السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع سيدي شناب، سوداني الجنسية، يقول: يسكن معي في مكان العمل أخٌ في الإسلام مصري الجنسية، ونصلي جماعة، ونختلف بعد الصلاة؛ لأني أقول بعد الصلاة: الحمد لله رب العالمين، اللهم أنت السلام، ومنك السلام، أحينا ربنا بالسلام، وأدخلنا الجنة دارك دار السلام، تباركت وتعاليت، أستغفر الله العظيم من كل ذنبٍ، وأتوب إليك. ويقول هو: هذا خطأ، قل: أستغفر الله، ثلاث مرات، فهذا هو القول الصحيح. وجهوني حول ما قلت، وحول ما قال صاحبي، جزاكم الله خيرًا. اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت. الجواب: الذي قاله صاحبك هو الصواب، فقد ثبت في صحيح مسلم عن ثوبان ، قال كان النبي ﷺ إذا انصرف من صلاته -يعني: إذا سلم من صلاته- قال: أستغفر الله ثلاثًا، اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام فهذا هو المشروع. أما الحمدلة، وقول: حينا بالسلام، وما ذكرت في كلامك، هذا لا أصل له بعد السلام، وإنما المشروع ما قاله صاحبك: (أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله) ثم تقول اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام هذا هو السنة، وإذا كان القائل إمامًا انصرف إلى الناس بعد ذلك، بعد قوله: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام ينصرف إلى الناس، ويعطيهم وجهه.
فهنا قال: تباركت يا ذا الجلال والإكرام ، الجلال إنما يكون لاجتماع أوصاف من العظمة، أوصاف العظمة، فيكون جليلاً يعني صاحب الجلال، والإكرام: يعني صاحب الكرم، فالله -تبارك وتعالى- من أسمائه الكريم، ومن كرمه -تبارك وتعالى- أنه يفيض الأرزاق على عباده، كل ما نراه فهو من الله ، من الخير والرزق والنماء والعافية، وكذلك أيضًا أنه يجازي المحسن على إحسانه الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف [8] ، ويده سبحانه سحاء الليل والنهار لا تغيضها نفقة [9]. قال: قيل للأوزاعي -وهو أحد رواة الحديث-: كيف الاستغفار؟ قال: تقول: "أستغفر الله، أستغفر الله". رواه مسلم. والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه. أخرجه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته، برقم (591). أخرجه البخاري، كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط، برقم (2731). أخرجه البخاري، كتاب الاستئذان، باب من زار قوما فقال عندهم، برقم (6281)، ومسلم، كتاب الفضائل، باب قرب النبي -عليه السلام- من الناس وتبركهم به، برقم (2325). اللهم انت السلام ومنك ام. أخرجه البخاري، كتاب الاستئذان، باب من زار قوما فقال عندهم، برقم (6281)، ومسلم، كتاب الفضائل، باب طيب عرق النبي -صلى الله عليه وسلم- والتبرك به، برقم (2331)، و(2332).
هذا، والله تعالى أعلم.