[١٥] إنَّ الشكوى التي شكاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى ربِّه تعالى تدلُّ على عِظَم هذه المعصية وخطورتها على المسلم يوم القيامة، ولولا ذلك لم يذكرها الله تعالى على لسان نبيِّه وكأنها من أبغض الأمور التي قد يقع فيها المسلمون. إنَّ عقاب هاجر القرآن كبير جعله الله تعالى ردًّا على شكوى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد قرنَها مع الظالم الذي يعضُّ على يديه من شدة الحسرة والندامة يوم القيامة. القرآن الكريم دستور حياة وشفاء للقلوب والنفوس وهداية للناس أجمعين، ولا يجوز هجرانه ولا بأي شكل من الأشكال. إنَّ ألوان هجر القرآن متعدَّدة لذلك يجب على المسلم أن يكون حذرًا من أن يقع في أي منها، وأن يلازم القرآن: قراءة وتدبُّرًا وعملًا بما فيه. المراجع [+] ↑ "هجر القرآن (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا)" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-06. بتصرّف. ↑ سورة الفرقان، آية:27-30 ↑ سورة المؤمنون، آية:67 ↑ "تفسير الطبري" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-06. بتصرّف. ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2913، حسن صحيح. إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا - موقع مقالات إسلام ويب. ↑ سورة البقرة، آية:78 ↑ سورة الفرقان، آية:30 ↑ "وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-06.
لن تُضير دعوتهم غيرهم، فسيكتب التاريخ أنهم صُنّاع هجر القرآن، وسيضيع معهم زمن الأمة في نقاشات عقيمة، بدل استثمار كنوز القرآن، وتحرير فاعليته. فتحرير فاعلية القرآن في المجتمع بقراءته وحفظه وتدبّره والتفكّر فيه واستخراج درره، لهو مطلب المرحلة. فبه يتحقق الأمن اللغوي، هذا المنسي في برامج دولنا ومجتمعاتنا. وبه نتمثّل أرقى القيم بعيدا عن التنطّع والتطرف، وتعلو روحانيتنا وتسمو في معاني الانسانية لتبشّر بفجر جديد يُبنى على العلم والعمل والقيم. ويحق لنا القول بأن كل داع إلى هجر القرآن هو يستهدف أمننا اللغوي، الذي هو مقدمة للأمن الثقافي والاجتماعي بكل تعبيراته. فواجب اللحظة أن يتحرّر كل واحد منا من فعل الهجر القسري أو المتخفي بعلل واهية، كي نحذر من دخولنا في شكاية الرسول لقومه ونحن من قومه، فهو منا ونحن منه.
هذه بعض من كل من تبعات هجر القرآن؛ وقد آن الأوان لهذه الأمة - أفرادًا ومؤسسات - أن تعود إلى قرآنها بعد تلك القطيعة التي طال بها الزمن، والتي حذر منها سيد البشر؛ وأن تعود إلى رشدها، بعد ذلك الفصام النكد بينها وبين قرآنها، وجعل منها أمة لا وزن لها بين الأمم. ولا شك، أن المخرج من هذه التبعات معروف للجميع، للعالم والجاهل، والصغير والكبير، وهو العودة إلى كتاب الله، وهذا كلام سهل ويسير، والأهم والأجدر قبل هذا وبعده هو العمل والتطبيق، والانتقال من حيز القول إلى حيز الفعل، فهل إلى مرد من سبيل ؟ ويبقى الأمل بشرط العمل. (منقول) نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن لا نكون ممن هجر القرآن ولاممن قرأ حروفه وضيع حدوده اللهم أجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وشفاء أسقامنا،وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار