إن امرأ القيس في البيت الأول يصف الليل بوصف غير عادي إذْ يصور الليل بأنه موج البحر الذي أرخى أستاره على الشاعر، لا لكي يسعده ويمتعه وإنما ليبتليه بأنواع الهموم، إنه يتصور الليل بسواده كأنه أمواج لا تنتهي من الأحزان والهموم، وعندما نبحث عن العلاقة الدلالية بين الليل وبين أمواج البحر فإننا سوف نصل إلى النتيجة التالية: أ - الليل = الخوف. ب - البحر = الخوف ج - الهموم = الحزن والابتلاء ويبدو واضحا مما ذكرناه أن الليل في معلقة امرئ القيس ليس هو الليل الرومانسي أو هو الليل العاطفي أو هو الليل المعروف. لا؛ إنه ليل طويل زمنيا ومعنويا، ليل تحتشد فيه الهموم والابتلاء واليأس منه ومن انجلائه، إنه ليل مهيمن على عالم الشاعر النفسي والخاص والعالم المحيط بالشاعر بحيث أن نجوم وثريات هذا الليل لا تتحرك أبدا إنه ليل سوداوي يتصف بكل معاني السوداوية حالكٌ سرمدي بهيم أثقل الشاعر بالهموم واليأس، ليل بائس لا يوجد فيه أي معنى أو بصيص لأي نور أو لأي بارقة أمل منه ترجى، ولا خلاص من همومه التي تتـرى، حتى ولو جاء الصباح، فإنه لا يري فيه أي أمل أو نهاية لمأساته أو همومه. وليل كموج البحر أرخى سدوله........... عليّ بأنواع الهموم ليبتلي فقلت له لما تمطى بصلبه................... و أردف أعجازا وناء بكلكل ألا أيها الليل الطويل ألا انجل............ قصيدة في قيام الليل - مدونة لاكي. بصبح وما الإصباح منك بأمثل فيا لك من ليل كأن نجومَه....... بأمراس كتان شُدَّتْ إلى صَمِّ جندل أو: لقد أثارت هذه الأبيات "أصحاب البلاغة".
و المقابل النشاط تطالعنا: ترتفع و تذهب الطل: الندي ذائبه: سائله و المقابل جمد و صلب المثالب:جمع مثلبة المعايب والعار. شعر عن الليل والسهر. الشرح: يصف الشاعر هنا الجيش الذي خرج للقاء العدو ويشبهه بظلام الليل في سواده وشموله، وهو يزحف بعدده الكثير الجرار وسلاحه القوي ورماحه الحمر الثعالب، هذا الجيش المخيف بعدده وعدته، خرج للقاء العدو منذ الغداة الباكرة، وهنا يرسمُ الشاعر لوحة كاملة لمشهد الطبيعة، فالشمس مازالت في ابتداء الشروق، وقطرات الندى لم تسقط بعد على أوراق الأشجار، وهذا دليل واضح على استعدادهم الكامل للحرب ورغبتهم الشديدة في قتال العدو. و الحاقهم الضرب و الموت و للعدو و العيب و العار لمن هرب منهم الجماليات: ( وجيش كجنح الليل) تشبيه بحيث يشبه الشاعر الجيش في كثرته بالليل المظلم الحالك. (ويزحف بالحصى …)، كناية عن كثرة عتادهم وعدتهم، (يسرع بالحصا -يزحف بالحصا) وقد وفق الشاعر في اختياره( يزحف)، فالزحف لا يكون إلا بتباطؤ لثقل فيهم، وهم يزحفون لكثرة ما يحملون من أسلحة ورماح. غدونا له والشمس في خدر أمها تطــالعنا والطل لم يجرِ دائبه نجده هنا يشبه الشمس المختفية والتي لم يظهر منها إلا شيئٌ يسير، بالفتاة المستترة وراء الخدر.
الليل والعين التي اسهرت الكثير من الشعراء في الماضي والحاضر، الليل الكئيب أو الليل الونيس إذا أقبل على الشاعر جعل عينيه تسمران حتى الصباح ويتضح ذلك جلياً في أغلب القصائد إما يكون الليل ومفرداته المعبرة في بداية القصيدة أو في أبيات تلي البيت الأول معبرة عن القلق الذي يبعثر هذه المفردات: الليل.. شعر عن الليل والشوق. السهر.. البارحة.. العين.. وغيرها من المفردات الشعبية التي تدل على الليل ومعانيه وسكون الليل يرحل بالشاعر إلى خياله الواسع ويعطي القصيدة صوراً تحمل معاني قوية تدل على ثقافة واسعة يمتلكها الشاعر.
فقام ذلك الشيخ فأنشد: يابن الحمارس قد نزلت بلادنا فأصبت منها مشرباً ومناما فبدأتنا ظلماً بعقر لقوحنا وأسأت لما أن نطقت كلاما فاعمد لأمر الرشد واجتنب الردى إنا نرى لك حرمة وذماما واغرم لصاحبنا لقوحاً متبعاً فلقد أصبت بما فعلت أثاما الله يعلم حيث يرفع عرشه إني لأكره أن أصيب أثاما أما ادعاؤك ما ادعيت فإنني جئت البلاد ولا أريد مقاما فأسمت فيها مالنا ونزاتها لأريح فيها ظهرنا أياما فليغد صاحبكم علينا نعطه ما قد سألت ولا نراه غراما ثم غرم للجن لقوحاً متبعا