هي أن تطهر النفس تطهيراً بالأخلاق الحميدة وأن تبتعد كل البعد عن أية أخلاق دنيئة لا سمح الله, وهذه أجابات من تفسير اية قد افلح من زكاها. تزكية النفس تزكية النفس هي الإيمان بالله تعالى وعدم الشرك به، ومن بعد إيمان العبد عليه أن يلتزم بما ويمتثل بما أمر الله وكذلك تجنب أن يقوم بالشرك بالله أبداً. الامتثال في الأوامر التي أمر بها الله هي طريق تزكية النفس وهي الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة، عندما يكون الإنسان يسيطر على غرائزه التي تتحكم به ينجو. الدنيا اختبار وهي سعادة وشقاء، ابتلاء وتحمل وصبر، حياة مسيرة وحياة باتخاذ القرارات، وهنا وضح القرآن الكريم في العديد من الآيات وتفسيرها معاني كثيرة. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الشمس - الآية 10. من هذه المعاني هي تزكية النفس وكيف أن اية قد افلح من زكاها يتبعها الكثير من الخير والقبول والايمان والاعتراف بوحدانية الله وحسن عبادته. اما العكس وهو وقد خاب من دساها وهنا يقصد النفس طبعاً أي من قام بإهمال نفسه أو تأخيرها أو عدم انصياعه للأوامر الربانية الواضحة فقد ذل وخاب. قد خاب ، قد فشل من دساها ، والدس هو الخمول عن الطاعة، هي طريقان طريق النجاة والفوز بالجنة والمغفرة والرحمة وطريق مظلم نسأل الله أن يبعدنا عنه.
قوله تعالى: ﴿فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها﴾ المراد برسول الله صالح (عليه السلام) نبي ثمود، وقوله: ﴿ناقة الله﴾ منصوب على التحذير، وقوله: ﴿وسقياها﴾ معطوف عليه. والمعنى فقال لهم صالح برسالة من الله: احذروا ناقة الله وسقياها ولا تتعرضوا لها بقتلها أو منعها عن نوبتها في شرب الماء، وقد فصل الله القصة في سورة هود وغيرها. قوله تعالى: ﴿فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها﴾ العقر إصابة أصل الشيء ويطلق على نحر البعير والقتل، والدمدمة على الشيء الإطباق عليه يقال: دمدم عليه القبر أي أطبقه عليه والمراد شمولهم بعذاب يقطع دابرهم ويمحو أثرهم بسبب ذنبهم. وقد خاب من دساها pdf. وقوله: ﴿فسواها﴾ الظاهر أن الضمير لثمود باعتبار أنهم قبيلة أي فسواها بالأرض أو هو تسوية الأرض بمعنى تسطيحها وإعفاء ما فيها من ارتفاع وانخفاض. وقيل: الضمير للدمدمة المفهومة من قوله: ﴿فدمدم﴾ والمعنى فسوى الدمدمة بينهم فلم يفلت منهم قوي ولا ضعيف ولا كبير ولا صغير. قوله تعالى: ﴿ولا يخاف عقباها﴾ الضمير للدمدمة أو التسوية، والواو للاستئناف أو الحال. والمعنى: ولا يخاف ربهم عاقبة الدمدمة عليهم وتسويتهم كما يخاف الملوك والأقوياء عاقبة عقاب أعدائهم وتبعته، لأن عواقب الأمور هي ما يريده وعلى وفق ما يأذن فيه فالآية قريبة المعنى من قوله تعالى: ﴿لا يسأل عما يفعل وهم يسألون﴾ الأنبياء: 23.
وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع ، عن نافع - عن ابن عمر - عن صالح بن سعيد ، عن عائشة: أنها فقدت النبي - صلى الله عليه وسلم - من مضجعه ، فلمسته بيدها ، فوقعت عليه وهو ساجد ، وهو يقول: " رب ، أعط نفسي تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها " تفرد به. حديث آخر: قال الإمام أحمد: حدثنا عفان ، حدثنا عبد الواحد بن زياد ، حدثنا عاصم الأحول ، عن عبد الله بن الحارث ، عن زيد بن أرقم قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " اللهم ، إني أعوذ بك من العجز والكسل والهرم ، والجبن والبخل وعذاب القبر. اللهم ، آت نفسي تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها. قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها. اللهم ، إني أعوذ بك من قلب لا يخشع ، ومن نفس لا تشبع ، وعلم لا ينفع ، ودعوة لا يستجاب لها ". قال زيد: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمناهن ونحن نعلمكوهن. رواه مسلم من حديث أبي معاوية ، عن عاصم الأحول ، عن عبد الله بن الحارث - وأبي عثمان النهدي ، عن زيد بن أرقم ، به.