ومع مواجهة المتهمين بالأدلة والشهود انتهى بهم الأمر إلى أن اعترفوا بارتكاب هذه الجرائم. تم توجيه جريمة القتل العمد والسرقة لكل من: ريا وزوجها حسب الله، وسكينة وزوجها محمد عبد العال، وشخصين آخرين باسم عرابي وعبد الرزاق. وقضت محكمة جنايات الإسكندرية بإعدامهم جميعا، كما شمل الحكم حكما بسجن الصائغ الذي كان يشتري الذهب المسروق من الشقيقتين لمدة خمسة أعوام، في حين برأت المحكمة ثلاثة أشخاص آخرين كانوا على علاقة بالمجرمين وتم إخلاء سبيلهم، وتم تنفيذ الحكم فيهم بتاريخ 21 – 22 ديسمبر عام ١٩٢١. اللحظات الأخيرة لـ«السفاحين» على «طبلية» الإعدام لم تكن شمس يوم الأربعاء ٢١ ديسمبر ١٩٢١، تشرق حتى رفعت الرايات السوداء على سارية سجن الحضرة إعلانًا بأن حكمًا بالإعدام سيتم تنفيذه. وفى السابعة والنصف، اصطفت هيئة التنفيذ أمام غرفة الإعدام وجاء حراس السجن بـ "ريا"، أول امرأة في تاريخ مصر سينفذ فيها حكم الإعدام. أخر كلمات قالتها ريا وسكينة قبل الشنق.. «أنا جدعة وهتشنق محل الجدعان وقتلت 17». كانت ترتدي ملابس الإعدام الحمراء وعلى رأسها طاقية بيضاء، تسير بأقدام ثابتة، إلا أنها كانت ممتقعة اللون خائرة القوى وقد استمعت بصمت إلى حكم الإعدام الذى تلى عليها. مأمور السجن، ثم سألها "محمد حداية" باشا محافظ الاسكندرية إذا كانت تحتاج إلى شيء، فقالت إنها تريد رؤية ابنتها "بديعة"، فأخبره المأمور أنها زارتها قبل يومين، فقالت: "يعنى ماشوفش بنتى؟! "
وتعد قضية ريا وسكينة اول حالة لإعدام نساء في تاريخ مصر الحديث والمعاصر حيث كان المتعارف عليه في ذلك الوقت بحسب كلام د عبد الوهاب هو سجن النساء فقط مهما بلغو من جرائم أو مارسواعنف ، نظرا لوضعية المرأة وعدم بلوغ كثر من القضايا إلي المحاكم تخص النساء في الجرائم الجنائية. اول ضحية مرصعة بالذهب خضرة محمد الالمي وكيل النيابة لم يكن عضو في جمعية الصداقة البريطانية ويقول عبد الوهاب إن عند البحث والتنقيب تكون الحقائق دائمًا مختلفة، فقد كان أول من حقق في القضية هو كامل بيه عزيز، وكان معه اثنين من وكلاء نيابة الإسكندرية وهم، محمد رياض و كمال أبو استيت، ثم تولى بعدها وكيل النيابة العمومية سليمان بك عزت، وكان من القاهرة.. وتم انتدابه للتحقيق في القضية بعد تقاعس المجموعة الأولى والبطء في إجراءات التحقيق. بديعــه بنت ريــا ... ماذا بعــد إعــدام أسرتها ؟؟؟؟؟ - حكــاوينـــا. وينفي الدكتور محمد صحة انتماء سليمان عزت وكيل النيابة الذي تولي التحقيقيق في القضية إلى جمعية الصداقة المصرية البريطانية التي أسسها أمين عثمان وزير المالية في 1930م وصاحب مقولة "مصر وبريطانيا تزوجا زواجًا كاثوليكياً" واغتيل بعدها في عام 1946م. وأوضح أنه كان سن أمين عثمان في ذلك الوقت ثمانية عشر عاما، وكان في بداية حياته، أما سليمان عزت فقد بلغ من العمر أربعين عامًا عند لتحقيق في القضية.
ِ بديعــه بنت ريــا... ماذا بعــد إعــدام أسرتها ؟؟؟؟؟ لا تخفى قصة ريا وسكينة على أحد، السفاحتان اللتان قتلتا النساء بمشاركة أزواجهن، من أجل الحصول على المجوهرات والحلي ، ولكن قلة منا يعرف ماذا حدث بعد صدور حكم الإعدام وتنفيذه على الشخصيات الأربعة "( ريا، سكينة، حسب الله، عبد العال). بديعة بنت ريا وسكينة. من المعروف أن من قام بالاعتراف على ريا وسكينة ، هي "بديعة ابنة ريا " التي كانت تكن لأمها حباً جما ًبالرغم من تصرفات الأم البشعة معها. في هذا التقرير سنسلط الضوء على شخصية "بديعة " الطفلة التي عانت من ويلات الظلم والفقر المجتمعي والجفاف العاطفي من قبل أسرتها ومن الذنب الكبير الذي حملته في قلبها بسبب ما فعلته بعائلتها ، ماذا حصل لابنة ريا بعد اعدام أسرتها ؟ حقيقة لا يعرفها البعض. بديعة هي الابنة الوحيدة لريا وحسب الله ولم ينجب والديها غيرها ويقال أن ريا قد سبق وأن حملت قبلها وبعدها بما يقارب ال10 أطفال ولكن جميعهم ماتوا إما بعد الولادة مباشرة أو أن تكون قد أجهضتهم في فترة الحمل، حياة بديعة الطفلة البريئة كانت مأساوية جداً، فأي طفل في عمرها يملك أحلام ورغبات أقصاها امتلاك لعبة أو الحصول على فستان أو حذاء جديد، وفي الحقيقة أن بديعة كانت طفلة عادية جداً بالرغم من وجودها في بيئة قذرة بسبب الفقر الذي أحاط بعائلتها و فساد أخلاقهم ومبادئهم.