ومن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: «وكان أحب الصوم إليه في شعبان» (أخرجه أحمد)، ولشدة معاهدته صلى الله عليه وسلم للصيام في شعبان قال ابن رجب: "إن صيام شعبان أفضل من سائر الشهور"، قال ابن حجر: "في الحديث دليل على فضل الصوم في شعبان"، وقال الإمام الصنعاني: "وفيه دليل على أنه يخص شهر شعبان بالصوم أكثر من غيره"، وذكر العلماء في تفضيل التطوع بالصيام في شعبان على غيره من الشهور أن أفضل التطوع ما كان قريبًا من رمضان قبله وبعده؛ وذلك يلتحق بصيام رمضان؛ لقربه منه، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها، فيلتحق بالفرائض في الفضل، وهي تكملة لنقص الفرائض(1). حال السلف في شعبان وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: "كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استهل شهر شعبان أكبوا على المصاحف فقرءوها وأخذوا في زكاة أموالهم فقووا بها الضعيف والمسكين على صيام شهر رمضان، ودعا المسلمون مملوكيهم فحطوا عنهم ضرائب شهر رمضان، ودعت الولاة أهل السجون فمن كان عليه حد أقاموا عليه، وإلا خلوا سبيله"(2). قال أبو بكر البلخي: "شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع"، وقال أيضا: "مثل شهر رجب كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر"، ومن لم يزرع ويغرس في رجب، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان؟!
وخرج ابن ماجة مرفوعا ( ان للصائم عند فطره دعوة لا ترد) قالت حفصة بنت سيرين قال ابو العالية: الصائم في عبادة ما لم يغتب احدا وان كان نائما على فراشه فكانت حفصة تقول: يا حبذا عبادة وانا نائمة على فراشي. ومن حال السلف في رمضان عجائب: كان سفيان الثوري اذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن. وكان الأسود يقرأ القرآن في ليلتين. وكان النخعي يفعل ذلك في العشر الأواخر منه. حال الصحابة في العشر الأواخر من رمضان والأدلة على ذلك - شبكة الصحراء. وكان قتادة يختم في رمضان في كل ثلاث وفي العشر الأواخر كل ليلة. وكان للشافعي في رمضان ستون ختمة يقرأها في غير الصلاة وكان الزهري اذا دخل رمضان قال: انما هو تلاوة قرآن و اطعام الطعام.
قال المهلب: وفيه بركة أعمال الخير وأن بعضها يفتح بعضا ويعين على بعض ألا ترى أن بركة الصيام ولقاء جبريل وعرضه القرآن عليه زاد في جود النبي - صلى الله عليه وسلم - وصدقته حتى كان أجود من الريح المرسلة. وقال ابن رجب: قال الشافعي رضي الله عنه: أحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم ولتشاغل كثير منهم بالصّوم والصلاة عن مكاسبهم. وكان ابن عمر - رضي لله عنهما - يصوم ولا يفطر إلاّ مع المساكين. وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام وقام فأعطاه السائل. السلف وتنوع القربات وقد كان للسلف في كل باب من أبواب القربات أوفر الحظ، وكانوا يحفظون صيامهم من الضياع في القيل والقال وكثرة السؤال. حال السلف مع القران في رمضان. لذا تجد كثيراً منهم قد لازم المسجد ليحفظ صيامه وينقطع عن الناس ويتفرغ للعبادة. عن طلق بن قيس قال: قال أبو ذر رضي الله عنه: إذا صمت فتحفظ ما استطعت، وكان طلق إذا كان يوم صومه دخل فلم يخرج إلاّ لصلاة [أخرجه ابن أبي شيبة]. وكانوا حريصين على استثمار أوقاتهم، واغتنام ساعات الليل والنهار كما مر معنا. وكان أحدهم أشح على وقته من صاحب المال على ماله.
قيام الليل هو دأب الصالحين وتجارة المؤمنين وعمل الفائزين، وقد أدرك سلفنا الصالح هذه المعاني العظام، فنصبوا أقدامهم في محراب الإيمان، يمضون نهارهم بالصيام، ويحيون ليلهم بالقيام، فقد ذكر الذهبي عن أبي محمد اللبان أنه: "أدرك رمضان سنة سبع وعشرين وأربعمائة ببغداد فصلّى بالناس التراويح في جميع الشهر فكان إذا فرغها لا يزال يصلي في المسجد إلى الفجر"[3]. وكان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبة على مقلى ثم يقول: اللهم إن جهنم لا تدعني أنام فيقوم إلى مصلاه[4]، وعن السائب بن يزيد قال:" كَانُوا يَقُومُونَ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ فِى شَهْرِ رَمَضَانَ بِعِشْرِينَ رَكْعَةً - قَالَ - وَكَانُوا يَقْرَءُونَ بِالْمِئِينِ ، وَكَانُوا يَتَوَكَّئُونَ عَلَى عُصِيِّهِمْ فِى عَهْدِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ شِدَّةِ الْقِيَامِ "[5]. وعن داود بن الحصين عن عبد الرحمن بن هرمز قال: «فَ كَانَ الْقُرَّاءُ يَقُومُونَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي ثَمَانِ رَكَعَاتٍ، فَإِذَا قَامَ بِهَا الْقُرَّاءُ فِي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً رَأَى النَّاسُ أَنَّهُ قَدْ خَفَّفَ عَنْهُمْ »[6].
تأخيره للفطور إلى السحور: وذلك وفقًا لما ورد عن السيدة عائشة وأنس: (أنه صلى الله عليه وسلم كان في ليالي العشر يجعل عشاءه سحورًا) [8] الاعتكاف: كان النبي صلى الله عليه وسلم يلتز المسجد للاعتكاف، وهو من السنن المؤكدة عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فعن ابن عمر رضي الله عنهما: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان".
وعن ابن مسعود أنه كان يقول: من هذا المقبول منا فنهنِّيه، ومن هذا المحروم منا فنعزيه، أيها المقبول، هنيئًا لك! أيها المردود، جبر الله مصيبتك" [2]. أيها الأخ الصائم، انظر إلى أسلافك كيف كان حالهم عند خروج رمضان! وكيف كان حزنهم على فراق هذا الشهر المبارك، ولك فيهم أسوة؛ فاجتهد في هذا الشهر، وليكن هذا الاجتهاد مؤثرًا فيك في بقيَّة عمرك، وسَلْ نفسك سؤالاً هو: ماذا استفدت من رمضان؟ وهل أحدث رمضان تغييرًا في نفسك وسلوكك؟ نسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصيام والقيام. المصدر: موقع رمضانيات. أحوال السلف الصالح في رمضان- السلف في رمضان- مناسبات إسلامية| قصة الإسلام. [1] ابن رجب الحنبلي: لطائف المعارف ص209. [2] المصدر السابق ص209، 210.
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا نبذة عن حال نساء السلف في رمضان لقد كانت أحوال نساء السلف في شهر رمضان من الصحابيات والتابعيات هو حال الرسول -عليه الصلاة والسلام- وحال ما أخذته عنه زوجاته -رضوان الله عليهم-، حيث أخذوا عنه -صلى الله عليه وسلم- أن رمضان شهر للعبادة والطاعات والقربات. وهو شهر القرآن الذي ينبغي أن لا يضيع في غمرة الملهيات والمشغلات التي تضيع بها الأوقات المباركة، وتالياً نبذة عن جزء من حال أمهات المؤمنين من زوجات النبي -عليه الصلاة والسلام- مما أخذته عنهم نساء السلف الصالح في شهر رمضان المبارك. المحافظة على الصلاة المفروضة وصلاة التراويح والقيام كان نساء الصحابة في رمضان يحافظن على صلاة التراويح والقيام، وقد قال أبو يوسف القاضي في كتابه الآثار أن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- كانت تصلّي بالنساء في شهر رمضان في القيام، وقد كنّ كذلك يقتدين بنساء النبي فيما علمهم إياه -صلى الله عليه وسلم- من المحافظة على الصلوات المفروضة في اليوم والليلة في أوقاتها. حال السلف في رمضان ( فضل ذكرالله ..) - YouTube. [١] وعن الصحابية حجيرة بنت حصين -رضي الله عنها- قولها: (أمَّتْنا أمُّ سلَمةَ -رضِيَ اللَّهُ عنها- فِي صلاةِ العصرِ فقامَت بينَنا) ، [٢] وفي الحديث عندما تؤم المرأة النساء تقوم معهم في نفس الصف، ومما كان يفعله -صلى الله عليه وسلم-أيضاً أنه كان يجمع نساءه وبناته فيصلي بهن في الليل.