ومن أخبار السفاح، قال الصولي: من كلامه: إذا عظمت القدرة قلت الشهوة ، وقل تبرع إلا معه حق مضاع، وقال: إن من أدنياء الناس ووضعائهم من عدّ البخل حزمًا، والحلم ذلًّا، وقال: إذا كان الحلم مفسدة كان العفو معجزة، والصبر حسن إلا على ما أوقع الدين وأوهن السلطان، والأناة محمودة إلا عند إمكان الفرصة. قال الصولي: وكان السفاح أسخى الناس، ما وعد عدة فأخرها عن وقتها، ولا قام من مجلسه حتى يقضيها، وقال له عبد الله بن حسن مرة: سمعت بألف ألف درهم وما رأيتها قط، فأمره بها فأحضرت، وأمر بحملها معه إلى منزله. قال: وكان نقش خاتمه: الله ثقة عبد الله وبه يؤمن. وقل ما يروى له من الشعر. ص88 - كتاب البدء والتاريخ - ذكر خلفاء بنى العباس - المكتبة الشاملة. وقال سعيد بن مسلم الباهلي: دخل عبد الله بن حسن على السفاح مرة، والمجلس غاص ببني هاشم والشيعة ووجوه الناس، ومعه مصحف، فقال: يا أمير المؤمنين، أعطنا حقنا الذي جعله الله لنا في هذا المصحف ، قال له: إن عليًّا جدك كان خيرًا مني وأعدل، ولي هذا الأمر، أفأعطى جديك الحسن والحسين -وكان خيرًا منك- شيئًا؟ وكان الواجب أن أعطيك مثله، فإن كنت فعلت فقد أنصفتك، وإن كنت زدتك فما هذا جزائي منك، فانصرف ولم يحر جوابًا، وعجب الناس من جواب السفاح. قال المؤرخون: في دولة بني العباس افترقت كلمة الإسلام، وسقط اسم العرب من الديوان، وأدخل الأتراك في الديوان، واستولت الديلم، ثم الأتراك وصارت لهم دولة عظيمة، وانقسمت ممالك الأرض عدة أقسام، وصار بكل قطر قائم يأخذ الناس بالعسف، ويملكهم بالقهر.
الديوان، وأدخل الأتراك في الديوان، واستولت الديلم، ثم الأتراك وصارت لهم دولة عظيمة، وانقسمت ممالك الأرض عدة أقسام، وصار بكل قطر قائم يأخذ الناس بالعسف، ويملكهم بالقهر. قالوا: وكان السفاح سريعًا إلى سفك الدماء، فأتبعه في ذلك عماله في المشرق والمغرب، وكان مع ذلك جوادًا بالمال. مات في أيامه من الأعلام: زيد بن أسلم، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم، وربيعة الرأي فقيه أهل المدينة، وعبد الملك بن عمير، ويحيى بن أبي إسحاق الحضرمي وعبد الحميد الكاتب المشهور، قتل ببوصير مع مروان، ومنصور بن المعتمر، وهمام بن منبه.
قالوا: وكان السفاح سريعًا إلى سفك الدماء، فأتبعه في ذلك عماله في المشرق والمغرب، وكان مع ذلك جوادًا بالمال. مات في أيامه من الأعلام: زيد بن أسلم، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم، وربيعة الرأي فقيه أهل المدينة، وعبد الملك بن عمير، ويحيى بن أبي إسحاق الحضرمي وعبد الحميد الكاتب المشهور، قتل ببوصير مع مروان، ومنصور بن المعتمر، وهمام بن منبه. 1 2, 422
وكان يريد أن ينهي على الدولة العباسية ويعمل على إقامة خليفةً من آل علي، وكانت الرسل ينتقلون بين العلقمي والتتار بسبب الخوف، والناس في تنافر عما سيحدث بهم، والخليفة مشوه لا يطّلع على الأمور. كان الخليفة المستنصر والد المستعصم قد استكثر من الجند ليدافع بهم عن دولته، ومع ذلك كان يُصانع التتار، ولكن إذا تعدوا قاتلهم وقهرهم، وعندما جاء المستعصم أشار عليه العلقمي بأن يُقلل من الجند ولا فائدة لهذه الأعداد فوافقه. كما أشار عليه بمصانعة التتار وإكرامهم، وفي الوقت نفسه كان الوزير يتصل مع التتار، ويُشجّعهم على القدوم إلى العراق، وقام بالطلب منهم أن يكون نائبهم والمقدم عندهم، فوعدوه بذلك، وساروا إلى بغداد، وكان قد استوزره عام (642 هجري)، وكان من قبل أُستاذاً بدار الخلافة فجعل مكانه ابن الجوزي. قُتِلَ المستعصم بالله على يد التتار يوم الأربعاء الرابع عشر من صفر من سنة (656 هجري). وقد كان صورته حسنه، وسريرته جيده، وعقيدته صحيحة، مقتدياً بأبيه المستنصر في العدل وكثرة الصدقات وإكرام العلماء والعباد. السفاح أول خلفاء بني العباس - عهد بني العباس في العراق - جلال الدين السيوطى - طريق الإسلام. وكان رحمه الله سُنياً على طريقة السلف، واعتقاد الجماعة، كما كان أبوه وجده، ولكن كان فيه لين وعدم تيقظ، ومحبة للمال وجمعه.
المستنصر بالله منصور بن محمد الظاهر بأمر لله المستعصم بالله عبد الله بن منصور المستنصر بالله المستنصر بالله منصور بن محمد الظاهر بأمر لله: هو منصور ، أبو جعفر بن الظاهر بأمر الله ولد من جارية تركية عام (588 هجري). تمَّ مُبايعته بالخلافة بعد موت والده الظاهر بأمر الله في شهر رجب من عام (623 هجري)، فنشر العدل بين الرعية، وبذل الإنصاف في القضايا، وقرّب أهل العلم و الدين ، وبنى المساجد والمدارس، والمستشفيات وجمع الجيوش لنصرة الإسلام ، وأحبّه الناس، وكان ذا شجاعةٍ وإقدامٍ، وقد هَزَمَ جنود التتار في الوقت الذي خافهم البشر. خلفاء بني العباس. وكان أخوه شُجاعاً أيضاً لديه همةٍ كبيرةٍ يُقال له الخفاجي، فكان يقول: لئن وُلّيت لأعبرن بالعسكر نهر جيحون، وآخذ البلاد من أيد التتار وأستأصلهم غير أنه لم يتولَّ، وإنما الذي تولى الخلافة بعد المستنصر ابنه عبد الله أبو أحمد المستعصم حيث فيه ضعف مكن للوزراء الذين عملوا على توليته أن يُسيّروا أمور الدولة من دونه. توفي المستنصر في العاشر من جمادى الآخرة من عام (640 هجري)، فكان عمره ثلاثاً وخمسين سنة، وكانت خلافته ست عشرة سنة وعشرة أشهر. وكان جميل الصورة، حُسن السريرة، جيد السيرة، كثير الصدقات والبر والصِلات، مُحسناً إلى الرعية بكل ما يقدر عليه.