وهل ما يشرع فيه السجود قبل السلام أو بعده على سبيل الوجوب أو الاستحباب؟ فأجاب: الأمر واسع في ذلك فكلا الأمرين جائز وهما السجود قبل السلام وبعده؛ لأن الأحاديث جاءت بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم. لكن الأفضل أن يكون السجود للسهو قبل السلام إلا في صورتين: إحداهما: إذا سلم عن نقص ركعة فأكثر. فإن الأفضل أن يكون سجود السهو بعد إكمال الصلاة والسلام منها اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما سلم عن نقص ركعتين في حديث أبي هريرة رضي الله عنه وعن نقص ركعة في حديث عمران بن حصين رضي الله عنهما، سجد للسهو بعد التمام والسلام. والصورة الثانية: إذا شك في صلاته فلم يدر كم صلى ثلاثاً أم أربعاً في الرباعية ؟ أو اثنتين أو ثلاثاً في المغرب ؟ أو واحدة أو ثنتين في الفجر ؟ لكنه غلب على ظنه أحد الأمرين وهو النقص أو التمام ، فإنه يبني على غالب ظنه ويكون سجوده بعد السلام على سبيل الأفضلية ، لحديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب فليتم عليه ، ثم ليسلم ، ثم يسجد سجدتين بعد السلام). خرجه البخاري في الصحيح. والله ولي التوفيق" انتهى من مجموع فتاوى الشيخ ابن باز (11/267).
والمأموم المسبوق الذى ترتب على إمامه سجود سهو له حالات سبق بيانها في الفتوى رقم: 12204 ، والفتوى رقم: 12121. وعليه فيجوز لك تأخير سجود السهو إلى ما بعد السلام إلا أن الأفضل سجوده قبل السلام في الحالات التي يكون فيها ذلك أفضل والتي ذكرناها في الفتوى السابقة كما رأيت. والله أعلم.
- الثاني: إذا شك في عدد الركعات، فلم يدر كم صلى وترجح عنده أحد الطرفين فإنه يبني على ما ترجح عنده فيتم صلاته عليه ويسلم ثم يسجد سجدتين ويسلم. فإذا شك هل صلى ثلاثاً أم أربعاً وترجح عنده أنها ثلاث، فليصل الرابعة ويسلم ثم يسجد سجدتين، ويسلم، وإذا شك هل صلى ثلاثاً أم اثنتين وترجح عنده أنها ثلاث، جعلها ثلاثاً وصلى الرابعة ثم سلم ثم سجد سجدتين ثم سلم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الذي يرى أنه الصواب فليتم عليه، ثم ليسلم ثم يسجد سجدتين " (رواه البخاري ومسلم). والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين - المجلد الرابع عشر كتاب سجود السهو
سنكمل فيما بعد..................
يُشرَعُ السَّلامُ من سَجدتَيِ السَّهوِ، وذلك باتِّفاق المذاهبِ الفقهيَّة الأربعة: الحنفيَّة [2950] ((الهداية)) للمرغيناني (1/74)، وينظر: ((بدائع الصنائع)) للكاساني (1/250). ، والمالكيَّة [2951] ((التاج والإكليل)) للمواق (2/21)، ((مواهب الجليل)) للحطاب (2/296). ، والشافعيَّة [2952] ((المجموع)) للنووي (4/157)، ((روضة الطالبين)) للنووي (1/316). ، والحنابلة [2953] ((الإنصاف)) للمرداوي (2/114) ((كشاف القناع)) للبهوتي (1/395). الأدلَّة مِن السُّنَّة: 1- عن عِمرانَ بنِ حُصَينٍ، ((أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلَّى العصرَ، فسلَّمَ في ثلاثِ رَكَعاتٍ، ثمَّ دخل مَنزِلَه، فقام إليه رَجُلٌ يُقالُ له الخِرباقُ، وكان في يَدَيه طُولٌ، فقال: يا رسولَ اللهِ، فذكَرَ له صنيعَه، وخرَجَ غَضبانَ يجُرُّ رِداءَه، حتى انتهى إلى النَّاسِ، فقال: أصَدَقَ هذا؟ قالوا: نعم، فصلَّى ركعةً، ثمَّ سلَّمَ، ثمَّ سجَدَ سَجدَتينِ، ثمَّ سلَّم)) [2954] رواه مسلم (574).
أو بحق فاطمة وأبيها، والسر المستودع فيها... إلى آخر نفس الذكر السابق؟!! وهل.. حكم الاستعانة بغير الله. المزيد الاستغاثة بالمخلوق بين الشرك وعدمه رقم الفتوى 368023 المشاهدات: 17120 تاريخ النشر 26-12-2017 أليس الشرك أن تجعل لله ندا؟ فسؤالي عن الاستغاثة بغير الله؛ متى تكون شركا؟ يعني لو استغاث غريق بولي كي ينقذه، هل يكون شركا؟ مع العلم أنه لا يعتقد أن للولي حكما مستقلا نافذا على الماء مع حكم الله، أو بدون حكم الله، بل يعتقد أن الولي قد يقدر على إنقاذه بقدرة.. المزيد طلب المعونة من الشيطان رقم الفتوى 364978 المشاهدات: 4444 تاريخ النشر 22-11-2017 أحسن الله إليكم. أريد السؤال عن أمر غريب جدًّا، لكن أرجو أن أجد عندكم جوابًا نافعًا -بإذن الله-.
ثم ذكر المصنف أيضًا في أدلتها: حديث: (إذا استعنت فاستعن بالله)، وفي هذا الحديث حَصَر الاستعانة بالله وحده دون غيره من الخلق، وهو يدل على أن الاستعانة عبادة للأمر بها، فإنه لا يؤمر إلا بما يُعبد به الله جل وعلا ، ثم إن الأمر بالاستعانة بالله جاء في جواب الشرط (إذا)، فصار مُتَرتبًا مع ما قبله لما يفيد الحصر والقصر، يعني: إذا كنت متوجهًا للاستعانة فلا تستعن بأحد إلا بالله جل وعلا، فلما أَمر به علمنا أنه من العبادة، ثم لما جاء في جواب الشرط أفاد الحصر. والاستعانة فيها معنى الطلب، وما كان فيها معنى الطلب من العبادات، فإنه يصلح دليلًا لها كل ما فيه وجوب إفراد الله جل وعلا بالطلب والسؤال، فأي دليل فيه وجوب إفراد الله جل وعلا بالدعاء، يصلح دليلًا بإفراد الله جل وعلا بأنواع الطلب؛ كقوله تعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60]، فإنه يصلح دليلًا للاستعانة، والاستعاذة، والاستغاثة، ونحو ذلك. حكم الاستعانة بغير الله فيما لا يقدر عليه الا الله – المحيط. والاستعانة بالله جل وعلا تتضمن ثلاثة أمور: الأول: كمال الخضوع والتذلل لله تعالى. والثاني: الثقة بالله جل وعلا، واعتقاد كفايته.
الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله موقع يحوي بين صفحاته جمعًا غزيرًا من دعوة الشيخ، وعطائه العلمي، وبذله المعرفي؛ ليكون منارًا يتجمع حوله الملتمسون لطرائق العلوم؛ الباحثون عن سبل الاعتصام والرشاد، نبراسًا للمتطلعين إلى معرفة المزيد عن الشيخ وأحواله ومحطات حياته، دليلًا جامعًا لفتاويه وإجاباته على أسئلة الناس وقضايا المسلمين.
والثالث: الاعتماد على الله سبحانه وتعالى، وتفويض الأمر إليه، وهذه لا تكون إلا لله جل وعلا، فمن استعان بغير الله محققًا هذه المعاني الثلاثة، فقد أشرك مع الله غيره. فالاستعانة الشركية هي: الاستعانة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله؛ كالاستعانة بالأموات، أو بالأحياء الغائبين، أو بالأحياء الحاضرين على أمر لا يقدرون عليه فهذا شرك؛ لأنه إذا استعان بالميت أو بحي على أمر بعيد غائب عنه لا يقدر عليه؛ فهذا لا يقع إلا من شخص يعتقد أن لهؤلاء تصرفًا في الكون، وأن مع الله مدبرًا.
السؤال: أما سؤاله الثالث يقول: هل تجوز الاستعانة بغير الله؟ وهل يجوز الحلف بغير الله؟ الجواب: الشيخ: الاستعانة بغير الله جائزة إذا كان المستعان ممن يمكنه أن يعين فيما سؤل فيه؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر الصدقات: «وتعين الرجل في دابته إذ تحمله عليها أو ترفع له عليها متاعاً». وأما استعانته بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله فهذا لا يجوز، وهو من الشرك. وأما الحلف بغير الله فهو محرم، بل نوع من الشرك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك» ، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تحلفوا بآبائكم، من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت».