أن يستر المسلم على مَن غسَّله من الأموات: كما جاء في الحديث الشريف: [من غسلَ ميتًا فكتم عليه غفر اللهُ له أربعين مرةً ومن كفن ميتًا كساه اللهُ من سندسِ وإستبرقِ الجنَّةِ ومن حفر لميتٍ قبرًا فأجنَّهُ فيه أجرى اللهُ له من الأجرِ كأجرِ مسكنٍ أسكنه إلى يومِ القيامةِ] [١٠]. الستر في عدم تتبع العوارات: وهي علامة نفاق وتدل على أن الإيمان ضعيف في قلب المسلم الذي يكون جل اهتمامه أن يبحث عن عيوب الآخرين، فالأصل في المسلم أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فتتبع العورات يأتي من باب البحث عنها أي عدم أخذ الأسباب للستر. الاخلاص في النية: أي أن من يستر عيبًا لأخيه لا بد له أن ينصحه ابتداءً، كما ويجب أن لا يتخذ هذا الأمر ليعاير فيه أخيه ويذكره فيه كلما رآه.
يروى أن مَلِكًا فيه عرج وعور، أراد أن تُرسَم صورة له تُخفِي عيوبه، فأرسل إلى الفنَّانين والرسَّامين فأبَوا ذلك، فكيف يرسُمون لوحةً له دون إظهار عيبه الظاهر (العرج والعور)؟ فقام أحد الرسَّامين وقال: "أرسمها لك"، فرسمه وبيده بندقية الصيد، وقد أغمض عينه العوراء، وثنَى قدمه العرجاء، وكأنه مستندٌ لاصطياد هدفه.. هكذا ينبغي أن يكون المسلمُ. ويروي لنا أهل السير: "أن جَرِير بن عبد الله البَجَلي كان عند الفاروق عمر في خلافته، ومعه جماعة من الناس، وهم ينتظرون الصلاة، فخرج من أحد القوم ريحٌ، وخاف عمر أن يحمل الخجلُ صاحبَ الريح على الدخول في الصلاة، فقال: عزمت على صاحب الريح أن يتوضَّأ فبادر جرير وقال: مُرْنا جميعًا أن نتوضأ، فسُرِّي عمر، وقال لجرير: رحمك الله، نعم السيد كنت في الجاهلية، ونعم السيد أنت في الإسلام".
- وفي رواية: ((أنَّ رجلًا اسمه هَزَّال، هو الذي أشار على ماعز أن يأتي النَّبي صلى الله عليه وسلم فيخبره، فقال له النَّبي صلى الله عليه وسلم يا هَزَّال، لو سَتَرْته بردائك، لكان خيرًا لك)) [1574] رواه مالك في ((الموطأ)) (5/1198)، والنَّسائي في ((السُّنن الكبرى)) (4/306) (7277). من حديث سعيد بن المسيب. قال ابن حزم في ((المحلَّى)) (11/146)، والزَّيلعي في ((نصب الرَّاية)) (4/75): مرسل. وقال ابن عبد البر في ((التمهيد)) (23/125): [مرسل] وهو يستند من طرق صحاح. قال أبو الوليد الباجي: (وقوله صلى الله عليه وسلم لـهَزَّال ((يا هَزَّال، لو سَتَــرْته بردائك، لكان خيرًا لك)) هَزَّال هذا هو: هَزَّال بن رئاب بن زيد بن كليب الأسلمي. الستر - الكلم الطيب. ويريد بقوله: ((لو سَتَــرْته بردائك، لكان خيرًا لك)) يريد: ممَّا أظهرته من إظهار أمره، وإخبار النَّبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر به، فكان ستْره بأن يأمره بالتَّوبة، وكتمان خطيئته، وإنَّما ذكر فيه الرِّداء على وجه المبالغة، بمعنى أنَّه لو لم تجد السَّبيل إلى سِتْره إلَّا بأن تَسْتُره بردائك ممَّن يشهد عليه، لكان أفضل ممَّا أتاه، وتسبَّب إلى إقامة الحدِّ عليه، والله أعلم وأحكم) [1575] ((المنتقى شرح الموطأ)) لأبي الوليد الباجي (7/135).
حكم تحية المسجد،المسجد هو المكان الذي يجتمع فيه المسلمون لأداء فريضة الصلاة في جماعة أو لقراءة القرآن الكريم، ودراسة أحكام الدين والسنة النبوية، صلاة ركعتين تحية المسجد سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،فإذا دخل المسلم المسجد وهو على طهارة من السنة أو يصلي قبل أن يجلس ويصلي في أي مكان أراده وتصلى في الليل أو النهار،وتحية المسجد أقلها ركعتان وإذا أراد المصلي الزيادة في يجوز وهي من النوافل. حكم تحية المسجد والامام يخطب يستحب لمن دخل المسجد وهو على طهارة صلاة تحية المسجد وهي ركعتين سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لو كان الإمام يخطب ولكن عليه أن يخفف منهما اي من الركعتين فلا يطيل فيهما حتى لا يضيع أجر الخطبة،ويستحب صلاة الركعتين حتى لا يضيع أجرها ويكون بذلك جمع بين تحية المسجد والاستماع إلى الخطبة. هل تسقط تحية المسجد في صلاة الفجر إذا دخل المسلم المسجد ليجلس فيه أو ليقرأ القرآن سواء في جميع الأوقات حتى المنهي عنها سواء قبل المغرب لينتظر الصلاة أو بعد صلاة العصر فهو مخير إن شاء صلى تحية المسجد وهو الأفضل حرصا على أداء السنة وإن شاء جلس،وتحية المسجد في صلاة الفجر إذا جاء المسلم إلى المسجد قبل الصلاة يستحب أن يصلي تحية المسجد، ولكن إذا جاء المسلم والإمام يصلي فعليه الصلاة مع الإمام وذلك حتى لا يفقد أجر الفريضة وهي ركعتي فرض صلاة الفجر وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين".
يُستحَبُّ لِمَن دخَلَ المسجدَ صلاةُ رَكعتينِ تحيَّةَ المسجدِ، حتى لو كانَ الإمامُ يَخطُبُ الجُمُعةَ، وهذا مذهبُ الشافعيَّة ((المجموع)) للنووي (4/551)، ويُنظر: ((أسنى المطالب)) لزكريا الأنصاري (1/259). حكم صلاه تحيه المسجد. ، والحَنابِلَة ((الإقناع)) للحجاوي (1/198)، ويُنظر: ((المغني)) لابن قدامة (2/236). ، وبه قالتْ طائفةٌ من السَّلف قال ابنُ قُدامَة: (ومن دخل والإمامُ يَخطُب، لم يجلسْ حتى يركع ركعتين، يُوجِز فيهما) وبهذا قال الحسن، وابنُ عُيَينة، ومكحول، والشافعيُّ، وإسحاق، وأبو ثور، وابن المنذر) ((المغني)) (2/236). وقال النوويُّ: (في مذاهب العلماء فيمَن دخل المسجد يومَ الجمعة والإمامُ يَخطُب: مذهبُنا أنه يستحبُّ له أن يُصلِّيَ ركعتين تحيةَ المسجد ويُخفِّفهما، ويُكره له تركهما، وبه قال الحسن البصريُّ، ومكحول، والـمَقْبُريُّ، وسفيانُ بن عُيَينة، وأبو ثور، والحُمَيديُّ، وأحمد، وإسحاق، وابنُ المنذر، وداود، وآخرون) ((المجموع)) (4/552). ، وهو مذهب الظاهرية قال النوويُّ: (في مذاهب العلماء فيمَن دخل المسجد يومَ الجمعة والإمامُ يَخطُب: مذهبُنا أنه يستحبُّ له أن يُصلِّيَ ركعتين تحيةَ المسجد ويُخفِّفهما، ويُكره له تركهما، وبه قال الحسن البصريُّ، ومكحول، والـمَقْبُريُّ، وسفيانُ بن عُيَينة، وأبو ثور، والحُمَيديُّ، وأحمد، وإسحاق، وابنُ المنذر، وداود، وآخرون) ((المجموع)) (4/552).
ما حكم من صلى تحية المسجد والإمام يخطب الجمعة؟ أوجب الله -عزَّ وجلَّ- خمس صلواتٍ في اليوم واللّيلة، وشرع للمسلمين صلاةَ الجماعة في المسجد، وشرع أداء ركعتين عند دخول المسجد، وسُمِّيت هاتين الركعتين بتحيَّة المسجد، فما حكم أدائهنَّ؟ وفي حال دخول المصلِّي إلى المسجد في يوم الجمعة وكان الإمام يخطب هل يصلِّيهما أم يجلس ويستمع؟ هذه الأسئلة وغيرها سيتمُّ الإجابة عليها في هذا المقال. الذي يُصّلي تحية المسجد وقت خطبة الجمعة صلاته صحيحة، ومن فعل ذلك فهو مأجورٌ بإذن الله -تعالى-؛ لأنَّه جاء بالسُّنَّة التي أوصى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنَّه قال: (جَاءَ رَجُلٌ والنبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْطُبُ النَّاسَ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: أصَلَّيْتَ يا فُلَانُ؟ قالَ: لَا، قالَ: قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ)، [١] ولا بدَّ من التَّنبيه إلى أنَّ تحيَّة المسجد وقت الخطبة تُصلَّى ركعتين خفيفتين. [٢] ما حكم من صلى تحية المسجد والإمام يصلي الجمعة؟ اتَّفق الجمهورعلى أنَّ تحيَّة المسجد لا تُصلَّى حال شروع الإمام بصلاة الجماعة ، وذهب المالكية إلى أنَّ ذلك يعود إلى حال الإمام؛ فإن كان الإمام الذي يقيم الصَّلاة هو الإمام الرَّاتب -والإمام الراتب هو الذي رتَّبه وعيَّنه السُّلطان أو نائبه أو جماعة المسلمين أو الواقف-، فإنَّ تحيَّة المسجد لا تُصلَّى في هذه الحالة، أمَّا إن كان الذي يقيم الصَّلاة ليس الإمام الرَّاتب، فإنَّه يجوز له أداء تحيَّة المسجد حال شروع الإمام بصلاة الجماعة، وبناءً على ما سبق فإنَّ ركعتي تحيَّة المسجد لا يؤديها المصلِّي عند دخوله المسجد والإمام يصلِّي الجمعة.