كتاب بديا أكبر مكتبة عربية حرة الصفحة الرئيسية الأقسام الحقوق الملكية الفكرية دعم الموقع الرئيسية / وسوم / نور الدين، نور الدين يوسف. عرض النتيجة الوحيدة الشعراء الثلاثة ؛ ابو الطيب المتنبي ؛ ابو العلاء المعري ؛ الشريف الرضي: نور الدين، نور الدين يوسف. صفحة التحميل صفحة التحميل
(1) لا تعاملنى إلا معاملة الخصوم رأى يوماً رجلاً يحدث آخر ويومئ إليه فبعث الحاجب ليسأله ما شأنه ، فإذا هو رجل معه رسول من جهة الحاكم ، وهو يزعم أن له على نور الدين حقاً يريد أن يحاكمه عند القاضي ، فلما رجع الحاجب إلى نور الدين وأعلمه بذلك أقبل مع خصمه ماشياً إلى القاضي وأرسل نور الدين إلى القاضي أن لا تعاملني إلا معاملة الخصوم. فحين وصلا وقف نور الدين مع خصمه بين يدي القاضي حتى انفصلت الخصومة والحكومة ولم يثبت للرجل على نور الدين حق ، بل ثبت الحق للسلطان على الرجل ، فلما تبين ذلك قال للسلطان: إنما جئت معه لئلا يتخلف أحد عن الحضور إلى الشرع إذا دعي إليه فإنما نحن معاشر الحكام أعلانا وأدنانا خدماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولشرعه. فنحن قائمون بين يديه طوع مراسيمه فما أمر به امتثلناه ، وما نهانا عنه اجتنبناه ، وأنا أعلم أنه لا حق للرجل عندي ومع هذا أشهدكم أني قد ملكته ذلك الذي ادعى به ووهبته له. (2) قولك هذا إساءة أدب على الله وقال له يوماً قطبُ الدين النيسابوري: بالله يا مولانا السلطان ، لا تخاطر بنفسك ، فإنك لو قتِلتَ قتِل جميع من معك وأخذت البلاد وفسد حال المسلمين. فقال له:« اسكتْ يا قطب الدين ، فإن قولك إساءة أدب على الله ومن هو محمود؟ من كان يحفظ الدين والبلاد قبلي غير الذي لا إله إلا هو؟ ومن هو محمود؟» فبكى من كان حاضراً.
(3) ويحك لا تغتب عندي أحداً وكان يجمع الفقهاء عنده والمشايخ ويكرمهم ويعظمهم وكان يحب الصالحين. وقد نال بعض الأمراء مرة عنده من بعض الفقهاء ، فقال له نور الدين: « ويحك! إنْ كان ما تقول حقاً فله من الحسنات الكثيرة الماحية لذلك ما ليس عندك مما يكفر عنه سيئات ما ذكرت ، إن كنت صادقاً على أني والله لا أصدقك ، وإن عدت ذكرته أو أحداً غيره عندي بسوء لأوذينك ». فكفَّ عنه ولم يذكره بعد ذلك. (4) إذا رضوا منا ببعض حقهم فلهم المنة علينا كان نور الدين – رحمه الله - مهيباً وقوراً شديد الهيبة في قلوب الأمراء ، لا يتجاسر أحد أن يجلس بين يديه إلا بإذنه ، ولم يكن أحد من الأمراء يجلس بلا إذن سوى الأمير نجم الدين أيوب ، وأما أسد الدين شيركوه ومجد الدين نائب حلب وغيرهما من الأكابر فكانوا يقفون بين يديه ، ومع هذا كان إذا دخل أحد من الفقهاء أو الفقراء قام له ومشى خطوات وأجلسه معه على سجادته في وقار وسكون ، وإذا أعطى أحدا منهم شيئاً مستكثراً يقول: « هؤلاء جند الله وبدعائهم ننصر على الأعداء ، ولهم في بيت المال حق أضعاف ما أعطيهم ، فإذا رضوا منا ببعض حقهم فلهم المنة علينا ». (5) والله لنحفظن الشريعة كتب إليه الشيخ عمر بن الملا: « إن المفسدين قد كثروا ويحتاج إلى سياسة ، ومثل هذا لا يجيء إلا بقتل وصلب وضرب ، وإذا أخذ إنسان في البرية من يجيء يشهد له؟» فكتب إليه الملك نور الدين على ظهر كتابه: « إن الله خلق الخلق وشرع لهم شريعة وهو أعلم بما يصلحهم ، ولو علم أن في الشريعة زيادة في المصلحة لشرعها لنا ، فلا حاجة بنا إلى الزيادة على ما شرعه الله تعالى ، فمن زاد فقد زعم أن الشريعة ناقصة فهو يكملها بزيادته ، وهذا من الجرأة على الله وعلى ما شرعه والعقول المظلمة لا تهتدي.
اداريا مصر | الدليل الشامل للأعمال والخدمات في مصر