أول ركائز النصر هي في التعلق بالله، وترك التعلق بالمخلوقين، كما في قوله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} [الأنفال من الآية:9]. المعركة الدائرة الآن في مصر هي حرب إرادات، وتحتاج هذه المعركة كأهم ما تحتاجه إلى توفر سلاح الصبر والإيمان. فالباطل في حقيقته بيته كبيت العنكبوت لِما فيه من عوامل الوهن والهشاشة، ولكن يعمل إعلام الباطل على تضخيمه ومحاولة جعله يبدو قويًا، ولكن في حقيقة الأمر هو أهون من بيت العنكبوت. إنما النصر صبر ساعة - طريق الإسلام. في هذا الصراع مناط مجريات النصر والغلبة يتعلق بما في ( القلوب) من إيمان وصبر وتوكل على الله وثقة بنصره للمؤمنين... وليس بموازين القوى المادية وحدها، كما في قوله عز وجل في سورة الأنفال { وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ} [الأنفال من الآية:11]، وقوله: { سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} [الأنفال من الآية:12]. لذا فأول ركائز النصر هي في التعلق بالله، وترك التعلق بالمخلوقين، كما في قوله تعالى: { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} [الأنفال من الآية:9]. وفي هذه المعركة لا بد من استشعار معية الله فهو المعين وهو الناصر سبحانه وتعالى، فبعض الدلالات التربوية من قوله تعالى: { وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال من الآية:19] تعطي إشارة ورسالة للصف المسلم وهي (أنكم إنما تحاربون الكافرين بإيمانكم وعصيانهم، فإذا استويتم في العصيان غلبوكم).
شيء غريب الذي يحصل في الأسهم ، والله المستعان
فقالت: ما يبكيك؟ قال: أبكي على هذا الوجه يسلك به سبيل الضلال، فيرى في جهنم جمجمة متفحمة. إن المرأة المتبرجة تمر على الشاب المسلم: فإما أن يستجيب لداعي الشيطان والهوى ويرسل طرفه فينظر إلى ما حرم الله، وربما تمادى معه الشيطان فسول له وأعمل فكره، وربما سعى ودبر ليوقع بها، أو يقتصر الأمر على خائنة العين وتمني القلب وحديث النفس، ثم تنتهي النظرة وتذهب لذة المعصية ويبقى وزرها. وإما أن يصبر ساعة فيغض طرفه للحظات حتى تمر، فيسلم له دينه، ويسلم له قلبه، ويغنم حلاوة الإيمان، ورضا الرحمن، وثواب المنان، وإنما هو غض طرفه ساعة فظفر بالنصر على شيطانه وهواه، وأطاع ربه ومولاه: { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون}. وإنما النصر صبر ساعة. وفي هدأة الليل، أو غفلة الناس وانشغالهم عن العبد ما يغريه بتقليب شاشات الحرام، والتمتع بما قد يحرم منه واقعا، لكن يحفظه ويحميه أن يصبر صبر ساعة فيخسأ الشيطان، ويرضى الرحمن ويسلم الإنسان. ومن تلمح العواقب هان عليه التعب. لقد صبر يوسف ساعة فانظر ماذا بلغت به ساعة الصبر هذه من رفعة في كل شيء في الدنيا والآخرة. وصبر إسماعيل عليه السلام على الابتلاء بالذبح ساعة، فانظر كيف كان حاله وكيف مدحه ربه { إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا}.