كم عدد اصول العقيدة الاسلامية ؟ فالدّين الإسلامي هو الدّين الحقّ الذي يتكون من عقائد معقودة في القلب، لا يَصح العمل من دونها، وشرائع تحتوي من الأحكام والمعاملات ما تخصّ الفرد المسلم والمجتمع الإسلامي كالصّلاة و الصّيام والبيع والشّراء، وسيتكلم هذا المقال عن سؤالٍ يُطرح في العلوم الشرعية، وهو كم عدد أصول العقيدة الإسلامية.
[٤] خصائص العقيدة الإسلامية بما أنّ مصدر العقيدة من القرآن الكريم والسنة النبوية، فإنَّ هذا جعل العقيدة الإسلامية تتفرَّد بمجموعة من الخصائص التي ميَّزتها عن باقي العقائد ذات المصدر البشري، وفيما يأتي بيان لخصائص العقيدة الإسلامية: [٥] توقيفية أي إنَّ العقيدة الإسلامية مصدرها موقوفٌ على الكتاب والسنة، فما ترك لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمراً إلاَّ وبيّنه لنا، وليس لأحدٍ أن يُحدِث في أمرنا هذا ما ليس منه، فقد كَمُل الدين وانقطع الوحي. غيبية: أي إنَّها تتناول مسائل لا يعلمها إلاّ الله -تعالى-، وأوحى بها إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومثال ذلك: تتناول العقيدة الإسلامية مسائل عن صفات الله -تعالى-. الحديث عن الأنبياء السابقين، وصفات الملائكة. الجديد من كتب الفقه الإسلامي (23) | الشيخ محمد خير رمضان يوسف. الحديث عن الجنة والنار. وكلُّها مسائل لم نطلع عليها ولا يمكن أن ندركها بالعقل، ولكننا نؤمن بها لأنّها ثابتة في القرآن الكريم والسنة النبوية، قال -تعالى- في مدح المؤمنين الذين يؤمنون بالغيب: ( الم* ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِين* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُون).
في مقالنا لهذا اليوم " عدد اصول العقيدة الاسلامية"، تعرفنا على إجابة سال يتكرر دوماً في كتاب التوحيد مع الطلاب في المراحل الدراسية المختلفة، والذي يسأل عن عدد أركان الإيمان، أو بالشكل الأخر للسؤال، يسأل عن عدد اصول العقيدة الاسلامية، والتي هي بحد ذاتها أركان الإيمان التي تحدثت عنهم العقيدة الإسلامية الحنيفة، والتي لا يعرفها الكثير من الطلاب في المدارس.
بتصرّف. ↑ محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة 1)، صفحة 211، جزء 1. بتصرّف. ↑ محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة 1)، صفحة 399، جزء 1. بتصرّف. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة العقدية الدرر السنية ، صفحة 20، جزء 1. بتصرّف. ↑ غير معروف، أهمية العقيدة في حياة الإنسان ، صفحة 3. بتصرّف.
لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123) قال قتادة: ذكر لنا أن المسلمين وأهل الكتاب افتخروا ، فقال أهل الكتاب: نبينا قبل نبيكم ، وكتابنا قبل كتابكم ، فنحن أولى بالله منكم. وقال المسلمون: نحن أولى بالله منكم نبينا خاتم النبيين ، وكتابنا يقضي على الكتب التي كانت قبله فأنزل الله: ( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به) ( ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن [ واتبع ملة إبراهيم حنيفا]) الآية. فأفلج الله حجة المسلمين على من ناوأهم من أهل الأديان. وكذا روي عن السدي ، ومسروق ، والضحاك وأبي صالح ، وغيرهم وكذا روى العوفي عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية: تخاصم أهل الأديان فقال أهل التوراة: كتابنا خير الكتب ، ونبينا خير الأنبياء. وقال أهل الإنجيل مثل ذلك. وقال أهل الإسلام: لا دين إلا الإسلام. وكتابنا نسخ كل كتاب ، ونبينا خاتم النبيين ، وأمرتم وأمرنا أن نؤمن بكتابكم ونعمل بكتابنا. تفسير سورة النساء: ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب. فقضى الله بينهم فقال: ( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به) وخير بين الأديان فقال: ( ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن [ واتبع ملة إبراهيم حنيفا]) إلى قوله: ( واتخذ الله إبراهيم خليلا) وقال مجاهد: قالت العرب: لن نبعث ولن نعذب.
طريق أخرى: قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم ، حدثنا أبو القاسم ، حدثنا سريج بن يونس ، حدثنا أبو معاوية ، عن محمد بن إسماعيل ، عن محمد بن زيد بن المهاجر ، عن عائشة قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: ( من يعمل سوءا يجز به) قال: " إن المؤمن يؤجر في كل شيء حتى في الفيظ عند الموت ". وقال الإمام أحمد: حدثنا حسين ، عن زائدة ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كثرت ذنوب العبد ، ولم يكن له ما يكفرها ، ابتلاه الله بالحزن ليكفرها عنه ". لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ - عيون العرب - ملتقى العالم العربي. حديث آخر: قال سعيد بن منصور ، عن سفيان بن عيينة ، عن عمر بن عبد الرحمن بن محيصن ، سمع محمد بن قيس بن مخرمة ، يخبر أن أبا هريرة ، رضي الله عنه ، قال: لما نزلت: ( من يعمل سوءا يجز به) شق ذلك على المسلمين ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سددوا وقاربوا ، فإن في كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى الشوكة يشاكها ، والنكبة ينكبها ". وهكذا رواه أحمد ، عن سفيان بن عيينة ، ومسلم والترمذي والنسائي ، من حديث سفيان بن عيينة ، به ورواه ابن مردويه من حديث روح ومعتمر كلاهما ، عن إبراهيم بن يزيد عن عبد الله بن إبراهيم ، سمعت أبا هريرة يقول: لما نزلت هذه الآية: ( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به) بكينا وحزنا وقلنا: يا رسول الله ، ما أبقت هذه الآية من شيء.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق جويبر عن الضحاك قال: افتخر أهل الأديان، فقالت اليهود: كتابنا خير الكتب وأكرمها على الله، ونبينا أكرم الأنبياء على الله موسى خلا به وكلمه نجيا، وديننا خير الأديان. وقالت النصارى: عيسى خاتم النبيين، آتاه الله التوراة والإنجيل، ولو أدركه محمد تبعه، وديننا خير الدين. لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ – التفسير الجامع. وقالت المجوس وكفار العرب: ديننا أقدم الأديان وخيرها. وقال المسلمون: محمد رسول الله خاتم الأنبياء وسيد الرسل، والقرآن آخر ما نزل من عند الله من الكتب، وهو أمير على كل كتاب، والإسلام خير الأديان، فخير الله بينهم فقال: {ليس بأمانيكم ولا أمانيِّ أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به} يعني بذلك اليهود والنصارى والمجوس وكفار العرب، ولا يجد له من دون الله وليًا ولا نصيرًا، ثم فضل الإسلام على كل دين فقال: {ومن أحسن دينًا ممن أسلم وجهه لله} [النساء: 125] الآية. وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال: قال أهل التوراة: كتابنا خير الكتب أنزل قبل كتابكم، ونبينا خير الأنبياء. وقال أهل الإنجيل مثل ذلك، وقال أهل الإسلام: كتابنا نسخ كل كتاب، ونبينا خاتم النبيين، وأمرتم وأمرنا أن نؤمن بكتابكم ونعمل بكتابنا، فقضى الله بينهم فقال: {ليس بأمانيكم ولا أمانيِّ أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به} وخير بين أهل الأديان فقال: {ومن أحسن دينًا ممن أسلم وجهه} [النساء: 125] الآية.
فوائد لغوية وإعرابية: قال ابن عادل: قرأ أبو جَعْفَر المَدَنِي {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ ولا أَمَانِيِّ} بتخفيف الياء فيهما جميعًا، واعلم: أن «لَيْسَ» فعْلٌ، فلابد من اسْمٍ يكون هو مُسْندًا إليه، وفيه خلافٌ: فقيل: يَعُود ضَمِيرُها على مَلْفُوظٍ به، وقيل: يَعُود على ما دَلَّ عليه اللَّفْظُ من الفِعْل وقيل: يَدُلُّ عليه سَبَبُ الآيَةِ. فأمَّا عَودْهُ على مَلْفُوظٍ بِهِ فقيل: هو الوَعْدُ المتقدِّم في قوله: {وعد الله} وهذا اختيار الزَّمَخْشَرِي؛ قال: «في لَيْس ضَمِيرُ وعدِ الله أي: لَيْس يُنالُ ما وعد الله من الثَّواب بأمانِيِّكم ولا بأمَاني أهل الكِتَابِ، والخطابُ للمُسْلِمين؛ لأنَّه لا يُؤمن بوعِد الله إلا مَنْ آمَن بِهِ». وأمَّا عَوْدُه على ما يَدُلُّ عليه اللَّفْظ، فقيل: هو الإيمان المَفْهُومُ من قوله: {والذين آمنوا} وهو قولُ الحسن، وعنه: «ليس الإيمانُ بالتَّمَنِّي». وأمَّا عودُه على ما يَدُلُّ عليه السَببُ، فقيل: يعودُ على مُجَاوَرةِ المُسْلِمين مع أهلِ الكِتَابِ، وذلك أنَّ بعضهم قال: «دينُنا قبل دينِكُم، ونبيُّنَا قبل نَبيِّكم؛ فنحن أفضلُ» ، وقال المُسْلِمُون: «كتابُنا يَقْضِي على كِتابِكم، ونبينا خَاتَمُ الأنْبِياء» فنزلت.
وقوله ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا زيادة تأكيد ، لرد عقيدة من يتوهم أن أحدا يغني عن عذاب الله. والولي هو المولى ، أي المشارك في نسب القبيلة ، والمراد به المدافع عن قريبه ، والنصير الذي إذا استنجدته نصرك ، أو الحليف ، وكان النصر في الجاهلية بأحد هذين النوعين. [ ص: 210] ووجه قوله من ذكر أو أنثى قصد التعميم والرد على من يحرم المرأة حظوظا كثيرة من الخير من أهل الجاهلية أو من أهل الكتاب. وفي الحديث وليشهدن الخير ودعوة المسلمين. و " من " لبيان الإبهام الذي في من الشرطية في قوله ومن يعمل من الصالحات. وقرأ الجمهور " يدخلون " بفتح التحتية وضم الخاء. وقرأه ابن كثير ، وأبو عمرو ، وأبو بكر عن عاصم ، وأبو جعفر ، وروح عن يعقوب بضم التحتية وفتح الخاء على البناء للنائب.
حديث آخر: قال سعيد بن منصور: أنبأنا عبد الله بن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ، أن بكر بن سوادة حدثه ، أن يزيد بن أبي يزيد حدثه ، عن عبيد بن عمير ، عن عائشة: أن رجلا تلا هذه الآية: ( من يعمل سوءا يجز به) فقال: إنا لنجزى بكل عمل ؟ هلكنا إذا. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " نعم ، يجزى به المؤمن في الدنيا ، في نفسه ، في جسده ، فيما يؤذيه ". طريق أخرى: قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي ، حدثنا سلمة بن بشير ، حدثنا هشيم ، عن أبي عامر ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله ، إني لأعلم أشد آية في القرآن. فقال: " ما هي يا عائشة ؟ " قلت: ( من يعمل سوءا يجز به) فقال: " هو ما يصيب العبد المؤمن حتى النكبة ينكبها ". رواه ابن جرير من حديث هشيم ، به. ورواه أبو داود ، من حديث أبي عامر صالح بن رستم الخزاز به. طريق أخرى: قال أبو داود الطيالسي: حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أمية أنها سألت عائشة عن هذه الآية: ( من يعمل سوءا يجز به) فقالت: ما سألني عن هذه الآية أحد منذ سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " يا عائشة ، هذه مبايعة الله للعبد ، مما يصيبه من الحمى والنكبة والشوكة ، حتى البضاعة يضعها في كمه فيفزع لها ، فيجدها في جيبه ، حتى إن المؤمن ليخرج من ذنوبه كما يخرج التبر الأحمر من الكير ".
Skip to content الرئيسية كتاب التفسير الجامع سورة النساء (24-147) الآية رقم (123) - لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا القضيّة ليست بأمانينا ولا بأمانيّ أهل الكتاب؛ أي ليس بأمانيّ كلّ الأديان، ليست القضيّة أمانيّ، مثلاً أنا أتمنّى أن يكون مصيري إلى الجنّة، لا، فالقضيّة واحدةٌ، ﴿ مَن يَعْمَلْ ﴾ القصّة فيها عملٌ، وبالإيمان لا يوجد أمانيّ لا منّا ولا من أهل الكتاب ولا من كلّ الأديان. المعادلة الأساسيّة الّتي جاءت بها كلّ الأديان السّماويّة على الإطلاق بيّنها الله سبحانه وتعالى هنا بشكلٍ لا يقبل اللّبس أبداً: من يعمل سوءاً سيكون جزاؤه على السّوء، فالقضيّة هي ما بين أن تعمل صالحاً أو سيّئاً، هذه دعوة الأديان، فكيف تقول: إنّ دين الإسلام أو أيّ دينٍ من الأديان يدعو إلى الكراهية أو إلغاء الآخر أو القتل أو التّطرّف والتّشدّد؟! ﴿ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا ﴾: من يعمل السّوء كائناً من كَان، لا بأمانينا ولا بأمانيّ أهل الكتاب.