وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: إني من نكاح ولست من سفاح. معناه أن نسبه صلى الله عليه وسلم إلى آدم عليه السلام لم يكن النسل فيه إلا من نكاح ولم يكن فيه زنا. وقرأ عبد الله بن قسيط المكي من " أنفسكم " بفتح الفاء من النفاسة; ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن [ ص: 218] فاطمة رضي الله عنها أي جاءكم رسول من أشرفكم وأفضلكم من قولك: شيء نفيس إذا كان مرغوبا فيه. وقيل: من أنفسكم أي أكثركم طاعة. قوله تعالى عزيز عليه ما عنتم أي يعز عليه مشقتكم. والعنت: المشقة; من قولهم: أكمة عنوت إذا كانت شاقة مهلكة. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة التوبة - القول في تأويل قوله تعالى " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم "- الجزء رقم15. وقال ابن الأنباري: أصل التعنت التشديد; فإذا قالت العرب: فلان يتعنت فلانا ويعنته فمرادهم يشدد عليه ويلزمه بما يصعب عليه أداؤه. وقد تقدم في ( البقرة). و " ما " في ( ما عنتم) مصدرية ، وهي ابتداء و ( عزيز) خبر مقدم. ويجوز أن يكون ( ما عنتم) فاعلا بعزيز ، و ( عزيز) صفة للرسول ، وهو أصوب. وكذا حريص عليكم وكذا رءوف رحيم رفع على الصفة. قال الفراء: ولو قرئ عزيزا عليه ، ما عنتم حريصا رءوفا رحيما ، نصبا على الحال ، جاز. قال أبو جعفر النحاس: وأحسن ما قيل في معناه مما يوافق كلام العرب ما حدثنا أحمد بن محمد الأزدي قال حدثنا عبد الله بن محمد الخزاعي قال سمعت عمرو بن علي يقول: سمعت عبد الله بن داود الخريبي يقول في قوله عز وجل: لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم قال: أن تدخلوا النار ، حريص عليكم قال: أن تدخلوا الجنة.
وقيل: حريص عليكم أن تؤمنوا. وقال الفراء: شحيح بأن تدخلوا النار. لقد جاءكم رسول من أنفسكم. والحرص على الشيء: الشح عليه أن يضيع ويتلف. بالمؤمنين رءوف رحيم الرءوف: المبالغ في الرأفة والشفقة. وقد تقدم في ( البقرة) معنى رءوف رحيم مستوفى. وقال الحسين بن الفضل: لم يجمع الله لأحد من الأنبياء اسمين من أسمائه إلا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم; فإنه قال: بالمؤمنين رءوف رحيم وقال: إن الله بالناس لرءوف رحيم. وقال عبد العزيز بن يحيى: نظم الآية لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز حريص بالمؤمنين رءوف رحيم ، عزيز عليه ما عنتم لا يهمه إلا شأنكم ، وهو القائم بالشفاعة لكم فلا تهتموا بما عنتم ما أقمتم على سنته; فإنه لا يرضيه إلا دخولكم الجنة.
وقوله: ( عزيز عليه ما عنتم) أي: يعز عليه الشيء الذي يعنت أمته ويشق عليها ؛ ولهذا جاء في الحديث المروي من طرق عنه أنه قال: " بعثت بالحنيفية السمحة " وفي الصحيح: " إن هذا الدين يسر " وشريعته كلها سهلة سمحة كاملة ، يسيرة على من يسرها الله تعالى عليه. ( حريص عليكم) أي: على هدايتكم ووصول النفع الدنيوي والأخروي إليكم. قال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن فطر ، عن أبي الطفيل ، عن أبي ذر قال. تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في الهواء إلا وهو يذكرنا منه علما - قال: وقال صلى الله عليه وسلم: " ما بقي شيء يقرب من الجنة ويباعد من النار إلا وقد بين لكم ". وقال الإمام أحمد: حدثنا [ أبو] قطن ، حدثنا المسعودي ، عن الحسن بن سعد ، عن عبدة النهدي ، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله لم يحرم حرمة إلا وقد علم أنه سيطلعها منكم مطلع ، ألا وإني آخذ بحجزكم أن تهافتوا في النار ، كتهافت الفراش ، أو الذباب ". «لقد جاءكم رسول من أنفسكم...» - جريدة الأمة الإلكترونية. وقال الإمام أحمد: حدثنا حسن بن موسى ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد بن جدعان ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه ملكان ، فيما يرى النائم ، فقعد أحدهما عند رجليه والآخر عند رأسه.
في نور آية كريمة.. {رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم} هي آية تلمس معانيها القلوب، وتزيد الرباط بين المؤمنين ورسولهم الرحيم متانةً ووثوقاً. ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة الآية 128]. وهو ملمح أسمى في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم يعبر عنها سطر واحد يجمع شمائل عظمى: شرف الأصل والنسب والرسالة، وشفقته الكبيرة على ما يلقاه أصحابه رضوان الله عليهم، ومن تبعهم، وحرصه على ألا يصيبهم مكروه، ورأفته العميمة، ورحمته الشاملة للمؤمنين. بالتوكيد بدأت الآية بحرفي "اللام" و"قد" - كما قرر العلامة الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير - وبالمجيء تلت، حيث مفاجأة النبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة كمجيء الوافد إليهم، وذلك الموفد من عند رب العالمين برسالة سامية لم يأت مجهولاً، إنما جاء من الأشرف نسب. خصائص و أسرار روحانية لآية ولقد جاءكم رسول من أنفسكم - مملكة الشيخ الدكتور أبو الحارث للروحانيات والفلك. روى مسلم في صحيحه عن واثلة بن الأسقع أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم))، فكان الانتخاب الأعظم لخير البشر صلى الله عليه وسلم، ولهذا ذكر الله المخاطبين بقوله: ﴿ من أنفسكم ﴾ أي ليس ملتحقاً بكم بل من أصلكم، فقد أرسله بشراً ومن أشرف العرب نسباً.
والآية جامعة، في تبيان ملامح شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، ودقيقة في توصيف مقامه صلى الله عليه وسلم، حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيما أورده الطبري لما جاءه خزيمة بن ثابت رضي الله عنه بهذه الآية والتي تليها، ولم يكن يعلمهما إلا منه قال له عمر في واحدة من أعمق العبارات وأكثرها تعبيراً عما يستجيش في قلوب الصحابة حيال النبي صلى الله عليه وسلم، وما تدركهم فطرتهم السليمة عنه: "والله لا أسألك عليهما بينة أبدا فإنه هكذا كان صلى الله عليه وسلم". يشهد الله سبحانه من فوق سماواته العلى والمؤمنون على هذه الأرض، بعظمة النبي صلى الله عليه وسلم، وحبه للمؤمنين، وشفقته بهم، وحرصه على هدايتهم وسلامتهم، وإرشادهم لمجامع الخير لهم في الدنيا والآخرة، وتجنيبهم لما يضرهم. إنها العظمة حين تتجسد في شخص واحد: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ وهي صفات الداعية المربي، والقائد الحكيم، والرائد الأريب الذي يجمع بين الحب والرحمة والرأفة والحرص والعزة وإرادة النصح والخير لأصحابه وتابعيه.
ومن الأمور التي لا ينبغي أن ييأس المسلم منها: هداية الضال، فمن كان كافرًا فيرجو هدايته للدخول في دين الإسلام، ومن كان ضالًا فيرجو هدايته للاستقامة على الدين، ولا يستعبد ذلك، فالتائه قد يهتدي بكلمة واحدة. ذكر الإمام الذهبي رحمه الله في كتابه " تاريخ الإسلام" في ترجمة زاذان الكوفي، أنه قال: كنتُ غلامًا حسن الصوت، جيد الضرب بالطنبور، وكنت أنا وصحب لي، وعندنا نبيذ، وأنا أغنيهم، فمرّ ابن مسعود، فدخل فضرب الباطية فبددها، وكسر الطنبور، ثم قال: لو كان ما أسمع من حُسنِ صوتك هذا يا غلام بالقرآن كنت أنت أنت، ثم مضى، فقلت لأصحابي: من هذا؟ قالوا: ابن مسعود، فألقي في نفسي التوبة، فسعيت وأنا أبكى، ثم أخذت بثوبه، فقال: من أنت؟ قلت: أنا صاحب الطنبور، فأقبل عليَّ فاعتنقني وبكى، ثم قال: مرحبًا بمن أحبَّه الله، اجلس مكانك، ثم دخل فأخرج إليَّ تمرًا. قال زبيد: رأيتُ زاذان يصلي كأنه جذع خشبة. لا تيأس من هداية أحد. وذكر في ترجمة عمر بن عبدالعزيز رحمهما الله، قوله: أول من أيقظني لشأني: مزاحم [مولى له]، حبست رجلًا فكلمني في إطلاقه، فقلت: لا أخرجه، فقال: يا عمر، احذرك ليلة تمخض بيوم القيامة، والله لقد كدت أن أنسى اسمك مما أسمع، قال الأمير، وأمر الأمير، فوالله ما هو إلا أن قال ذلك، فكأنما كشف عني غطاء، فذكروا أنفسكم رحمكم الله، قال له هذا وهو أمير على المدينة قبل الخلافة.
التوكل: قطع الاستشراف باليأس من الناس. اليأس يقتل كل شيء، اليأس موت بلا بعث. جبرنا على أن نكون أحرارا ونحن نصنع اختياراتنا بين الألم والهجر واليأس. قرأت ذات يوم أن لا وجود للحبّ دون يأس من الحبّ كما أنّنا لا نحبّ إلاّ بقدر يأسنا من الحياة. كثرة المصاعب لا تبرر اليأس من الحياة ألم تعلم أن البحر الهادئ لا يصنع ملاحاً ماهراً. المهم دائما أن ننفخ على النار الكامنة في نفوسنا، وأن نحارب اليأس والتشاؤم بكل الوسائل المتاحة. إن لرياح اليأس قوة لا يمكن وصفها.. كما أن لجبال الأمل صلابة لا مثيل لها. من قال أن اليأس والأمل ضدان. كلما زادت الرفاهية والرخاء كلما تعاظم الشعور باليأس والخواء. لا تخبرني بيأسك أيها اليائس فاليأس ليس له معنى بداخلي. ذروة الألم أن يمضغك اليأس بين فكيه قبل أن يدهسك الإحباط على قارعة الطريق. لماذا نطارد من كل شيء وننسى الأمان على أرضنا ويحملنا اليأس خلف الحياة فنكره كالموت أعمارنا. حين يصل المرء إلى قاع هوة اليأس تدب فيه شرارة الحركة لتدفعه على العمل على الخروج من الهوة. ليكن ردك على الخسائر بتكرار المحاولة وعدم اليأس. لكي تخبز أحلامك.. عليك أن تزرع الأمل.. - [تمت الاجابة] ما هو ضد تيأس. وتطحن الفشل.. وتعجن اليأس.
الأَمَل, الرَّجَاء, أَمَلٌ, إِسْتِبْشارٌ, تَيَمُّنٌ, رَجاءٌ, الأَمَل ، الرَّجَاء 1 علق ابلاغ عن اساءه
هسبريس زاوية حادة الأحد 20 مارس 2022 - 00:32 لست أدري كيف أُحس كلما استعصت عليّ الكتابة، صورة كاتب يحار أمام بياض الصفحة بلقطة رجل يسير وسط صحراء من ثلج يمتد إلى مالا نهاية دون أن يعثر على بغيته. لماذا هذه الحيرة حول الكتابة؟ هل جفت ينابيع اللغة؟ هل فرغت الساحة المغربية من المواضيع المثيرة لشهية الكتابة؟ وأقول لك عزيزي القارئ: لا لم تجف الموضوعات ولا حليب الكلمات تجمّد في حلمة الذاكرة، ولكن لأننا افتقدنا جميعا المعنى في كل شيء: في الكتابة، في الأشياء المحيطة بنا، في علاقاتنا الإنسانية وفي ثقتنا بالوجود. وما أصعب أن نفقد المعنى! في إحدى حلقات "الحقيقة الضائعة"، كتب الزميل الراحل مصطفى العلوي بحزن شديد وبحرقة بادية للعيان: "إن زمن الكتابة قد ولّى"، وهي النغمة الحزينة نفسها التي كان الحكيم عبد الجبار السحيمي قد كتب بها إحدى مقالاته على صدر الصفحة الأولى من يومية "العلم" بعد الهجوم الذي تعرض له مقاله المعنون بـ"أما أنا، فلن أحْلق لحيتي"، إذا لم تخني الذاكرة التي لا تصلح إلا للنسيان! معنى شرح تفسير كلمة (تيأس). حيث كتب: "لا تحاول أن تكتب.. فالكتابة في بعض أزمان الهستيريا محفوفة بالمخاطر".
ويُقَال: هُوَ مِنْ نُوسِ صِدْقٍ، أَيْ من أَصْلِ صِدْقٍ. رواهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ. وتُوسًا لهُ وجُوسًا، مثل بُوسًا له، رواه ابنُ الأَعْرَابِيِّ أَيْضًا، وهو دُعَاءٌ عليهِ. ويُقَال: تاساه، إِذا آذاهُ واسْتَخَفَّ به، وهو مُسْتَدْرَكٌ عَلَيْه. تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م 10-لسان العرب (توس) توس: التُّوسُ: الطَّبِيعَةُ والخُلُق. يُقَالُ: الكرَم مِنْ تُوسِه وسُوسِه أَي مِنْ خَلِيقَتِهِ وَطُبِعَ عَلَيْهِ، وَجَعَلَ يَعْقُوبُ تَاءَ هَذَا بَدَلًا مِنْ سِينِ سُوسِهِ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: «كَانَ مَنْ تُوسِي الحياءُ»؛ التُّوس: الطَّبِيعَةُ والخِلْقَةُ. يُقَالُ: فُلَانٌ مِنْ تُوسِ صِدْقٍ أَي مِنْ أَصلِ صِدْقٍ. وتُوسًا لَهُ: كَقَوْلِهِ بُوسًا لَهُ؛ رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي قَالَ: وَهُوَ الأَصل أَيضًا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: " إِذا المُلِمَّاتُ اعْتَصَرْنَ التُّوسا أَي خَرَّجْنَ طبائعَ النَّاسِ. وَتَاسَاهُ إِذا آذَاهُ وَاسْتَخَفَّ بِهِ. لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م 11-مجمل اللغة (توس) توس: التُوسُ: الطبعُ. مجمل اللغة-أحمد بن فارس-توفي: 395هـ/1005م 12-مقاييس اللغة (توس) (تُوسٌ) التَّاءُ وَالْوَاوُ وَالسِّينُ: الطَّبْعُ، وَلَيْسَ أَصْلًا، لِأَنَّ التَّاءَ مُبْدَلَةٌ مِنْ سِينٍ، وَهُوَ السُّوسُ.