ولا يمشي بين قبور المسلمين في نعليه. فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لأن أمشي على جمرة أو سيف ، أو أخصف نعلي برجلي ، أحب إلي من أن أمشي على قبر مسلم ، وما أبالي أوسط القبور قضيت حاجتي أو وسط السوق) رواه ابن ماجه ( 1567). نسأل الله العلي القدير أن يرحم موتانا وموتى المسلمين.
يا بانيَ الدار المعدّ لها ماذا عملت لدارك الأخرى؟ وممهد الفرش الوثيرة لا … تغفل فراش الرقدة الكبرى ، أتراك تحصي من رأيت من ال … أحياء ثم رأيتهم موتى ، فلتلحقن بعرصة الموتى … ولتنزلن محلة الهلكى إن زيارة القبور، تذكِّر مَن طبعُه النسيان بالنّهاية الحتمية وهي الموت، وهذا من شأنه أن يجعل المرء متذكرًا للآخرة، عاملاً لما بعد الموت. وفي سنن الترمذي ومسند أحمد وغيره ( شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: « الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا ثُمَّ تَمَنَّى عَلَى اللَّهِ ». ال دعاء
[٦] [٧] هل يتزاور أهل القبور؟ ذكر أهل العلم أنّ الموتى من المنعمين يتزاورون أمّا غيرهم فلا، قال ابن القيم: (أَن الْأَرْوَاح قِسْمَانِ: أَرْوَاح معذبة، وأرواح منعمة. فالمعذبة فِي شغل بِمَا هي فِيهِ من الْعَذَاب عَن التزاور والتلاقي، والأرواح المنعمة الْمُرْسلَة غير المحبوسة، تتلاقى، وتتزاور، وتتذاكر مَا كَانَ مِنْهَا فِي الدُّنْيَا، وَمَا يكون من أهل الدُّنْيَا). وقد بيّنت الأحاديث الشريفة أنّ أرواح المؤمنين في البرزخ تتلاقى، وأنّهم يستقبلون من يأتي من بعدهم، ويسألونهم عن أهل الدنيا، قال صلى الله عليه وسلم: [إذا حضر المؤمنُ، أتتْه ملائكةُ الرحمةِ بحريرةٍ بيضاءَ، فيقولون: اخرُجي راضيةً مرضيًا عنك، إلى رَوْحٍ وريحانٍ وربٍّ غيرِ غضبانٍ، فيخرج كأطيبِ رِيحِ المسكِ ؛ حتى إنه ليناولَه بعضُهم بعضًا؛ حتى يأتوا به بابَ السماءِ، فيقولون: ما أَطيبَ هذا الريحِ التي جاءتْكم من الأرضِ! آداب زيارة القبور - الإسلام سؤال وجواب. فيأتون به أرواحَ المؤمنين، فلهم أشدُّ فرحًا به من أحدِكم بغائبِه يقدُم عليه، فيسألونه: ماذا فعل فلانٌ ؟ ماذا فعل فلانٌ ؟ فيقولون: دَعوه فإنه كان في غَمِّ الدنيا... ] [٨]. وقد قال ابن تيمية: (وَأَرْوَاحُ الْأَحْيَاءِ إذَا قُبِضَتْ تَجْتَمِعُ بِأَرْوَاحِ الْمَوْتَى، وَيَسْأَلُ الْمَوْتَى الْقَادِمَ عَلَيْهِمْ عَنْ حَالِ الْأَحْيَاءِ، فَيَقُولُونَ: مَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ فَيَقُولُونَ: فُلَانٌ تَزَوَّجَ.
27 شوال 1428 ( 08-11-2007) بسم الله الرحمن الرحيم مَرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم على القبور، فوجد امرأة تبكي عند قبر، فقال لها: (اتقي الله واصبري). ولم تكن تلك المرأة تعرف النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت له: إليك عني (ابتعد عني)، فإنك لم تُصَب بمصيبتي. فانصرف النبي - صلى الله عليه وسلم - وتركها، فقيل لها: إنه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجاءت إليه وقالت: لم أعرفك. فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنما الصبر عند الصدمة الأولى) [متفق عليه]. المصيبة تحتاج إلى الصبر، والمسلم يتحلى بالصبر إذا أصابه شيء يكرهه، وقد زار النبي - صلى الله عليه وسلم - قبر أمه، وقال: (استأذنتُ ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأُذن لي. فزوروا القبور فإنها تذكر بالموت) [مسلم وأبو داود]. وقال - صلى الله عليه وسلم -: (نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها) [مسلم]. وقال أحد الصالحين: إذا ضاقت بك الأمور فعليك بزيارة القبور، فزيارة القبور ترقق القلوب وتذكر الآخرة، وكان عثمان -رضي الله عنه- إذا ذُكِرت له الجنة أو النار لم يَبكِ، وإذا ذُكِر القبر بكى. فسألوه عن ذلك، فقال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (القبر أول منازل الآخرة، فإن يَنجُ منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينجُ منه فما بعده أشد منه) [أحمد].