قصيدة في القدس ، من القصائد العربية الشهيرة والتي تتحدث عن القدس، للشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي، وتميم هو أستاذ للعلوم السياسية، من مواليد القاهرة، وهو حاصل على شهادة الدكتوراة في العلوم السياسية من جامعة بوسطن.
تميم البرغوثي تميم البرغوثي هو شاعر معاصر لأم مصرية وأب فلسطيني، وهو من عائلة ذات باع في الأدب فأمه الروائية رضوى عاشور، ووالده الشاعر والروائي المشهور مريد البرغوثي، وهنا أضع كلمات قصيدته (في القدس).
الحوار مع التاريخ [ عدل] تنتقل القصيدة إلى محور آخر فيه الكثير من الجمال والتعبير البلاغي الرائع، فهو يتحادث مع التاريخ الذي كتب بيد غير محايدة، ويتخلل الحوار وصف طويل للمدينة يبدأ عند وصفه لازدواجية هوية المدينة بوجهيها العربي واليهودي وينتهي بوصف رائع ومرتب للأمم والشعوب التي تعاقبت على القدس واستقبلتها القدس بكل صدر رحب وبدون أن تنزعج بغض النظر عن انتماءاتهم ودياناتهم ويرسم صورة بلاغية بديعة يصور فيها القدس وكأنها كائن بشري يتأثر بما حوله من مؤثرات، وكل همه أن يبقى بجانبه الأحباء. يتلو ذلك نهاية رائعة للقصيدة تصف رحلة العودة ومغادرة المدينة وهو يركب سيارة التاكسي عائدا من حيث أتى ويصف الشاعر كيف استطاع التغلب على البكاء والدمع الذي تخلل عينيه وقهرهم بابتسامة بعثت في نفسه الأمل وأكدت له هذه الابتسامة بأن وجه المدينة لن يتغير ومهما كان في القدس من غزاة فالقدس لا ترى في نفسها إلى وجه ذلك العربي الذي لا تغفل عينه عن التطلع إلى عودة للمدينة من جديد. تأثير القصيدة [ عدل] كان لها تأثير كبير في الشارع العربي وانتشرت انتشار النار في الهشيم وأصبحت مقاطعها تتردد على كل لسان. وفي النهاية فقد كانت السبب في شهرة الشاعر تميم ومنحه لقب شاعر القدس والزيتون كما استطاعت أن تؤهله إلى المراحل النهائية من برنامج أمير الشعراء.
ويركز تميم في قصيدته على القدس، حتى ما يسمونه اليوم بالقدس الغربية، فيذكر بائع خضرة من جورجيا، وكهلا جاء من منهاتن، يفقه فتية البولون في أحكام التوراة. ويصف شباب القدس ورجالها دون الخمسين، الذين يمنعون من الصلاة، أروع وصف وأخصر قول وأجمل بيان، وخير الكلام ما قل ودل، يصف ذلك بقوله: في القدس صلينا على الإسفلت في القدس من في القدس إلا أنت والكلام عن القدس يطول ويطول، ولا يسمح الوقت في هذه الندوة بكلام يطول. أما لغة تميم في ديوانه "في القدس" وفيما قرأت له: فقد كتب تميم نثرا ونظم شعرا، عموديا وحرا، بلغة عربية فصيحة، سلسة بينة، تنساب انسيابا، وهي ما يسمى بالسهل الممتنع، حيث يراها القارئ واضحة سهلة، فإذا ما حاول تقليدها تعذر عليه ذلك. وكتب تميم في السياسة وأجاد، كيف لا؟! ودراسته الأساسية هي في العلوم السياسية، وهو في السياسة ذو نظر ثاقب، وهو ينظر فيها من منظار الإسلام. اسمعه يخاطب حكام البلاد العربية بقوله: "أما الحكام العرب فأقول لهم: لا تلزوا أنفسكم بين الأمة وأعدائها، فلن يرضى عنكم العدو ولن ترضى عنكم أمتكم، تنحوا، فنحن أولياء الدم، وقد جعل الله لنا على عدونا سلطانا، أما أنتم فقد لحقكم عارها، وأنتم أهل العار قديما، وأقول لكم قولا سمعه كل مملوك قبلكم فلم يفهمه، ان لم تكن فيكم بقية من دين، فكونوا عربا على أنسابكم، والله لقد استحلت حرمكم وانتم تنظرون، تخافون مما لا يخيف، وتقدمون على العار أقدامكم على الماء والرغيف، وإن مراياكم تهجوكم كل صباح، غير أنكم قوم لا تعقلون".
وفي ديوانه (في القدس) الذي يقع في 174 صفحة من الحجم المتوسط، ويحوي بين دفتيه أربعاً وعشرين قصيدة، يظهر جلياً أن الشاعر مسكون بهموم شعبه وأمّته، وبهموم وطنه العربي، وان كان الهمّ الفلسطيني هو الغالب، ولا غرابة في ذلك فهو ابن فلسطين، وابن قضيتها التي شغلت العالم أجمع.