روى عن ابناه: علقمة وعبد الجبار. وقيل: إن عبد الجبار لم يسمع من أبيه. وروى عنه كليب بن شهاب الجرمي، وأم يحيى زوجته، وغيرهما. قول آمين في الصلاة. أخبرنا إبراهيم بن محمد وغير واحد بإسنادهم عن محمد بن عيسى قال: حدثنا بندار ، حدثنا يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي قالا: حدثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن حجر بن العنبس، عن وائل بن حجر قال: سمعت رسول الله قرأ: {غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الْضَّالِيْنَ} فقال: آمين، مد بها صوته.
((وائل بن حُجْر: بضم المهملة وسكون الجيم، ابن ربيعة بن وائل بن يعمر. ويقال ابن حُجْر بن سعد بن مسروق بن وائل بن النعمان بن ربيعة بن الحارث بن سعد بن عوف بن عديّ بن مالك بن شرَحبيل بن مالك بن مرة بن حِمير بن زيد الحَضْرَمِيّ. )) الإصابة في تمييز الصحابة. ((وَائِلُ بن حُجْر بن رَبِيعة بن وائل بن يَعمر الحضرمي، قاله أَبو عمر. وقال أَبو القاسم بن عساكر الدمشقي: وَائل بن حجر بن سعد بن مَسْرُوق بن وائل بن ضَمْعَج بن وائل بن ربيعة بن وائل بن النعمان بن زيد بن مالك بن زيد. شرح حديث وائل بن حجر: "اسمعوا وأطيعوا؛ فإنما عليهم ما حملوا، وعليكم ما حملتم". قال: ويقال: وائل بن حُجر بن سعيد بن مسروق بن وائل بن النعمان بن ربيعة بن الحارث بن عوف بن سعد بن عوف بن عَدِيّ)) أسد الغابة. ((يُكْنَى أبا هنيدة. )) ((يقال: إنه بَشْر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أصحابه قبل قدومه، وقال: "يأتيكم وائل بن حُجْر من أرضٍ بعيدةٍ من حضرموت طائعًا راغبًا في الله وفي رسوله؛ وهو بقية أبناء الملوك" (*). فلما دخل عليه رحَّب به، وأدناه من نفسه، وقرَّب مجلسه، وبسط له رداءه، فأجلسه عليه مع نفسه على مقعده، وقال: "اللهم بارك في وائل وولده وولد ولده" (*))) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((قال: أخبرنا موسى بن مسعود أبو حُذيفة قال: حدّثنا سفيان بن سعيد الثوري، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر قال: أتيتُ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، ولي شَعَرٌ فقال: "ذُبابٌ".
فلمَّا أنْ سَمِع الرَّجلُ وَليُّ الدَّمِ ما قالَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رجَع فقال: يا رسولَ الله، إنَّه بلَغني أنَّك قلتَ: إنْ قتَله فهو مِثلُه، وأخَذْتُه بأمرِكَ؟! أي: إنَّ أخْذي للقاتلِ لِأقتَصَّ منه كان بعْدَ أنْ أعطاهُ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهذا ظاهرُ ما فَعَلَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إلَّا أنَّ الوليَّ لم يَلتفِتْ إلى ما عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن حِرصٍ على العفْوِ عنه. فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أمَا تُريدُ أنْ يَبوءَ بإثمِكَ؟ والمعنى: أنَّ القاتلَ قدِ استَحقَّ إثْمَ قَتلِ أخيكَ وإثْمَ إيذائكَ بقَتلِه، وأنَّه يُعاقَبُ بذلك في الآخرةِ، فلوْ أخَذْتَ منه القصاصَ زِدتَ عليه عقابًا في الدُّنيا، أفَلا تَكْتفي بعِقابِ الآخرةِ وتَعْفو عنه في الدُّنيا. وائل بن حجر - ويكيبيديا. وقيل: إنَّ القاتلَ تَسبَّبَ في حُصولِ المغفرةِ لكلٍّ مِن المقتولِ بقَتلِه، والوليِّ لَمَّا عَفا عنه، فصَحَّ نِسبةُ ذَهابِ ذُنوبِهما إليه، فقال وَليُّ الدَّمِ: «يا نَبيَّ اللهِ»، وقال الرَّاوي: ولعلَّ الوليَّ قال: بلَى، مُوافِقًا على ما قالَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «فإنَّ ذاكَ كذاكَ» أي: إنْ أنتَ عَفَوتَ عنه، كان هذا العفوُ سَببًا في مَغفرةِ ذُنوبِك، وذُنوبِ أخيكَ المقتولِ، فرمَى وَلِيُّ الدَّمِ بنِسْعَتِه، وهو الحبلُ الَّذي يقودُ به القاتلَ، وخلَّى سَبيلَه وتَرَكَه ماشيًا حيث شاءَ، وهو كِنايةٌ عن عَفوِه عنه.
ملخص المقال من الشبهات المثارة حول أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان قتله حجر بن عدي وأصحابه، فما حقيقة مقتل حجر بن عدي وموقف معاوية رضي الله عنه ؟ من الشبهات المثارة حول أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان قتله حجر بن عدي وأصحابه، والرد على ذلك، فيما يلي: 1- إن حجر بن عدى مختلف في صحبته، والأكثرون على أنه تابعى [*] ، قال الحافظ ابن حجر: "وأما البخاري، وابن أبي حاتم، عن أبيه، وخليفة بن خياط، وابن حبان فذكروه في التابعين، وكذا ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة" [1]. وعلى فرض التسليم له بالصحبة فالواجب علينا عدم الخوض فيما شجر بين الصحابة ، بل الترحم عليهم، والتصديق بعدالتهم. 2- تحدثت معظم المصادر التاريخية عن مقتل حجر بن عدي رضي الله عنه بين مختصر في هذا الأمر ومطول كل بحسب ميله، وكان للروايات الشيعية النصيب الأوفر في تضخيم هذا الحدث ووضع الروايات في ذلك؛ وكأنه ليس في أحداث التاريخ الإسلامي حدث غير قصة مقتل حجر بن عدي رضي الله عنه. قصة مقتل حجر بن عدي 3- ذكر ابن العربي أن الأصل في قتل الإمام، أنه قَتْلٌ بالحق فمن ادعى أنه بالظلم فعليه الدليل، ولكن حِجْرًا فيما يقال: "رأى من زياد أمورًا منكرة، حيث أن زياد بن أبيه كان في خلافة علي واليًا من ولاته، وكان حجر بن عدي من أولياء زياد وأنصاره، ولم يكن ينكر عليه شيئًا، فلما صار من ولاة معاوية صار ينكر عليه مدفوعًا بعاطفة التحزب والتشيع، وكان حجر يفعل مثل ذلك مع من تولى الكوفة لمعاوية قبل زياد.
- جاء رجلٌ من حضرَمَوتَ ، ورجلٌ من كِنْدةَ ، إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقال الحضرميُّ: يا رسولَ اللهِ ، إنَّ هذا غلبَني على أرض ٍكانت لأبي. فقال الكنديُّ: هي أرضي في يدي أزرعُها ليس له فيها حقٌّ. فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ للحضرميِّ: ألك بينةٌ ؟ قال: لا ، قال: فلك يمينُه.
وفي الحديثِ: السَّعيُ في الإصلاحِ بين النَّاسِ، وطلبُ العفوِ منهم. وفيه: أنَّ المالَ يُقالُ على كلِّ ما يُتموَّلُ مِن العُرُوضِ وغيرِها، وأنَّ ذلك ليس مخصوصًا بالإبلِ ولا بالعينِ. وفيه: تمكينُ وليِّ القتيلِ من القِصاصِ من قاتِلِه. وفيه: فضْلُ العفوِ. وفيه: القِصاصُ في القتلِ العمْدِ. وفيه: العفوُ بعْدَ بُلوغِ الأمرِ إلى الحاكمِ.
والذين يعارضونهم يذكرون فضائل حجر ويقولون: كان ينبغي لمعاوية أن لا يخرج عن سجيته من الحلم وسعة الصدر لمخالفيه. ويجيبهم الآخرون بأن معاوية يملك الحلم وسعة الصدر عند البغي عليه في شخصه، فأما البغي على الجماعة في شخص حاكمها وهو على منبر المسجد فهو ما لا يملك معاوية أن يتسامح فيه، ولا سيما في مثل الكوفة التي أخرجت العدد الأكبر من أهل الفتنة الذين بغوا على عثمان رضي الله عنه بسبب مثل هذا التسامح، فكبدوا الأمة من دمائها وسمعتها وسلامة قلوبها ومواقف جهادها تضحيات غالية كانت في غنى عنها لو أن هيبة الدولة حفظت بتأديب عدد قليل من أهل الرعونة والطيش في الوقت المناسب. ولو سلمنا أن معاوية أخطأ في قتل حجر؛ فقد سبق هذا الخطأ في القتل أسامة بن زيد رضي الله عنهما، وقصة أسامة بن زيد رضي الله عنه مع الرجل الذي نطق بالشهادتين، وقتْل أسامة له بعد نطقها، في الصحيحين البخاري ومسلم. وكل ما جرى من أسامة ناتج عن اجتهاد لا عن هوى وعصبية وظلم. 9- الغريب أن الشيعة يصيحون من أجل قتل حجر بن عدي ولا يعترضون على علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما قاتل الخارجين على خلافته في الجمل و صفين ، والتي تسببت في مقتل خيار الصحابة إضافة إلى الآلاف من المسلمين، مع أنّ السبب واحد وهو الخروج على سلطة الخليفة!!!