وقد أبى بعض أصحابه أن ينتهي عن الوصال إمعانًا في متابعته -صلى الله عليه وسلم- فواصل بهم يومًا، ثم يومًا، ثم رأوا الهلال، فقال: « لو تأخر الهلال لزدتكم »، كالمنكل لهم حين أبوا أن ينتهوا عن الوصال (رواه البخاري). وقد نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الوصال رحمة للأمة، وأذن فيه إلى السحر ، فقال: « لا تواصلوا، فأيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر » (رواه البخاري). يقول الرسول صلي الله عليه وسلم رمز. وقد اختلف أهل العلم في جواز الوصال أو منعه، وتعجيل الفطر أولى لما سبق من الحديث: « لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر ». وفي السنن: « لا يزال الدين ظاهرًا ما عجل الناس الفطر، وإن اليهود والنصارى يؤخرون ». وفيها عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل: « أحب عبادي إليّ أعجلهم فطرًا ». وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسافر في رمضان للغزو وغيره، ويجاهد في سبيل الله في رمضان، وكان في سفره يصوم ويفطر، ويخير الصحابة بين الأمرين، وكان يأمرهم بالفطر إذا دنوا من عدوهم ليتقووا على قتاله، وسافر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان في أعظم الغزوات وأجلها في غزوة بدر، وفي غزوة الفتح. ففي البخاري عن أبي الدرداء قال: "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره في يوم حار حتى ليضع الرجل يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا ما كان من النبي صلى الله عليه وسلم وابن رواحة".
وفي فضل شهر شعبان أفضلية كثيرة أنه الشهر الذي فيه تحولت القبلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وكان أمر تحويل القبلة أمر كان يتمناه سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى " قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144). وفي وراية من روايات الأحاديث عن أبي داوود أن شهر شعبان من أحب الأشهر إلى رسول الله -صل الله عليه وسلم-، حيث يقول:كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان وفي رواية لأبي داود قالت: كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان. صورة تعبيرية عن هلال شعبان دعاء شهر شعبان دعاء شهر شعبان، الدعاء جائز في كل الأوقات ومع اقتراب مواسم الخير والطاعة، على المسلم أن يستعد ويتأهب، وقيل عن شهر شعبان ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم، وقيل نقلا عن العلماء أن نساء النبي -صل الله عليه وسلم- كن يقضين ما عليهن من رمضان في شعبان.
وصَحَّحه ابن حزم في المحلى، وصحَّح إسناده السبكي في ((طبقات الشافعية الكبرى)) (2/ 149).... وفي روايةِ أبي طالبٍ: سُئِلَ أحمدُ عمَّن شتم النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: «يُقتَلُ؛ قد نقض العَهْدَ»، وقال حربٌ: سألتُ أحمدَ عن رجلٍ من أهلِ الذِّمَّةِ شَتَم النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: «يُقتَلُ إذا شتم النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم» أخرجهما الخَلَّالُ، وقد نَصَّ على هذا في غيرِ هذه الجواباتِ. فأقوالُه كُلُّها نَصٌّ في وجوبِ قَتْلِه وفي أنَّه قد نقض العهدَ، وليس عنه في هذا اختلافٌ.
* * * وقوله: (وكلمة الله هي العليا) ، خبر مبتدأ، غيرُ مردودٍ على قوله: (وجعل كلمة الذين كفروا السفلى) ، لأن ذلك لو كان معطوفًا على " الكلمة " الأولى، لكان نصبًا. (42) * * * وأما قوله: (والله عزيز حكيم) ، فإنه يعني: (والله عزيز) ، في انتقامه من أهل الكفر به, لا يقهره قاهر، ولا يغلبه غالب، ولا ينصر من عاقبه ناصر = (حكيم) ، في تدبيره خلقَه، وتصريفه إياهم في مشيئته. (43) ------------------------ الهوامش: (33) انظر تفسير "مع" فيما سلف ص: 240 ، تعليق: 2، والمراجع هناك. (34) " المنيحة" ، شاة أو ناقة يعيرها الرجل أخاه، يحتلبها وينتفع بلبنها سنة، ثم يردها إليه. (35) الأثر: 16728 - هذا جزء من كتاب عروة بن الزبير إلى عبد الملك بن مروان، والذي خرجته فيما سلف برقم: 16083 ، ومواضع أخرى كثيرة. وهذا الجزء من الكتاب في تاريخ الطبري 2: 246. (36) الأثر: 16729 - " يعقوب بن إبراهيم بن جبير الواسطي" ، شيخ الطبري ، لم أجد له ترجمة في غير الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 4 2 302. ما كان يقوله النبي صلى الله عليه وسلم عند وضوئه - إسلام ويب - مركز الفتوى. و "عفان" هو "عفان بن مسلم بن عبد الله الصفار" ، ثقة، من شيوخ أحمد والبخاري، مضى برقم: 5392. و "حبان" ، هو "حبان بن هلال الباهلي" ، ثقة، روى له الجماعة.
(39) انظر تفسير "السكينة" فيما سلف ص: 189، تعليق: 1 ، والمراجع هناك. (40) انظر تفسير " التأييد " فيما سلف ص: 44 ، تعليق: 3 ، والمراجع هناك. (41) انظر تفسير "الأعلى" فيما سلف 7: 234. (42) انظر تفصيل ذلك في معاني القرآن للفراء 1: 438 ، وهو فصل جيد واضح. (43) انظر تفسير "عزيز" و "حكيم" ، فيما سلف من فهارس اللغة (عزز) ، (حكم).