فالحياء الذي بين العبد وربه قد بينه صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي جاء في سنن الترمذي مرفوعاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « استحيوا من الله حق الحياء ». قالوا: إنا نستحيي يا رسول الله. قال: « ليس ذلكم. ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى، وليحفظ البطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى. ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا ، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء » فقد بين صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث علامات الحياء من الله عزّ وجلّ أنها تكون بحفظ الجوارح عن معاصي الله، وبتذكر الموت، وتقصير الأمل في الدنيا، وعدم الانشغال عن الآخرة بملاذ الشهوات والانسياق وراء الدنيا. وقد جاء في الحديث الآخر أن « من استحيا من الله استحيا الله تعالى منه » وحياء الرب من عبده حياء كرم وبر وجود وجلال، فإنه- تبارك وتعالى- حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفراً ويستحي أن يعذب ذا شيبة شابت في الإسلام. وأما الحياء الذي بين العبد وبين الناس. الحياء من الايمان الشيخ عبد المحسن الاحمد. فهو الذي يكف العبد عن فعل ما لا يليق به، فيكره أن يطلع الناس منه على عيب ومذمة فيكفه الحياء عن ارتكاب القبائح ودناءة الأخلاق. فالذي يستحي من الله يجتنب ما نهاه عنه في كل حالاته، في حال حضوره مع الناس وفي حال غيبته عنهم.
كلُّنا نستَحِي والحمدُ لله، قال: « ليس ذلك، ولكنَّ الاستِحياءَ مِن الله حقَّ الحياءِ أن تحفَظَ الرأسَ وما وعَى، والبطنَ وما حوَى، وتذكُرَ الموتَ والبِلَى، ومَن أرادَ الآخرةَ تركَ زينةَ الحياةِ الدنيا، فمَن فعلَ ذلك فقد استَحيَا مِن الله حقَّ الحياء ». الحياء شعبة من الإيمان. حياءً مِن الملائِكة الكِرام، والحفَظَة الكاتِبِين أن يشهَدُوا عليك، ( عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق: 17، 18]. حياءً مِن الناسِ أن تَهتِكَ سِترَ الله عليك، وتُجاهِرَ بالمعصِيَة أمامَهم، «كلُّ أُمَّتِي مُعافَى إلا المُجاهِرين». حياءً مِن النفسِ ومِن الجوارِح؛ فإنها خُصَماءُ ستشهَدُ عليك، ( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ) [النور: 24، 25]. باركَ اللهُ لي ولكم في القرآن العظيم، ونفَعَني وإيَّاكم بما فيه من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ، أقولُ ما تسمَعُون، وأستَغفِرُ اللهَ العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولسائِرِ المُسلمين، فاستغفِرُوه، إنه هو الغفورُ الرحيمُ.
[box type="shadow" align="" class="" width=""]عَنْ عبد الله بن عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الْإِيمَانِ. الحياء من الإيمان - مصلحون. (صحيح البخاري 24)[/box] الشرح والإيضاح الحياءُ كلُّه خَيرٌ، وهو مِن الإيمانِ، ومِن الأخلاقِ المحمودةِ التي يَجِبُ أنْ يَتحلَّى بها الرِّجالُ والنِّساءُ على السَّواءِ؛ لأنَّها تَمنَعُ المرْءَ مِن الوُقوعِ في الآثامِ. وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عبدُ الله بنُ عُمرَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مرَّ على رجُلٍ وهو يَعِظُ أخاهُ في الحَياءِ، والمعْنى: أنَّه يَنصَحُه أنْ يُخفِّفَ مِن حَيائِه؛ وذلك أنَّ الرَّجلَ كان كثيرَ الحياءِ، وكان ذلك يَمنَعُه مِن استِيفاءِ حُقوقِه، فعاتَبَه أخوهُ على ذلك، فأمَرَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَترُكَه على هذا الخُلُقِ الحسَنِ، وأخبَرَه أنَّ الحَياءَ مِن الإيمانِ، وشُعبةٌ مِن شُعَبِه؛ لأنَّه يَمنَعُ صاحبَه عمَّا نَهى اللهُ عنه. والحياءُ نَوعانِ: ما كان خُلُقًا وجِبلَّةً غيرَ مُكتسَبٍ، وهو مِن أجَلِّ الأخلاقِ الَّتي يَمنَحُها اللهُ العبدَ ويَجبُلُه عليها؛ فإنَّه يَكُفُّ عن ارتكابِ القبائحِ، ودَناءةِ الأخلاقِ، ويحُثُّ على التَّحلِّي بمَكارمِ الأخلاقِ ومَعاليها.
إن حياءَ المرأة المُسلِمة هو رأسُ مالِها، فيه عِزُّها، وبِه تحفَظُ كرامتَها. الحياءُ جِلبابُ الحُرَّة الأمين، وجمالُها الحَسِين، ودليلُ عِفَّتها المَتِين، وحِصنُها الحَصِين. أيتها المُسلمات! لقد نوَّه الله تعالى في كتابِه الكريمِ بحياءِ المرأةِ في قصَّة مُوسَى - عليه السلام - لما وردَ ماءَ مديَن؛ حيث رسَمَت لنا بناتُ شُعَيبٍ نماذِجَ مِن خُلُق الحياء، ومِنها ما انتبَهَ إليه مُوسَى - عليه السلام - مِن حِشمَتهما وعدم اختِلاطِهما بالناسِ، فسَقَى لهما. الحياء شعبة من الإيمان إسلام ويب. قال تعالى عن موسى - عليه السلام -: ( وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا) [القصص: 23، 24]. فالحِشمةُ وعدمُ الاختِلاط مِن بواعِثِ الحياء الذي هو شِعارُ المُسلِمة، ودليلٌ على حُسن التربية. ونبَّهَت الآيةُ إلى نموذجٍ آخر مِن جمالِ الخُلُق، وهو الحياءُ والسَّكِينةُ في الحركة والخِطاب، فأثنَى الله تعالى على إحداهنَّ حين رجَعَت إليه لِمَا تحلَّت بِه مِن الحياء، لم تتمايَل، ولم تتكسَّر، ولم تتبرَّج، ولم تخضَع بالقَول، ( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا) [القصص: 25].
•ثمرة الحياء حسنة في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا محبة المؤمنين و معاملتهم بالحسنى ،وفي الآخرة كثرة الحسنات ورفعة الدرجات. مما يعينك على التخلّق يخلق الحياء التأدب بآداّب الإسلام و سننه حفظ جوارحك عما لا يحل لها صحبة اهل الحياء مراقبة الله في السر و العلانية تطبيقات سلوكية: • أستحيي من الله فلا أعصيه. • أتخلق بخلق الحياء في تعاملي مع الناس.
يا مليح اللمى وحلو التثني وجميلاً جماله قد فتنّي أي ذَنْـبٍ جرى فديتك مني! ما الذى أوجب انقطاعك عني؟ أدلالاً هجرتني أم مَلالاً؟ أم صدوداً أم قسوة أم تجنّي؟ لا تبلغ أعدايَ فيّ مُناهم أنت قصدي وأنت كل التمني بالصفا بالوفا بليلةِ أنسٍ كنت فيها من غير وعدٍ تزورني إن تكن ظالماً فعنك عفا الله أو أكن ظالماً فعفوك عني..! See more posts like this on Tumblr #شعر #أدب #قصيدة #موشحات #موشح #أندلسي #قصائد #فصيح
يا مليح اللمى وحلو التثني - محسن أبو الحب يا مليح اللمى وحلو التثني وجميلاً جماله قد فتنّي أي ذَنْـبٍ جرى فديتك مني! ما الذي أوجب انقطاعك عني؟ أدلالاً هجرتني أم مَلالاً؟ أم صدوداً أم قسوة أم تجنّي؟ لا تبلغ أعدايَ فيّ مُناهم أنت قصدي وأنت كل التمني بالصفا بالوفا بليلةِ أنسٍ كنت فيها من غير وعدٍ تزورني إن تكن ظالماً فعنك عفا الله أو أكن ظالماً فعفوك عني..! – الشيخ محسن أبو الحب See more posts like this on Tumblr #الشوق #العشق #الغزل #الفراق #شعر #محسن أبو الحب #أبيات شعر غزل
بيرناديت مرقص - يا مليح اللمى - YouTube
يا مليحَ اللمى وحلو التثنّي وَمليكاً جماله قد فتنّي أيّ ذنبٍ بدا فديتك منّي ما الّذي أوجبَ اِنقطاعك عنّي أدلالاً هجرتني أم ملالا أم صدوداً أم قسوة أم تجنّي لا تبلغ أعدايَ فيّ مُناهم أنت قصدي وأنت كل التمني بالصفا بالوفا بليلةِ أنسٍ كنت فيها من غير وعدٍ تزورني إن تكن ظالماً فعنك عفا الله أو أكن ظالماً فعفوك عني..! – الشيخ محسن أبو الحب
أردت أن نكون الوحيدين الفصيحين في هذا الكون الأعجمي.