ذلك أن الشارع سبحانه وتعالى أمر الزوج إذا فارق زوجته أن يسرحها سراحًا جميلاً وأن يسرحها بإحسان فيستر ما وقف عليه من عيوب زوجته ويمسك عما لا يجوز ذكره، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: 'لا ضرر ولا ضرار' [رواه مالك في الموطأ]. ـ ومن الخطأ العظيم ذم الزوجة أمام أولادها وحثهم على عقوقها وهجرها، وهذا أمر منكر، ونهي عن المعروف، فماذا يرجى من الأولاد إذا هم عقوا أمهم وهي أولى الناس ببرهم؟ فإن العقوق سينال هذا الأب من باب أولى. الحر من راعى وداد لحظة. فالواجب على الزوج إذا فارق زوجته أن يمسك لسانه عن الوقيعة بها، وأن يحث أولادها ـ إن كان لها أولاد منه ـ على برها وصلتها. وهذا من المروءة والتدمم 'الرحم التي بينهما' وحسن الوفاء. ـ وما يقال للزوج يقال للزوجة أيضًا فإن كرام الناس وأهل الوفاء يحفظون الود ولا ينسون الإحساس مهاما تقادم عليه الزمان، حتى وإن افترقا، والحر من راعي وداد لحظة. ـ وهذه الزوجة التي طلقتها أيها الزوج لا شك كان لك معها ـ رغم كل عيوبها ـ لحظات وداد وصفاء، وكان لك معها أيام وذكريات، فلا تجعل الحقد يعمي عينيك عن رؤية الحق، كن شريفًا، وتخلق بأخلاق الكرماء، ولا تنسَ ما كان بينكما من فضل كما أمرك الله تعالى في قوله: {وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة:237].
قال الإمام الشافعي رحمه الله: الحر من راعى وِدَاد لحظة، وانتمى لمن أفاده لفظة. قال الإمام الشافعي رحمه الله: الحر من راعى وِدَاد لحظة، وانتمى لمن أفاده لفظة. ومراده: أن مراعاة هذه الصفات مما ينال به المرء المنازل الشريفة والمراتب العالية والذكر الحميد بين الناس؛ لما اشتملت عليه من الوفاء والعدل والإنصاف والتواضع. الحر من راعى وداد لحظة ..... رسالة للمطلقات - منتدى الملتقى الإخباري. إن محافظة الشخص على العلاقات الطيبة واحترامه الذكريات الحسنة بينه وبين من يلتقي بهم ويخالطهم لمن مكارم الأخلاق ومحاسن الخلال، وإذا ما كان الشخص الذي التقيت به وعاشرته قد قام بينك وبينه مقتضيات الود كأن يكون والداً أو ذا رحم أو زوجاً أو جاراً أو صديقاً أو زميلاً فإن يكتسب بذلك مزيد منزلة في الحب والود والوفاء، كلٌّ بحسب منزلته. جاء في الأثر: عليك بصاحبك الأقدم فإنك تجده على مودة واحدة وإن قدم العهد وبعدت البلاد. كان محمد بن واسع رحمه الله يقول: لا يبلغ العبد مقام الإحسان حتى يحسن إلى كل من صحبه ولو لساعة، وكان إذا باع شاة يوصي بها المشتري ويقول: قد كان لها معنا صحبة!. ويأتي تطبيق حفظ الود بيناً بين الزوجين لأن الله جعل هذا الود بينهما من آياته العظيمة: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم:21].
المصدر: الفتح
فيا نِعْمَ مَن كان وفيًّا لصديقه، صادقًا معه، مُخلِصًا له، مدافِعًا عنه، أمينًا معه، في السِّرِ والعلن، والرضا والغضب، وفي الحضور والغياب، وفي الحياة وبعد الموت، ويا بئس مَن خان العهد، وانقلب على الود؛ فضلَّ وانحرف، وزاغ واختلف، وتخلى عن إنسانيته قبْل أن يفقد حبيبه، فأصبح الحيوان البهيم -في الوفاء لصاحبه- أفضل منه وأعقل، وأصدق منه وأخلص، وأنقى نفسًا منه وللعهد أحفظ. كان لرجل شجرة عنب كثيرة الثمر، فكان غارسها إذا مرَّ به صديق له اقتطف عنقودًا ودعاه فيأكله وينصرف شاكرًا، فلما كان يومٌ، قالت امرأة صاحب الشجرة لزوجها: "ما هذا مِن أدب الضيافة، ولكن أرى إن دعوت أخاك، فأكل، فمددت يدك معه مشاركًا؛ إيناسًا له وتبسطًا، وإكرامًا، فلما كان الغد؛ وانتصف الضيف في أكله؛ مد الرجل يده وتناول حبة، فوجدها حامضة لا تساغ، فتفلها وقطب حاجبيه، وأبدى عجبه مِن صبر ضيفه على أكل أمثالها، فقال الضيف: قد أكلتُ مِن يدك مِن قبْل على مرِّ الأيام حلوًا كثيرًا، ولم أحب أن أريك مِن نفسي كراهة لهذا، تشوب في نفسك عطاءك السالف! ". الحر من راعى وداد لحظة سقوط. فيا عبد الله، راع وداد اللحظات الماضية، والذكريات السالفة مع مَن تحب، وأحسِن العهد بذلك، وتذكَّر قوله -صلى الله عليه وسلم-: ( إِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الْإِيمَانِ).
ـ وهذه متميزة رائعة تقول: لقد بدأت طريقي بعد الطلاق بأول معاناة واجهتني وهي معاناة تربية الأبناء، ومن هنا بدأت بتحقيق أول هدف لي عندما أعطيت أول محاضرة للأمهات في كيفية التغلب على معاناة التربية، ثم توسع هدفي إلى أن أصبحت مدرسة أدرب الأمهات. ثم بدأت أخرج المدربات. ثم قلت لماذا لا أؤسس مدرسة؟ وتحقق حلمي هذا. ثم فكرتُ في تأسيس سلسلة من المدارس لهذا الغرض. نصائح للمطلقات: ـ على ضوء هذه النماذج الناجحة المتميزة من المطلقات نؤكد أن الطلاق ليس نهاية الحياة؛ فبإمكان الجميع البدء من جديد والتعامل مع الواقع، وليكن ما حدث تجربة للتعلم منها إيجابيًا، ولا يغيب عنا أنه ليس معنى الفشل مرة الفشل دائمًا، فإن الشمس ستشرق من جديد وستبحر السفينة وتستمر عجلة الحياة. وإليك عزيزتي هذه الهمسات: ـ اتركي الماضي خلفك وانسيه تمامًا ولا تجعليه يؤثر في حياتك. ـ لا تكوني حساسة وتفسري تصرفات الآخرين أو كلامهم على أنهم موجه إليك، ولا تنعزلي عن العالم بسبب خوفك من النظرات فأنت إنسانة عادية، فقط كوني طبيعية وثقي نفسك. الحر من راعى وداد لحظة رومانسية، لكن الفرصة. ـ لا تتعجلي في القبول بأول خاطب ولا بد من السؤال الجيد عنه والاختيار المناسب. ـ اجعلي لك أهدافًا في الحياة مثل إكمال دراستك، وإيجاد عمل مناسب، أو حفظ كتاب الله، والحرص على رضا الله تعالى.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد!
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فإن مِن مكارم الأخلاق ومحاسنها: اتصاف المرء بالوفاء، والإنصاف، والتواضع، ومحافظته على علاقاته الطيبة، وذكرياته الحسنة التي كانت بينه وبيْن إخوانه؛ فلا ينسى وداد لحظة، ولا مَن أفاده لفظة؛ فالحر هو الذي يحفظ الود فلا يغيبه، ويرعى حق الصحبة وساعات الصفاء والود فلا يضيعها -وإن كانت في عمر الزمن لحظة-، ولا ينسى الفضل لأهله -وإن قلّ حجمه وخف وزنه-، ولا أيام التزاور والتواصل -وإن كانت قليلة-، قال الشافعي: "إنَّ الحُرَّ مَن راعى وداد لحظَةٍ، وانتمى لمَن أفاده لفظَةً". وعن عائشة -رضي الله عنها-: أنه جاءت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- عجوز، فقال: (مَنْ أَنْتَ؟)، قَالَتْ: أَنَا جَثَّامَةُ الْمُزَنِيَّةُ، قَالَ: (بَلْ أَنْتِ حَسَّانَةُ الْمُزَنِيَّةُ، كَيْفَ أَنْتُمْ؟ كَيْفَ حَالُكُمْ؟ كَيْفَ كُنْتُمْ بَعْدَنَا؟)، فَقَالَتْ: بِخَيْرٍ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا خَرَجَتْ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، تُقْبِلُ عَلَى هَذِهِ الْعَجُوزِ هَذَا الْإِقْبَالَ؟! فَقَالَ: (إِنَّهَا كَانَتْ تَأتِينَا زَمَنَ خَدِيجَةَ، وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الْإِيمَانِ) (رواه الحاكم، وصححه الألباني)، قال النووي: "في هذا دلالة على حسن العهد، وحفظ الود، ورعاية حرمة الصاحب والمعاشر حيًّا وميتًا".
قوله تعالى: { وجوه يومئذ مُسْفِرة ضاحكة مستبشِرة} ، كل مَن أَسفر عن ليل وجوده ضياءُ نهار معرفته، فوجهه يوم القيامة مُسْفِر بنور الحبيب, ضاحك لشهوده، مستبشر بدوام إقباله ورضوانه. وقال أبو طاهر: كشف عنها سُتور الغفلة، فضحكت بالدنو من الحق، واستبشرت بمشاهدته. وجوه مسفرة ووجوه عليها غبرة - جريدة كنوز عربية - مقالات. وقال ابن عطاء: أسفر تلك الوجوه نظرُها إلى مولاها، وأضحكها رضاه عنها. قال القشيري: ضاحكة مستبشرة بأسبابٍ مختلفة، فمنهم مَن استبشر بوصوله إلى حبيبه، ومنهم بوصوله إلى الحور، ومنهم، ومنهم، وبعضهم لأنه نظر إلى ربِّه فرأه، ووجوه عليها غبرة الفراقُ، يرهقها ذُلُّ الحجاب والبعاد. قال الورتجبي: { وجوه يومئذ مُسْفِرة} ، وجوه العارفين مُسْفرة بطلوع إسفار صبح تجلِّي جمال الحق فيها، ضاحِكة مِن الفرح بوصولها إلى مشاهدة حبيبها، مستبشرة بخطابه ووجدان رضاه، والعلم ببقائها مع بقاء الله. اللهم أسفر وجوهنا بنور ذاتك، وأضحكنا وبَشِّرنا بين أوليائك في الدنيا والآخرة، إنك على كل شيء قدير، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم تسليماً. تفسير البحر المديد
كما أنني لا أستسيغ بعض المشايخ الذين يمزجون الهزل بالجد في خطبهم بدون داع مثل إمام أحد المساجد في الضفة الغربية الفلسطينية وهو من أشد المتحمسين للقضية، وذلك عندما أراد أن يهاجم بروح ثورية الاحتلال الإسرائيلي في صلاة يوم الجمعة، عندما فاجأ المصلين ورفع عقيرته عن آخرها وهو يترنم بمقطع من أغنية الأطلال لأم كلثوم قائلا بنفس رتم اللحن المموسق وأخذ يجعر بأعلى صوته: (أعطني حريتي أطلق يديا) ويختمها متأوها وهو يقول: (آآآآآه من قيدك أدمى معصمي)، ولم يكن ينقص له إلا أن يمسك بيده المنديل الشهير (للست) لتكتمل الرصة، وكأنه على خشبة المسرح لا على المنبر. هذه الطرق والتبسط فيها أنا شخصيا لا أحبذها، رغم أنني أؤمن بعبقرية الضحك مقتديا بالقول الكريم: (وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة). مع الأسف فالكثير من مشايخ الغم لا يتعبون من ترديد الحديث الشريف في صحيح البخاري عن أبي هريرة أنه قال: إن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام دخل على صحابته وهم يضحكون، فقال لهم: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، فتركهم بعد أن تحول ضحكهم إلى بكاء. وأزيد على أسفي أسفا وأقول: إن هؤلاء المشايخ يقفون عند هذا الحد من الحديث لأنه يرضي مزاجهم فقط، ولكن لو أنهم أكملوه لقرأوا فيه، أن جبريل عليه السلام قال للرسول في حينها: يا محمد إن الله يقول لك: لم تيأس من عبادك؟!
الآيــات {فَإِذَا جَآءَتِ الصَّآخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ* وَصَاحِبَتِهُ وَبَنِيهِ* لِكُلِّ امْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ* تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ} (33-42). * * * معاني المفردات {الصَّآخَّةُ}: الصيحة العظيمة التي تصمّ الآذان. {مُّسْفِرَةٌ}: مشرقة. {قَتَرَةٌ}: ظلمة الدّخان. متاع الدنيا إلى زوال ويبقى متاع الدنيا لكم ولأنعامكم. ولكن إلى متى؟ هل تخلدون له أو يخلد لكم؟ فستزولون بعد عمرٍ قصيرٍ أو طويل، وسيزول المتاع كله عنكم وعن غيركم، لأن الدنيا سوف تزول بأهلها ومتاعها، ولن يبقى منها للآخرة إلاَّ العمل، ويختلف المصير تبعاً لاختلاف العمل، وتأتي المفاجأة الصعبة. {فَإِذَا جَآءتِ الصَّآخَّةُ} وهي الصيحة العظيمة التي تصمُّ الأسماع من شدّتها، وربما كانت كنايةً عن نفخة الصور التي تخرج الناس من الأجداث فتدب الحياة فيهم من جديد، لينطلقوا إلى لقاء الله في ساحة المحشر. يوم يفر المرء من أخيه {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وأُمِّهِ وأبِيه* وصاحِبَتِهِ وبَنِيه} إنه الهول الشديد الذي يدفع الإنسان إلى التفكير بنفسه، بعيداً عن التفكير بغيره، فضلاً عن تحمّل مسؤوليته، فتتقطع بذلك العلاقات التي تشد الإنسان إلى أرحامه وإلى الأقربين منه، فلا دور للأخوّة هناك في اجتذاب عاطفة الأخ لأخيه، ولا مجال للأمومة والأبوّة لاجتذاب عاطفة الابن لأبويه، كما تذوب المشاعر الحنونة الحميمة في شعور الأب تجاه بنيه، أو إحساس الحب للزوج تجاه زوجته.