الأنبياء بعثهم الله تعالى لهدى الناس ، وهذا شرف الله على الناس أجمعين ، ونعمة من نعمته عليهم، لأن هداية الناس يعني تنقية قلوبهم من النجاسة والكفر والشرك والضلال ، وقد وعد الله تعالى هؤلاء، الذين يتبعون الرسل ، بركات الله عليهم أجمعين لينالوا الأجر العظيم والأجر العظيم في الدنيا، وأما من ابتعد عنهم ولم يؤمنوا ويؤمنوا بما أنزلوا ، فسيكون له عذاب أليم في الدنيا والآخرة.
1987 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الأول مؤسسة الكويت للتقدم العلمي سيدنا إبراهيم إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة وُلد إبراهيمُ عليه السلام بالعراق وسط قوم يعبدون الأصنامَ ويتخذون النجومَ والكواكبَ آلهةً يعظمونها من دون الله تعالى. وكان أبوه آزر يصنع الأصنامَ بيده. وقد كَرِه إبراهيم الأصنامَ منذ صغره وهداهُ الله تعالَى إلى أن الأصنامَ لا تنفع ولا تضـر، فهي لا تسمعُ ولتنطق ولا تَشفِي ولا تُمرض، وهي لا تقدر على خَلْق أصغر شيء ولو كان ذبابةً بل إن الذبابة لو أخذت منها شيئاً فإنها لا تقدر على إعادته. وأراد إبراهيمُ أن يُظْهِرَ لقومه عَجْزَ الأصنام بالفعل لا بالقول، فقام عليه السلام بتكسير الأصنام بالفأس ثم وضع الفأسَ في رقبة أكبر الأصنام حجماً، وحين رأى قومُ إبراهيم الأصنامَ مكسرة ثاروا وهاجوا وأرادوا أن يعرفوا من الذي فعلَ هذا بأصنامهم حتى يعاقبوه أشد العقاب. من هو الملقب ابو الانبياء. وشَهِدَ بعضُهم بأنهم سمعوا فتىً اسمُه إبراهيم يذكر الأصنامَ بسوء ويعيبُ عبادَتَها. وتوجهوا إلى إبراهيم بالسؤال: هل فَعَلْتَ هذا التكسيرَ بالأصنام يا إبراهيم؟ وكان رَدُّه: بل فعلَهُ كبيرُهم، وطبعاً لم يُصَدِّقوا أن أكبر الأصنام كَسَرَ صغارها لأنهم يعرفون عَجْز الأصنام عن الحركة وعدم قدرتِها على إمساك الفأس.
وهنا تَوَجَّه إبراهيمُ لأبيه فنصحه برفق ودعاه إلى عبادةِ الله بحنان ورقة وَحذَّره من خداع الشيطان مع إظهار الاحترام له كأب. فلما يَئِسَ من إسلام أبيه تَبَرَّأ منه، ثم انتقل إلى شاطئ الفرات يبشر ويدعو، ولما لَمْ يَسْتَجِبْ أحد هاجر إلى أرض فلسطين وسكن شكيم (نابلس الآن) ومنها هاجر إلى مصـر حيث كان يحكمها ملوك الرعاة، وقد حدث له ولزوجته من الحوادث مع ملك مصـر ما جعل ملك مصـر يعظمهما ويحترمهما. ثم عاد إبراهيم عليه السلام إلى فلسطين وسكن بجواره ابنُ أخيه النبيُّ لوطٌ عليه السلام، وحين فَجَر قومُ لوط وعَصَوْا أوامرَ الله أرسل اللهُ الملائكةَ ليعاقبوا قومَ لوط ونزلوا على إبراهيم عليه السلام فقام فذبح عجلاً سميناً للضيوف قبل أن يعرفهم. وأفهمه الملائكةُ أنهم جاءوا لمعاقبة قوم لوط. وكانت سارة، زوجة إبراهيم، واقفة فبشرها الملائكة بأنها ستحمل. فلما قالت: إني عجوز، قال الملائكة: إن هذا هو أمر الله تعالى. من هو ابو الانبياء - الأفاق نت. وبعد فترة الحمل وضعت سارةُ ابنَها إسحاقَ عليه السلام، كما وَلَدَتْ جاريتها المصرية هَاجَرُ إسماعيلَ عليه السلامقبل ولادة سارة لإسحاق. ويوصف إبراهيمُ بأنه أبو الأنبياء لأن الأنبياء المعروفين بعد ذلك كانوا من ذرية إسماعيل وإسحاق.
فينبغي على كل مسلم أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم، فكان أعظم الناس صدقة، لا يستكثر مالًا، ولا يستقله، وكان من هديه إذا جاءه الرجل بالزكاة دعا له، فعن عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَةٍ قَالَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَتِه، فَقَالَ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى» [10]. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرد سائل حاجة، وكان يعطي عطاءَ مَن لا يخشى الفاقة [11] ، وكان أجود الناس بالخير، وكان يؤثر السائل على نفسه، وينوع في عطائه، وقد بلغ صلى الله عليه وسلم في خلق الجود والكرم منزلًا لم يبلغه غيره من البشر، وانتهى فيه إلى ذِروة الكمال الإنساني. ما هو هدي النبي ﷺ في الزكاة؟ - إسلام أون لاين. [1] المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم: محمد فؤاد عبدالباقي، ص331، 332. [2] تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن: أبو عبدالله: عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالله بن ناصر بن حمد آل سعدي، ص76، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، المملكة العربية السعودية، ط1، 1422هـ.
والأمثلة التطبيقية من سيرة وحياة النبي صلى الله عليه وسلم في صلة الأرحام كثيرة، منها: دعوتهم إلى الخير، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو أرحامه إلى الله تعالى.. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "لما نزلت هذه الآية: { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] ، قام نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا بني كعب بن لؤي، يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار؛ فإني لا أملك لكم من الله شيئًا غير أن لكم رحمًا سأبلها ببلالها " (11). وفي رواية البخاري: جعل النبي صلى الله عليه وسلم يسمِّي " يا عباس بن عبد المطلب، لا أغني عنك من الله شيئًا، يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئًا... ومن صور صلة الرحم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو لهم، ويثني عليهم، ويوصي بهم خيرًا، ويتألم لإيذاء أحد منهم.. عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... من هدي النبي صل الله عليه وسلم في الزكاة: - موقع السلطان. وأهل بيتي، أُذَّكِّرُكم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي " (12). وعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: " من آذى العباس فقد آذاني، إنما عم الرجل صنو أبيه " (13).
[4] الضنَّة والضن والمضنَّة، كل ذلك من الإمساك والبخل؛ [انظر: لسـان العرب: ابن منظور، مادة: ضن 13/261. [5] بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع: علاء الدين، أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني الحنفي، ج2 ص3، دار الكتب العلمية - بيروت، ط2، 1406هـ - 1986م. [6] الكرائم جمع كريمة، يقال: ناقة كريمة؛ أي غزيرة اللبن، والمراد نفائس الأموال من أي صنف كان، وقيل له: نفيس؛ لأن نفس صاحبه تتعلق به، وأصل الكريمة كثيرة الخير، وقيل للمال النفيس: كريم لكثرة منفعته؛ انظر: فتح الباري: ابن حجر، ج3 ص322. [7] صحيح البخاري: كتاب: الزكاة، باب: لا تؤخذ كرائم أموال الناس في الصدقة، ج2، ص119، رقم ح1458، وفي صحيح مسلم: كتاب: الإيمان، باب: بيان الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام، ج1، ص51، رقم ح19. [8] النهاية في غريب الأثر: ابن الأثير، ج5 ص484. [9] زاد المعاد في هدي خير العباد: ابن القيم الجوزية، ج2، ص5. [10] صحيح البخاري: كتاب: الزكاة، باب: صلاة الإمام ودعائه لصاحب الصدقة، ج2، ص129، رقم ح1497، وفي صحيح مسلم: كتاب: الزكاة، باب: الدعاء لمن أتى بصدقته، ج2، ص756، رقم ح1078. [11] الفاقة هي الفقر، قوله: أتفوقه تفوقًا: مأخوذ من فواق الناقة؛ لأنها تحلب، ثم تُترك ساعة حتى تدر، ثم تُحلب؛ [انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري: لابن حجر العسقلاني، ج11، ص245.
هَدْيُهُ ج في الزَّكَاةِ 1- هديه فيها أكملُ الهدي في وَقتِهَا وَقَدْرِها ونِصَابِها، ومَنْ تَجِبُ عليه ومَصْرِفِها, رَاعَى فيها مصلحةَ أربابِ الأموالِ ومصلحةَ المساكين, ففرض في أموالِ الأغنياءِ ما يَكْفِي الفقراءَ مِنْ غَيْرِ إجحافٍ. 2- وكان إذا عَلِمَ مِنَ الرَّجُلِ أَنَّه مِنْ أَهْلِهَا أعطاهُ وإِنْ سَأَله منها مَنْ لا يعرف حالَه أعطاهُ بعد أَنْ يُخْبِرَهُ أنه لا حَظَّ فيها لِغَنِيٍّ ولا لقويٍّ مُكْتَسِبٍ. 3- وكان مِنْ هَدْيِهِ تَفْرِيقُها على المستحقينَ في بلدِ المالِ, وما فَضُلَ عنهم منها حُمِلَ إليه فَفَرَّقَه. 4- ولم يكن يبعثُهم إلَّا إلى أهلِ الأموالِ الظاهرةِ منَ المواشي والزروعِ والثمارِ. 5- وكان يبعثُ الخَارِصَ يخرُصُ على أهل النخيلِ ثَمَرَ نَخِيلِهم, وعَلَى أَهْلِ الكُروم كُرُومهم, ويَنْظُر كَمْ يجيء منه وسقًا فيحسِب عليهم من الزكاةِ بقدرِه, والخرص: الحزر والتخمين. 6- ولم يَكُنْ مِنْ هَدْيِه أَخْذُها من الخيلِ ولا الرقيقِ, ولا البغالِ ولا الحميرِ, ولا الخُضْرَوات, ولا الفواكه التي لا تُكال ولا تُدَّخر, إلا العنب والرُّطب, فلم يفرقْ بَيْن رُطَبِه وَيَابِسِه. 7- ولم يكن مِنْ هَدْيِهِ أخْذُ كرائِمِ الأموالِ, بل وسَطَه.