الجلالين الطبري ابن كثير القرطبي البيضاوي البغوي فتح القدير السيوطي En1 En2 20 - (ثم السبيل) أي طريق خروجه من بطن أمه (يسره) قوله تعالى: " ثم السبيل يسره " يقول: ثم يسره للسبيل ، يعني للطريق. واختلف أهل التأويل في السبيل الذي يسره لها ، فقال بعضهم: هو خروجه من بطن أمه. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد ، قال: ثني أبي ، قال: ثني عمي ، قال: ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس " ثم السبيل يسره " يعني بذلك خروجه من بطن أمه يسره له. حدثني ابن حميد ، قال: ثنا مهران ، عن سفيان ، عن إسماعيل ، عن أبي صالح " ثم السبيل يسره " قال: سبيل الرحم. حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا مهران عن سفيان ، عن السدي " ثم السبيل يسره " قال: خروجه من بطن أمه. حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال: ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة " ثم السبيل يسره " قال: خروجه من بطن أمه. ثم السبيل يسره – جريدة المنصة الاخبارية. حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة " ثم السبيل يسره " قال: أخرجه من بطن أمه. وقال آخرون: بل معنى ذلك: طريق الحق والباطل ، بيناه له وأعلمناه ، وسهلنا له العمل به. حدثنا أبو كريب ، قال: ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد " ثم السبيل يسره " قال: هو كقوله " إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا " [ الإنسان: 3].
{ ثم شققنا الأرض شقا} أي بالنبات { فأنبتنا فيها حبا} أي قمحا وشعيرا وسلتا وسائر ما يقصد ويدخر { وعنبا وقضبا} وهو القت والعلف، عن الحسن: سمو، بذلك لأنه يقضب أي يقطع بعد ظهوره مرة بعد مرة. قال القتبي وثعلب: وأهل مكة يسمون القت القضب. وقال ابن عباس: هو الرطب لأنه يقضب من النخل: ولأنه ذكر العنب قبله. وعنه أيضا: أنه الفصفصة وهو القت الرطب. وقال الخليل: القضب الفِصْفِصْة الرطبة. وقيل: بالسين، فإذا يبست فهو قت. قال: والقضب: اسم يقع على ما يقضب من أغصان الشجرة، ليتخذ منها سهام أو قسي. القران الكريم |ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ. ويقال: قضبا،يعني جميع ما يقضب، مثل القت والكراث وسائر البقول التي تقطع فينبت أصلها. وفي الصحاح: والقضة والقضب الرطبة، وهي الإسفست بالفارسية، والموضع الذي ينبت فيه مقضبة. { وزيتونا} وهي شجرة الزيتون { ونخلا} يعني النخيل { وحدائق} أي بساتين واحدها حديقة. قال الكلبي: وكل شيء أحيط عليه من نخيل أو شجر فهو حداقة، وما لم يحط عليه فليس بحديقة. { غلبا} عظاما شجرها؛ يقال: شجرة غلباء، ويقال للأسد: الأغلب؛ لأنه مصمت العنق، لا يلتفت إلا جميعا؛ قال العجاج: ما زلت يوم البين ألوي صَلَبي ** والرأس حتى صرت مثل الأغلب ورجل أغلب بين الغلب إذا كان غليظ الرقبة.
⁕ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ﴿ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ﴾ قال: خروجه من بطن أمه. ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ﴿ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ﴾ قال: أخرجه من بطن أمه. وقال آخرون: بل معنى ذلك: طريق الحق والباطل، بيَّناه له وأعلمناه، وسهلنا له العمل به. ⁕ حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد ﴿ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ﴾ قال: هو كقوله: ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾. ⁕ حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ﴿ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ﴾ قال: على نحو ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ﴾. ⁕ حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: سبيل الشقاء والسعادة، وهو كقوله: ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ﴾. الباحث القرآني. ⁕ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة قال: قال الحسن، في قوله: ﴿ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ﴾ قال: سبيل الخير. ⁕ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ﴿ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ﴾ قال: هداه للإسلام الذي يسَّره له، وأعلمه به، والسبيل سبيل الإسلام.
والأصل في الوصف بالغلب: الرقاب فاستعير؛ قال قال عمرو بن معدي كرب: يمشي بها غُلب الرقاب كأنهم ** بزل كُسِين من الكحيل جِلالا وحديقة غلباء: ملتفة وحدائق غلب. وأغلولب العشب: بلغ وألتف البعض بالبعض. قال ابن عباس: الغلب: جمع أغلب وغلباء وهي الغلاظ. وعنه أيضا الطوال. قتادة وابن زيد: الغلب: النخل الكرام. وعن ابن زيد أيضا وعكرمة: عظام الأوساط والجذوع. مجاهد: ملتفة. { وفاكهة} أي ما تأكله الناس من ثمار الأشجار كالتين والخوخ وغيرهما { وأبا} هو ما تأكله البهائم من العشب، قال ابن عباس والحسن: الأب: كل ما أنبتت الأرض، مما لا يأكله الناس، ما يأكله الآدميون هو الحصيد؛ ومنه قول الشاعر في مدح النبي صلى الله عليه وسلم: له دعوة ميمونة ريحها الصبا ** بها ينبت الله الحصيدة والأبا وقيل: إنما سمي أبا؛ لأنه يؤب أي يوم وينتجع. والأب والأم: أخوان؛ قال: جذمنا قيس ونجد دارنا ** ولنا الأب به والمكرع وقال الضحاك: والأب: كل شيء ينبت على وجه الأرض. وكذا قال أبو رزين: هو النبات. يدل عليه قول ابن عباس قال: الأب: ما تنبت الأرض مما يأكل الناس والأنعام. وعن ابن عباس أيضا وابن أبي طلحة: الأب: الثمار الرطبة. وقال الضحاك: هو التين خاصة.
وقال ابن عباس أيضاً: غلبا الشجر الذي يستظل به, وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس "وحدائق غلباً" أي طوال, وقال عكرمة: غلباً أي غلاظ الأوساط. وفي رواية غلاظ الرقاب, ألم تر إلى الرجل إذا كان غليظ الرقبة قيل: والله إنه لأغلب, رواه ابن أبي حاتم وأنشد ابن جرير للفرذدق: عوى فأثأر أغلب ضيغمياً فويل ابن المراغة ما استثار وقوله تعالى: "وفاكهة وأباً" أما الفاكهة فكل ما يتفكه به من الثمار, قال ابن عباس: الفاكهة كل ما أكل رطباً, والأب, ما أنبتت الأرض مما تأكله الدواب ولا يأكله الناس, وفي رواية عنه: هو الحشيش للبهائم. وقال مجاهد وسعيد بن جبير وأبو مالك: الأب الكلأ, وعن مجاهد والحسن وقتادة وابن زيد: الأب للبهائم كالفاكهة لبني آدم, وعن عطاء: كل شيء نبت على وجه الأرض فهو أب. وقال الضحاك: كل شيء أنبتته الأرض سوى الفاكهة فهو الأب. وقال ابن إدريس عن عاصم بن كليب عن أبيه عن ابن عباس: الأب نبت الأرض مما تأكله الدواب ولا يأكله الناس. ورواه ابن جرير من ثلاث طرق عن ابن إدريس ثم قال: حدثنا أبو كريب وأبو السائب قالا: حدثنا ابن إدريس, حدثنا عبد الملك عن سعيد بن جبير قال: عد ابن عباس وقال: الأب ما أنبتت الأرض للأنعام وهذا لفظ حديث أبي كريب.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ) قال: على نحو إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: سبيل الشقاء والسعادة، وهو كقوله: إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة قال: قال الحسن، في قوله: ( ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ) قال: سبيل الخير. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ( ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ) قال: هداه للإسلام الذي يسَّره له، وأعلمه به، والسبيل سبيل الإسلام. وأولى التأويلين في ذلك عندي بالصواب قول من قال: ثم الطريق، وهو الخروج من بطن أمه يسَّره. وإنما قلنا ذلك أولى التأويلين بالصواب، لأنه أشبههما بظاهر الآية، وذلك أن الخبر من الله قبلها وبعدها عن صفته خلقه وتدبيره جسمه، وتصريفه إياه في الأحوال، فالأولى أن يكون أوسط ذلك نظير ما قبله وما بعده.
تفسير الجلالين { قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين}. تفسير الطبري وَقَالَ: { فَبِعِزَّتِك لَأُغْوِيَنهمْ أَجْمَعِينَ} يَقُول تَعَالَى ذِكْره: قَالَ إِبْلِيس: فَبِعِزَّتِك: أَيْ بِقُدْرَتِك وَسُلْطَانك وَقَهْرك مَا دُونك مِنْ خَلْقك { لَأُغْوِيَنهمْ أَجْمَعِينَ} يَقُول: لَأُضِلَّن بَنِي آدَم أَجْمَعِينَ. 23105 - حَدَّثَنَا بِشْر, قَالَ: ثنا يَزِيد, قَالَ: ثنا سَعِيد, عَنْ قَتَادَة { قَالَ فَبِعِزَّتِك لَأُغْوِيَنهمْ أَجْمَعِينَ} قَالَ: عَلِمَ عَدُوّ اللَّه أَنَّهُ لَيْسَتْ لَهُ عِزَّة. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة ص - الآية 83. وَقَالَ: { فَبِعِزَّتِك لَأُغْوِيَنهمْ أَجْمَعِينَ} يَقُول تَعَالَى ذِكْره: قَالَ إِبْلِيس: فَبِعِزَّتِك: أَيْ بِقُدْرَتِك وَسُلْطَانك وَقَهْرك مَا دُونك مِنْ خَلْقك { لَأُغْوِيَنهمْ أَجْمَعِينَ} يَقُول: لَأُضِلَّن بَنِي آدَم أَجْمَعِينَ. ' تفسير القرطبي قوله تعالى: { قال يا إبليس ما منعك} أي صرفك وصدك { أن تسجد} أي عن أن تسجد { لما خلقت بيدي} أضاف خلقه إلى نفسه تكريما له، وإن كان خالق كل شيء وهذا كما أضاف إلى نفسه الروح والبيت والناقة والمساجد. فخاطب الناس بما يعرفونه في تعاملهم، فإن الرئيس من المخلوقين لا يباشر شيئا بيده إلا على سبيل الإعظام والتكرم، فذكر اليد هنا بمعنى هذا.
مراقبة الله، واللُّجوء إليه بالدُّعاء بأن يجعله من العباد المخلِصين. الاهتمام بأعمال القلوب وإصلاحها. مجاهدة النَّفس عند رُكونها إلى الكسل والشَّهوات. محاسبةُ النَّفس قبل العمل، وأثناء العمل، وبعد العمل. اتِّخاذ خبيئة من الأعمال بينك وبين الله، لا يعلمها أحد. الاستعانة بطاعة الله من خلال الإكثار من الصيام، والقيام، وصدقة السِّر. إدراك قبح الرِّياء وأضراره على النَّفس في الدنيا والآخرة. الزُّهد في مدح النَّاس وثنائهم، وقَطعُ الطَّمع عمَّا في أيديهم. قراءة سيرة المخلصين من سلف الأمة، والاعتبار بفلاحهم، ومحاولة الاقتداء بهم. الحرص على أعمال القلوب؛ فمعلومٌ أن القلب إذا صلح؛ صلح الجسد كله، وإذا فسد؛ فسد الجسد كله. عدم تتبع خطوات الشيطان.
المعنى الإجمالي: قال إبليس: فأُقسم بسُلطانك وقهرك لأضِلَّنَّهم كلهم إلا مَن أخلصتَه لعبادتِكَ، أو أخلصَ قلبَه لكَ، قال الله: فأنا الحق ولا أقول إلا الحق، لأملأنَّ جهنمَ من جنسِكَ ومن أتباعِكَ من ذرية آدم، لا أفرِّقُ بين متبوعٍ وتابعٍ، بل أُدخلهم فيها أجمعين. ما ترشد إليه الآيات: 1- اعترافُ إبليسَ بعزة الله، مع تكبُّره. 2- إصرارُه على إضلالِ الخلق. 3- يأسُه مِن المخلصين. 4- وعيدُ الله له بجهنم مع أتباعه. 5- ستمتلئُ جهنم بالكافرين. 6- أن الكفارَ كلهم في النار.