الخوف من العين والحسد ،لا يجب على المسلم أن تحاوطه الظنون والشكوك والخوف الزائد من العين فيصاب بأمراض نفسية وغيرها ، وليحسن الظن بالله عز وجل ، وليعلم أن ما أصابه لم يكن إلا بقدر الله تبارك وتعالى ، والاستعانة بالله عز وجل ؛ لأنه وحده سبحانه القادر على كشف الضر ورفع البلاء. الخوف من العين والحسد لا شك أن أحد أقوى الأسباب المؤدية للخوف المرضي من العين والحسد هو الوسواس، فالشيطان يدخل على ابن آدم من أبواب عديدة ومنها المبالغة في الخوف، وهذا الخوف المفرط من العين الذي يصل لدرجة الوسواس والشك يعتبر شكلا من أشكال الخلل في العقيدة وضعف التوكل على الله، وفي المجتمعات العربية وصل الخوف من العين والحسد لمستوى المرض. هل الخوف من العين ينافي التوكل و الخوف من العين موجود في كثير من الثقافات حول العالم، ففي إيطاليا تنتشر مثل هذه المعتقدات حول الإنسان صاحب العين الشريرة، ويطلقون عليه لقب «jettator»، وهو كل إنسان يملك عينا شريرة، وهذا الإنسان المخيف جدا، لدرجة أنه أثناء مروره من الشارع فإن الشارع يخلو كليا من البشر، إذ يندفع الناس إلى الأبواب ليتجنبوا خطر نظراته المرعبة، وفي مجتمع أمهرا الإثيوبي يجبر الأهالي مثل هؤلاء الأشخاص على السكن بعيدا عن منازل القرية.
إن الخوف المرضي من العين والحسد يرجع لكثرة تداول القصص الخرافية في الجلسات العائلية، والتنشئة الاجتماعية التي ترسخ مثل هذا الأفكار في عقول الأطفال، وتجعلهم في حالة خوف دائم ومستمر حتى يصبح سلوكا اجتماعيا بين أفراد المجتمع ككل، لذلك ثقافة المجتمع كانت على الدوام سببا مهما من أسباب تفشيها حتى أصبح لدينا حالة أشبه بالرهاب المرضي. المجتمع اليوم بحاجة لإقامة ندوات مجتمعية وتوعية أسرية ونفسية ودينية قبل كل شيء، لاعتياد الأطفال على التوكل على الله كي لا يقعوا أسرى هذه الأفكار والمعتقدات، وعلى وسائل الإعلام القيام بدورها للحد من ظاهرة الخوف الزائد من الحسد والعين، حتى يكون أفراد المجتمع على حذر دائم من كل شخص يستغل ظروفهم المرضية من أجل التجارة والتكسب المادي.
إذا تقرَّر هذا، فإنَّ خوف تلك الصديقة من الحسد، وتَطَيُّرَها من الأمراض - ممَّا يَقدَح في توكُّلها؛ فعن ابن عمر - رضِي الله عنهما - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((لا عَدوَى ولا طِيَرة))؛ رواه البخاري، والـ((طيرة)): تُطلَق على التشاؤُم مطلقًا. فلا بُدَّ أن تُنْصَحَ عن طريق بعض أهل العلم، أو بعض الأخوات الفاضلات اللائي يمكنهنَّ أنْ يَقُمْنَ بالتوجيه الشرعي لها في هذا السِّياق، فَتُوعَظُ موعظةً بليغة تُساعِد على ترك ذلك الهوَس، وأنْ تَتَيَقَّنَ أنَّه لن يُصِيبها إلا ما كتَبَه الله لها؛ فالأمر يحتاجُ إلى نوعٍ من الإصلاح العَقَدي، والاهتمام بأعمال القلوب: من توكُّل، ويقين، ويكون هذا يسيرًا إنِ ارتبطت تلك الأخت بأهل العلم الشرعي، وإنْ شاء الله سوف تُزَوَّدُ بكلِّ ما ينفَعها. كما يجبُ عليكِ نصحُها بأنْ تبعد عن ذِهنها شبَحَ الخوف من الحسد أو المرض، وأنْ تخبريها أنَّه لن تستطيع ذلك إلا بالاعتصام بالله - تعالى - والتحصُّن بالأذكار المأثورة، والحرص على الطاعة، والابتعاد عن المعاصي، مع حُسن الظن بالله، واليقين بأنَّه الحافظ، وأنَّ أذى المخلوقين لن يصلها إلا بقضاء الله وقدره؛ كما صحَّ عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: ((... ولو أنفَقت مِثلَ أحد ذهبًا في سبيل الله، ما قَبِلَه الله منك حتى تُؤمِن بالقدر، وتعلَم أنَّ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأنَّ ما أخطأك لم يكن ليُصِيبك، ولو متَّ على غير هذا لدخَلتَ النار))؛ رواه أحمد وأبو داود.
ا. هـ. أما الخوف الشديد من العين والوسوسة وكثرة التفكير في ذلك, فهذا يجب معالجته, وقد يصل به الحال إلى أن يرى في منامه الأحلام المزعجة المخيفة التي هي من حديث النفس أو من تحزين الشيطان؛ ليكدر بها على المؤمن ويُدخل عليه الحزن والهم وضيق الصدر, فيعيش عيشة الأوهام والخوف, وإنَّ من أنفع الأدوية في ذلك كثرة الذكر والصدقة والإحسان إلى الناس والمحافظة على الأوراد الشرعية والإلحاح في الدعاء في أوقات الإجابة. إضاءة: أذكِّر المبتلى بالوسوسة والخوف الشديد من العين بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لَوْ أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ جَمِيعًا أَرَادُوا أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللهُ عَلَيْكَ، لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَإِنْ أَرَادُوا أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللهُ عَلَيْكَ، لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَاعْلَمْ أنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا). ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أخرجه مسلم في كتاب السلام, باب الطب والمرض والرقى برقم (2188). شرح النووي على مسلم (14/ 174).
الدوام على قراءة القرآن والرقية الشرعية التسبيح والدعاء والاستغفار والوضوء والصلاة. التغلّب على القرين المؤذي للإنسان يمكن للإنسان التغلّب على هذا القرين المؤذي للإنسان عن طريق: التحصّن وقراءة القرآن. المحافظة على أذكار الصّباح والمساء. قراءة سورة البقرة كلّ ثلاثة أيّام مرّةً؛ فهي طاردة للشرّ وللسحر. نصائح للوقاية من وسواس الموت بعض النصائح التي تجعلك تتخلص من هذا الوسواس وتشمل الآتي: عدم الانخراط مع الأشخاص الذين يبعثون الطاقة السلبية. طلب مساعدة المتخصصين عن كل التساؤلات التي تجول في خاطرك. تحقيق السلام النفسي والداخلي بالعلم. عدم قضاء أوقات طويلة على مواقع التواصل الأجتماعى خاصة إذا كنت تشعر بالحزن والاكتئاب. عند التفكير في الموت، تخلص منه خلال التواصل مع أفراد عائلتك. كتابة مخاوفك في مذكراتك اليومية، وترديد فكرة أن الموت حقيقة مثل الحياة. عليك أن تدرك أن الموت حقيقة لا يمكن تغييره فلكل أجل كتاب.