محتويات ١ الحديث القدسي ١. ١ صيغ الحديث القدسي ١. ٢ مواضيع وأغراض الأحاديث القدسية ١. ٣ ميزة وفضل الحديث القدسي ١. ٤ الفرق بين القرآن والحديث الشريف والحديث القدسي '); الحديث القدسي إنّ من نِعَم الله سبحانه وتعالى على المسلمين أن بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنزل عليه المعجزة الخالدة القرآن الكريم، وأوحى إليه بأحاديثَ نسبها إلى نفسه، واستندت إليه سمّيت بالأحاديث القدسية، ويقال لها أيضًا الأحاديث الإلهية؛ وهي كلُّ ما رواه النبيّ صلى الله عليه وسلم عن ربّه تبارك وتعالى من غير القرآن الكريم والسنة النبوية الشّريفة، وهو لا يُجزِئُ في الصّلاة كالقرآن، ولا يُسمّى بعضه سورة أو آية. صيغ الحديث القدسي يُعدّ الحديث القدسي من كلام الله سبحانه وتعالى، ومن رواية رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنّه مَن أخبر بها عن الله، بخلاف القرآن الذي يُنسب لله سبحانه وتعالى وحده، وممّا جاء من صِيَغ الحديث القدسي الذي اشتُهر وعُرِف بها قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( قال الله …)، أو (يقول ربكم …)، أو (أوحى الله أنّ …) أو ما شابه ذلك من الصِّيَغ التي تُثبت القول لله عزّ وجلّ وتُسنده إليه. مواضيع وأغراض الأحاديث القدسية لم يتعرّض الحديث القدسيُّ لبيانِ وتفصيلِ أيّ حُكم فقهيّ أو تشريعٍ تعبّديّ، بل جاء مُركّزًا على بناء نفسٍ إنسانيةٍ قويمةٍ مُهذّبةِ الطّباع، يربّيها على المَقاصد الربّانية والشّرعية والمواعظ الإلهيّة، ويُهذّب أخلاقها، ويَدعو إلى الإحسان، والقيام بفَضائل السّلوك، كما نجده يَحضّ النفس على الإقبال على الطّاعات، والابتِعاد عن المعاصي والذّنوب، ويُرغّبها في الجنّة ونعيمِها ويُخوّفها من النّار وعَذابِها، ويُوجّهها إلى حُبّ الله عزّ وجلّ وطلب مرضاته.
و يقول العلامة الشهيد السيد حسن الشيرازي في الحديث القُدسي: "... هو الكلمة النقيّة التي عصمها الله من البيان الأنيق ، فلم يرصّعها بالإعجاز ، لأنه ضنّ بها إلا على العقول الواعية التي حرمها على طائف الأوهام و الظنون... فهي كلمة الله ، و كلمة الله هي العليا ، و هل ترقى إلى كلمة الله كلمة في الأرض أو في السماء ، لو استثنينا القرآن ، ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه من رب العالمين... " [3]. و قال أيضا: "... و بهذا كله أصبح الحديث القدسي صِنوَ القرآن ، الذي جاء ليؤدّي دور القرآن في أمم قد خلت من قبل ، و ليكمل مسؤولية القرآن في خير أمة أخرجت للناس " [4]. نماذج من الحديث القُدسي: 1. أوحى الله تعالى إلى داود: " قل لعبادي: لم أخلقكم لأربح عليكم ، و لكن لتربحوا عليَّ " [5]. قال موسى ( عليه السَّلام): يارب ، أي الأعمال أفضل عندك ؟ قال: " حُبّ الأطفال ، فإني فطرتُهُم على توحيدي ، فان أمَتُّهُم أدخلتُهُم برحمتي جَنَّتي " [6]. 2. قال النبي ( صلَّى الله عليه و آله): يقول الله سبحانه: " أنا خير شريك ، من أشرك معي شريكاً في عمله ، فهو لشريكي دوني ، فإني لا أقبل إلا ما خلص لي ". " عبدي خلقت الأشياء لأجلك ، و خلقتك لأجلي ، وهبتُك الدنيا بالإحسان و الآخرة بالإيمان " [7].