، والله ما جاء إلا لشر، فهو الذي حرّش بيننا وحَزَرنا للقوم يوم بدر}. ثم دخل عمر على الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال: { يا نبي الله هذا عدو الله عمير بن وهب قد جاء مُتَوشحا سيفه}. قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { أدخله علي}. فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عُنُقه، وقال لرجال ممن كانوا معه من الأنصار: { ادخلوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاجلسوا عنده واحذروا عليه من هذا الخبيث، فإنه غير مأمون}. إسلامه ودخل به عمر على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو آخذ بحمالة سيفه في عُنقه، فلما رآه الرسول قال: { دعه يا عمر، ادْنُ يا عمير}.
؟؟؟!!! اذا كانت لحظة واحدة من الصدق، تلك التي أعلن فيها عمر اسلامه، تحظى من الاسلام بكل هذا التقدير والتكريم والمثوبة والاجلال، فان الاسلام اذن لهو دين عظيم..!!
المصدر:كتاب: ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية (1) الروض الأنف ت: الوكيل (5/ 202- 205). (2) دلائل النبوة (3/ 147). (3) دلائل النبوة (3/ 149). (4) مجمع الزوائد (8/ 286) (5) دلائل النبوة للأصبهاني (4/ 1268). (6) مجمع الزوائد (8/ 286). (7) الطبقات (4/ 200). (8) الروض الأنف (5/ 204). (9) السيرة الصحيحة (2/ 373) (10) دلائل النبوة للأصبهاني (4/ 1268).