والقول الراجح عندي في هذه المسألة: أنه يحرم الاستقبال والاستدبار في الفضاء، ويجوز الاستدبار في البنيان دون الاستقبال، لأن النهي عن الاستقبال محفوظ ليس فيه تخصيص، والنهي عن الاستدبار مخصوص بالفعل، وأيضاً الاستدبار أهون من الاستقبال ولهذا -والله أعلم- جاء التخفيف فيه فيما إذا كان الإنسان في البنيان، والأفضل أن لا يستدبرها إن أمكن. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الحادي عشر - باب الاستنجاء. محمد بن صالح العثيمين كان رحمه الله عضواً في هيئة كبار العلماء وأستاذا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 61 37 190, 791
البحث في: ١ السؤال: ما حكم دخول الإنسان دورة المياه وفي جيبه مصحف أو تربة حسينية؟ الجواب: مكروه. ٢ السؤال: هل يجوز التخلّي في المرافق الصحيّة للمجمّعات الخاصّة؟ الجواب: لا يجوز التخلّي في هذه الأماكن إذا استلزم مزاحمة الساكنين أو الضرر، بل على الأحوط وجوباً ما لم تجر العادة بالتخلّي فيها. ٣ السؤال: نعلم باليقين أنّه لا يجوز استقبال أو استدبار القبلة عند قضاء الحاجة في العراء، ولكن هل يسري هذا الحكم كما هو عندما يكون المرحاض داخل غرفة مغلقة وهنالك حواجز من جميع الجهات؟ الجواب: الاحتياط الوجوبي في ترك الاستقبال والاستدبار حال التخلّي يشمل الصورة المفروضة أيضاً. ٤ السؤال: ما هو حكم وضع بيت الخلاء في اتّجاه القبلة؟ الجواب: الأحوط وجوباً عدم استقبال القبلة واستدبارها حال البول أو التغوّط، وكذلك الاستقبال بنفس البول أو الغائط وإن لم يكن الشخص مستقبلاً أو مستدبراً. نعم، إذا انحنى الشخص بمقدار عشرين درجة عن جهة القبلة مثلاً في الجلوس فلا بأس حينئذٍ. ٥ السؤال: هل يجب على الولي أو غيره من المكلّفين أن لا يستقبل ولا يستدبر القبلة بالطفل في حالة التخلّي؟ وهل يجب عليه أن يمنعه من مسّ كتابة القرآن والأسماء الحُسنى بغير طهارة؟ الجواب: لا يجب عليه ذلك.
وإلى هذا ذهب كثير من أهل العلم؛ جمعًا بين الأدلة، بحمل حديث أبي هريرة ونحوه على ما إذا كان قضاء الحاجة في الفصاء بلا ساتر، وحديث جابر بن عبد الله وابن عمر رضي الله عنهم على ما إذا كان في بنيان أو مع ساتر بينه وبين القبلة؛ ومن هذا يعلم جواز استقبال القبلة واستدبارها في قضاء الحاجة في المباني وكنفها.