ويحتمل: أن يكون التشبيه على ظاهره. ومعناه: أنه يموت مثل موت الجاهلي، وإن لم يكن هو جاهليًّا، أو أن ذلك ورد مورد الزجر والتنفير، وظاهره غير مراد، ويؤيد: أن المراد بالجاهلية التشبيه؛ اهـ. حكم مفارقة الجماعة لقصد التنزه ونحوه: قال الحافظ ابن رجب في "فتح الباري" (1/59): وإنما فسر بهذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من فارق الجماعة قيد شبر، فقد خلع رِقبة الإسلام من عنقه»؛ فإن الأوزاعي فسره بالبدعة يخرج إليها الرجل من الجماعة. فأما الخروج إلى البادية أحيانًا للتنزه ونحوه في أوقات الربيع وما أشبهه: فقد ورد فيه رخصة. ففي "سنن أبي داود"، عن المقدام بن شريح، عن أبيه أنه قال أنه سأل عائشة: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدو؟ فقالت: نعم إلى هذه التلاع، ولقد بدا مرة، فأتي بناقة مخرمة فقال: «اركبيها يا عائشة وأرفقي؛ فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، ولا نزع منه إلا شانه»، وخرَّج مسلم آخر الحديث دون أوله. حكم من مات وليس في عنقه بيعة. وورد النهي عنه: ففي "المسند"، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «هلاك أمتي في اللبن»، قيل: يا رسول الله: لله ما اللبن؟ قال: «تحبون اللبن وتدعون الجماعات والجمع وتبدون».
وها أنت ترى تقارب اللفظين وإفادتهما لمعنىً واحد في الظاهر, إلا أن هذا الظاهر غير مراد ـ قطعا ـ وذلك أن هذين الحديثين المراد بهما الإمامة العظمى التي من أهم شروطها قرشية النسب كما قال ـ صلى الله عليه ـ (( الأئمة من قريش)) أخرجه أحمد بسند صحيح. فمن اجتمعت فيه شروط الإمامة الشرعية العظمى وأركانها, ثم أجمع الناس قاطبة ـ تبعا لذلك ـ على إمامته ومبايعته تبعا لأهل الحل والعقد, فلايجوز أن يتخلف مسلم قادر عن ذلك, ومن فعل ذلك فقد طاله الوعيد الشديد الوارد في الحديث ( مات ميتة جاهلية). وبهذا التفسير الصحيح قال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ: قال الخلاّل في كتاب السنة (رقم 10): ( وأخبرني محمد بن أبي هارون أن إسحاق حدثهم أن أبا عبدالله سئل عن حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية) ما معناه ؟ قال أبو عبدالله ( أي الإمام أحمد): تدري ما الإمام ؟ الإمام الذي يجمع المسلمون عليه. ما معنى قول رسول الله من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية - موقع اسئلة وحلول. كلهم يقول: هذا إمام, فهذا معناه) قال المحقق في الحاشية: إسناد هذا التفسير للحديث صحيح, وقد أخرجه ابن هانئ في مسائله (2/185). كتاب السنة للخلال 1/80 رقم 10 تحقيق د. عطية الزهراني الناشر دار الراية بالرياض الطبعة الأولى 1410هـ هذا ما اقتضى واجب النصيحة بيانه والله ـ تعالى ـ أعلم.
فأقام ، فلما أصبحوا أغار خالد فلم يجد أحدا غير الرجل ، فأخذه وأخذ ماله. فبلغ عمارا الخبر ، فأتى خالدا فقال: خل عن الرجل ، فإنه قد أسلم ، وإنه في أمان مني. فقال خالد: وفيم أنت تجير ؟ فاستبا وارتفعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأجاز أمان عمار ، ونهاه أن يجير الثانية على أمير. فاستبا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال خالد: يا رسول الله ، أتترك هذا العبد الأجدع يسبني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا خالد ، لا تسب عمارا ، فإنه من يسب عمارا يسبه الله ، ومن يبغضه يبغضه الله ومن يلعن عمارا يلعنه الله " فغضب عمار فقام ، فتبعه خالد حتى أخذ بثوبه فاعتذر إليه ، فرضي عنه ، فأنزل الله عز وجل قوله: ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) وهكذا رواه ابن أبي حاتم ، من طريق عن السدي ، مرسلا. ورواه ابن مردويه من رواية الحكم ابن ظهير ، عن السدي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، فذكره بنحوه والله أعلم. وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس: ( وأولي الأمر منكم) يعني: أهل الفقه والدين. من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة، فمات، ماتَ مِيتةً جاهلية. وكذا قال مجاهد ، وعطاء ، والحسن البصري ، وأبو العالية: ( وأولي الأمر منكم) يعني: العلماء. والظاهر - والله أعلم - أن الآية في جميع أولي الأمر من الأمراء والعلماء ، كما تقدم.
والمراد من اعتزال الناس زمن الفرقة: ما ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله في [الفتح] عن الطبري أنه قال: (متى لم يكن للناس إمام فافترق الناس أحزابا فلا يتبع أحدا في الفرقة، ويعتزل الجميع إن استطاع ذلك ، خشية من الوقوع في الشر). ومتى وجد جماعة مستقيمة على الحق لزمه الانضمام إليها، وتكثير سوادها، والتعاون معها على الحق؛ لأنها والحال ما ذكر هي جماعة المسلمين بالنسبة إلى ذلك الرجل وذلك المكان. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
وفي إسناده: ابن لهيعة، وإن صح فيحمل على إطالة المقام بالبادية مدة أيام كثرة اللبن كلها، وهي مدة طويلة يدعون فيها الجمع والجماعات؛ اهـ. [1] أي: صحيح مسلم، فقد أخرجه برقم (4786)، وساقه المؤلف مختصرًا.
فيحتمل أن يكون هذا على سبيل الغلبة وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة معنى كأن رأسه زبيبة هذا أقبح في الصفة بمعنى أن شعره صغير ملتف أسود، أو يميل إلى السواد مع حمرة كالزبيب، الشعرة الواحدة أو مجموع الشعرات تجتمع وتلتف فتكون كأنها زبيبة، فهذه صفة غير مستحسنة فهو له شعر بهذه الصفة. هذا ليس من الأوصاف المحمودة ومع ذلك يقول: اسمعوا وأطيعوا. وهكذا في حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك، وأثرة عليك. عليك السمع والطاعة ، وهذه الصيغة عليك كذا: للوجوب، تدل على الوجوب، عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ، عسرك ويسرك: يعني في فقرك وغناك، ومنشطك ومكرهك وأثرةٍ عليك ، ومنشطك يعني: فيما تحب وتنشط له، وتقبل عليه النفس، ومكرهك يعني حينما تتباطأ النفس وتستثقل ذلك، وأثرةٍ عليك يعني وإن حصل أثرة بأن استأثر على الدنيا والمال، ولم يوصل إليك حقك؛ لأن كل أحد -كما هو معلوم- من المسلمين له حق في بيت مالهم، فيقول: وإن حصلت هذه الأثرة فإنه لا يحل لك أن تنزع يدًا من طاعة، والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.