فمثل هذه النصوص تحتاج إلى بيان وإيضاح وشرح، من أجل أن يسترشد أهل الإيمان، فيعرفون كيف يبذلون أنفسهم؟ وما هو السبيل الصحيح في ذلك؟ وإلا فإن مثل هذه النصوص قد يفهمها المبطل، ويحملها على مبتغاه وفهمه الفاسد، ومعروف أن الفِرَق عبر التاريخ، سواء كان الخوارج أو المعتزلة، أو غير ذلك، كانوا يستدلون ويحتجون بنصوص من القرآن، فحينما يُبيَّن محامل هذه الآيات، وكيف تُفهم على الوجه الصحيح، يكون ذلك سبيلاً لرشاد وعمل صالح صحيح يرضاه الله -تبارك وتعالى، فلا يُغرر أحد بنفسه. هذا وأسأل الله -تبارك وتعالى- أن ينفعنا وإياكم بالقرآن، ويجعلنا وإياكم هداة مهتدين. الشيخ محمد بن صالح العثيمين-تفسير القرآن الكريم-49b-12. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وذهاب أحزاننا، وجلاء همومنا. اللهم ذكِّرنا منه ما نُسِّينا، وعلمنا منه ما جهلنا، وارزقنا تلاوته آناء الليل، وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا. والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه. أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده برقم: (3282) ومسلم في البر والصلة والآداب، باب فضل من يملك نفسه عند الغضب برقم: (2610).
ومنها: الثناء على النار بالقدح ، لقوله: (( ولبئس المهاد)) ولاشك أن جهنم أنها بئس المهاد.
وفي التلقي مثل { أخذ الله ميثاق النبيين} [ آل عمران: 81] ومنه أخذ فلان بكلام فلان ، وفي الاحتواء والإحاطة يقال أخذته الحمى وأخذتهم الصيحة ، ومنه قوله هنا { أخذته العزة} أي احتوت عليه عزة الجاهلية. والعزة صفة يرى صاحبها أنه لا يقدر عليه غيره ولا يُعارض في كلامه لأجل مكانته في قومه واعتزازه بقوتهم قال السموأل:... وننكر إن شئنا على الناس قولهم ولا ينكرون القول حين نقول... ومنه العزة بمعنى القوة والغلبة وإنما تكون غالباً في العرب بسبب كثرة القبيلة ، وقد تغني الشجاعة عن الكثرة ومن أمثالهم: وإنما العزة للكاثر ، وقالوا: لن نغلب من قلة وقال السموأل وما ضَرَّنَا أَنا قليل وجَارُنا... عَزِيز وجَارُ الأَكْثَرِينَ ذَليل ومنها جاء الوصف بالعزيز كما سيأتي في قوله: { فاعلموا أن الله عزيز حكيم} [ البقرة: 209]. ف ( أَل) في ( العزة) للعهد أي العزة المعروفة لأهل الجاهلية التي تمنع صاحبها من قبول اللوم أو التغيير عليه ، لأن العزة تقتضي معنى المنعة فأخذ العزة له كناية عن عدم إصغائه لنصح الناصحين. وقوله: { بالإثم} الباء فيه للمصاحبة أي أخذته العزة الملابسة للإثم والظلم وهو احتراس لأن من العزة ما هو محمود قال تعالى: { ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين} [ المنافقين: 8] أي فمنعته من قبول الموعظة وأبقته حليف الإثم الذي اعتاده لا يرعوي عنه وهما قرينان.