ولما كان في الذي ذكر نعم عظيمة لا يقاومها عمل ، بل مجرد تفضل وامتنان ، قال بعد ذلك كله: ( فبأي آلاء ربكما تكذبان). ﴿ تفسير القرطبي ﴾ قوله تعالى: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان هل في الكلام على أربعة أوجه: تكون بمعنى قد كقوله تعالى: هل أتى على الإنسان حين من الدهر ، وبمعنى الاستفهام كقوله تعالى: فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا ، وبمعنى الأمر كقوله تعالى: فهل أنتم منتهون ، وبمعنى " ما " في الجحد كقوله تعالى: فهل على الرسل إلا البلاغ ، و هل جزاء الإحسان إلا الإحسان. قال عكرمة: أي هل جزاء من قال لا إله إلا الله إلا الجنة. ابن عباس: ما جزاء من قال لا إله إلا الله وعمل بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم إلا الجنة. هل جزاء الاحسان الا الاحسان بالانجليزي. وقيل: هل جزاء من أحسن في الدنيا إلا أن يحسن إليه في الآخرة ؛ قاله ابن زيد. وروى أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ثم قال: هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم ، قال: يقول ما جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة. وروى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية فقال: يقول الله هل جزاء من أنعمت عليه بمعرفتي وتوحيدي إلا أن أسكنه جنتي وحظيرة قدسي برحمتي وقال الصادق: هل جزاء من أحسنت عليه في الأزل إلا حفظ الإحسان عليه في الأبد.
وقال محمد ابن الحنيفة والحسن: هي مسجلة للبر والفاجر ، أي مرسلة على الفاجر في الدنيا والبر في الآخرة. ﴿ تفسير الطبري ﴾ وقوله: ( هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ) يقول تعالى ذكره: هل ثواب خوف مقام الله عزّ وجلّ لمن خافه، فأحسن فى الدنيا عَمله، وأطاع ربه، إلا أن يحسن إليه في الآخرة ربُّهُ، بأن يجازيه على إحسانه ذلك في الدنيا، ما وصف في هذه الآيات من قوله: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ... هل جزاء الإحسان إلا الإحسان - المندب. إلى قوله: ( كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ). وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل، وإن اختلفت ألفاظهم بالعبارة عنه. * ذكر من قال ذلك:حدثنا ابن بشار، قال: ثنا محمد بن مروان، قال: ثنا أبو العوّام، عن قتادة ( هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ) قال: عملوا خيرا فجوزوا خيرا. حدثنا محمد بن عمرو، قال: ثنا عبيدة بن بكار الأزدي، قال: ثني محمد بن جابر، قال: سمعت محمد بن المنكدر يقول في قول الله جلّ ثناؤه ( هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ) قال: هل جزاء من أنعمت عليه بالإسلام إلا الجنة. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: ( هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ) قال: ألا تراه ذكرهم ومنازلهم وأزواجهم، والأنهار التي أعدّها لهم، وقال: ( هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ): حين أحسنوا في هذه الدنيا أحسنا إليهم، أدخلناهم الجنة.
4ـ يتمثل الإحسان في الدعاة بتواضعهم مع الناس؛ فلا تعالي ولا شماتة ولا استهزاء. ويكون هدفهم هو محبة الخلق والرحمة بهم طلباً لرضا الله عنهم. الوسائل التي تعين على الإحسان: 1ـ اليقين الكامل بأن الله تعالى عالم بكل ما يقع من العبد في السر والعلن {إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء}. ويحكى أن عمر بن الخطاب مر بغلام يرعى غنماً فقال: بعني شاة، فقال الغلام: إني عبد مملوك وإني أرعاها لسيدي، فقال عمر: بعني واحدة وقل أكلها الذئب، فقال الغلام: إن قلت له ذلك فماذا أقول لله؟! فاشتراه عمر واشترى تلك الأغنام وأعتقه ووهب له الأغنام وقال: عسى أن يعتقك الله بهذه الكلمات في الآخرة كما أعتقك بها في الدنيا. 2ـ اليقين الكامل بأن الله يحصى علينا أعمالنا وسيحاسبنا عليها ففي الحديث القدسي "يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه". 3ـ ملازمة الصحبة الطيبة التي تعين على الخوف من الله ومراقبته "لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي" ، وخير الأصحاب من إذا نسيت الله ذكرك ومن إذا ذكرت الله أعانك. تفسير قوله تعالى: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان. 4ـ الإخلاص والحرص على الحصول على ثواب الله في كل عمل.
فرح أحمد كثيرًا بهذا الاقتراح، وأصبح يقوم برعاية دلفينه الصغير كلّ يوم، وأطلق عليه اسم « دودو » وصار يلاعبه دائمًا حتّى أصبح دودو معتادًا عليه وأصبحا صديقين حميمين، فما إن يدنو أحمد من دودو حتى يبدأ الدلفين بتأدية الحركات البهلوانية ابتهاجاُ بقدومه، كما أنّه كان يصدر صفيرًا مميّزًا عند رؤيته لأحمد، فأطلق على هذه الصفرة « صفرة الأصدقاء ». الْتأم جرح دودو أخيرًا وأصبح بأفضل حال. وذات ليلة خاطب والد أحمد ابنه قائلًا: « يا بنيّ، البحر هو المكان المناسب لدلفينك! أنا أعرف مقدار حبّك له، ولأنك تحبّه عليك أن تختار مصلحته... ».. إسلاميات : هل جزاء الإحسان إلا الإحسان... طأطأ أحمد رأسه وقد اغرورقت عيناه بالدموع: « معك حقٌّ يا أبي، غدًا سأذهب به إلى البحر... ». كان الفراق صعبًا جدًّا على أحمد، ولكنّه القرار الصائب بلا شكّ. ثم تأقلم بعد ذلك، إلّا أنه لم ينسَ دودو أبدًا. كبر أحمد وأصبح شابًّا قويًّا، ولم يتغيّر حبّه للبحر، فكان يقضي معظم إجازاته في البحر. وذات مرّة، وبينما كان يقوم برحلة بحريّة طويلة على متن زلّاجته، لم ينتبه لوجود صخورٍ ناتئة أمامه، فاصطدمت بها زلّاجته وتحطّمت ووقع عنها بشكلٍ عنيف، فوجد نفسه جريحًا وحيدًا في وسط البحر. تمسّك أحمد بقطعة من حطام زلّاجته، وتفقّد جرحه فوجده بحالة سيّئة، وفجأة شعر بجسمٍ باردٍ يلمس قدمه، فتسمّر في مكانه من شدة الخوف، وبدأ ذلك الجسم بالصعود، فسمعه يصدر صفيرًا معهودًا!
9 أنواع الإحسان إنّ الإحسان ليس نوعاً واحداً بل هو أنواعٌ ثلاثةٌ، وهي على النحو الآتي: [10] عبادة خوفٍ وطمع: والإحسان هنا هو الإحسانُ المُتعلّق بالعبادة؛ أي عبادةُ الله تعالى، فيَعبدُ المؤمنُ ربَه خوفاً وطمعاً وهرباً إليه سبحانه وتعالى، ولاتكون هذه العبادة إلاَّ بأن يَجتنب نواهيه سبحانه ويُقبلُ على طاعته ويَلتزم أوامره تعالى وما يرضيه، قال تعالى: ( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ).
والثواب العظيم في جنة المولى كل نفسٍ تحظى بما تشتهيه لبن سائغٌ وشهْدٌ مصفّى وفيها يكون الرضى والخلودُ حورُ عينٍ فيها وطلعٌ نضيدُ ولدى ربك الكريم المزيدُ المصدر: كتاب الله.. أهل الثناء والمجد
كما قد ورد في الحديث الصحيح: ( أن امرأة بغياً رأت كلباً في يوم حار يُطيف ببئرٍ، قد أدلع لسانه من العطش فنزعت له بموقها فغفر لها).