2007-09-21, 10:32 PM #1 السلام عليكم ورحمة الله هذه مقتطفة من كتاب ( أحكام القرآن لابن العربي). قوله تعالى: { من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون}. فيها ثلاث مسائل: المسألة الأولى: قوله: { من كان يريد الحياة الدنيا} بيان لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: { إنما الأعمال بالنيات}; وذلك; لأن العبد لا يعطى إلا على وجه قصده, وبحكم ما ينعقد ضميره عليه, وهذا أمر متفق عليه في الأمم من أهل كل ملة. المسألة الثانية: أخبر الله سبحانه أن من يريد الدنيا يعطى ثواب عمله فيها, ولا يبخس منه شيئا. واختلف بعد ذلك في وجه التوفية; فقيل في ذلك صحة بدنه أو إدرار رزقه. تفسير: من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم. وقيل: هذه الآية مطلقة, وكذلك الآية التي في حم عسق: { من كان يريد حرث الآخرة} الآية قيدها وفسرها بالآية التي في سورة سبحان, وهي قوله { من كان يريد [ ص: 15] العاجلة عجلنا له} إلى: { محظورا} فأخبر سبحانه أن العبد ينوي ويريد, والله أعلم بما يريد. المسألة الثالثة: اختلف في المراد بهذه الآية; فقيل: إنه الكافر, فأما المؤمن فله حكمه الأفضل الذي بينه الله في غير موضع. وقال مجاهد: هي في الكفرة, وفي أهل الرياء. قال القاضي: هي عامة في كل من ينوي غير الله بعمله, كان معه أصل إيمان, أو لم يكن.
وقيل: هو لأهل الرياء; وفي الخبر أنه يقال لأهل الرياء: صمتم وصليتم وتصدقتم وجاهدتم وقرأتم ليقال ذلك فقد قيل ذلك ثم قال: إن هؤلاء أول من تسعر بهم النار. رواه أبو هريرة ، ثم بكى بكاء شديدا وقال: صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها [ ص: 15] وقرأ الآيتين ،. خرجه مسلم [ في صحيحه] بمعناه والترمذي أيضا. وقيل: الآية عامة في كل من ينوي بعمله غير الله تعالى ، كان معه أصل إيمان أو لم يكن; قاله مجاهد وميمون بن مهران ، وإليه ذهب معاوية - رحمه الله تعالى -. وقال ميمون بن مهران: ليس أحد يعمل حسنة إلا وفي ثوابها; فإن كان مسلما مخلصا وفي في الدنيا والآخرة ، وإن كان كافرا وفي في الدنيا. وقيل: من كان يريد الدنيا بغزوه مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيها ، أي وفي أجر الغزاة ولم ينقص منها; وهذا خصوص والصحيح العموم. الثانية: قال بعض العلماء: معنى هذه الآية قوله - عليه السلام -: إنما الأعمال بالنيات وتدلك هذه الآية على أن من صام في رمضان لا عن رمضان لا يقع عن رمضان ، وتدل على أن من توضأ للتبرد والتنظف لا يقع قربة عن جهة الصلاة ، وهكذا كل ما كان في معناه. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة هود - الآية 15. الثالثة: ذهب أكثر العلماء إلى أن هذه الآية مطلقة; وكذلك الآية التي في " الشورى " من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها الآية.
﴿ وَهُمْ فِيها لَا يُبْخَسُونَ ﴾، أَيْ: فِي الدُّنْيَا لا ينقص حظّهم. وهو قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلا النار ﴾ الآية تفسير القرآن الكريم مرحباً بالضيف
موضوع تحديد الوجهة والهدف في تلك الحياة مهم جدا.. و قد حاولت عمل بحث في القران عن كلمة يريد بمشتقاتها.. لتوضيح انه لا يجوز إلا ان تكون وجهتنا هي الآخرة.. نتائج* البحث عن كلمة يريد/ يُرِدْ: 54 كثير منها مردود لله مثل: • يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ- البقرة185 أمثلة هذه الايات كثيرة سأتركها.. و أركز على كلمة " يريد" المردودة على الانسان بشكل عام.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: { قال الله: إني لا أقبل عملا أشرك فيه معي غيري, أنا أغنى الأغنياء عن الشرك}. وقال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { إن الله جل ثناؤه إذا كان يوم القيامة نزل إلى العباد ليقضي بينهم, وكل أمة جاثية, فأول من يدعى به رجل جمع القرآن, ورجل قتل في سبيل الله, ورجل كثير المال, فيقول الله للقارئ: ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي ؟ قال: بلى يا رب. قال: فماذا عملت فيما علمت ؟ قال: كنت أقوم آناء الليل وآناء النهار. فيقول الله جل ثناؤه: كذبت, وتقول الملائكة: كذبت, ويقول الله جل جلاله: بل أردت أن يقال فلان قارئ; فقد قيل ذلك. من كان يريد الحياة الدنيا | Eldeebs's Weblog. ويؤتى بصاحب المال, فيقول الله تعالى: أولم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد ؟ فيقول: بلى يا رب. فيقول: فماذا عملت فيما آتيتك ؟ قال: كنت أصل الرحم وأتصدق, فيقول الله: كذبت, وتقول الملائكة: كذبت: بل أردت أن يقال فلان جواد, فقد قيل لك ذلك. ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله, فيقال له: فيما ذا قتلت ؟ فيقول: أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت. فيقول الله: كذبت, وتقول الملائكة: كذبت, ويقول الله: بل أردت أن يقال فلان جريء, فقد قيل ذلك. [ ص: 16] ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتي وقال: يا أبا هريرة, أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة}.
والنوع الأول أعقل من هؤلاء كلهم، لأنهم عملوا لله وحده لا شريك له، لكن لم يطلبوا منه الخير العظيم وهو الجنة، ولم يهربوا من الشر العظيم وهو العذاب في الآخرة. النوع الرابع: أن يعمل الإنسان بطاعة الله مخلصا في ذلك لله وحده لا شريك له، لكنه على عمل يكفره كفرا يخرجه عن الإسلام، مثل اليهود والنصارى إذا عبدوا الله، وتصدقوا أو صاموا ابتغاء وجه الله والدار الآخرة، ومثل كثير من هذه الأمة الذين فيهم شرك أكبر أو كفر أكبر يخرجهم عن الإسلام بالكلية إذا أطاعوا الله طاعة خالصة يريدون بها ثواب الله في الدار الآخرة، لكنهم على أعمال تخرجهم من الإسلام وتمنع قبول أعمالهم؛ فهذا النوع أيضا قد ذكر في الآية عن أنس بن مالك وغيره. وكان السلف يخافون منه كما قال بعضهم: لو أعلم أن الله تقبل مني سجدة واحدة لتمنيت الموت لأن الله يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} 1. فهذا قصد وجه الله والدار الآخرة، لكن فيه من حب الدنيا والرياسة والمال ما حمله على ترك كثير من أمر الله ورسوله أو أكثره، فصارت الدنيا أكبر قصده; فلذلك قيل قصد الدنيا، وصار ذلك القليل كأنه لم يكن كقوله صلى الله عليه وسلم "صل فإنك لم تصل 2"، والأول أطاع الله ابتغاء وجهه لكن أراد من الله الثواب في الدنيا; وخاف على الحظ والعيال مثل ما يقول الفسقة، فصح أن يقال: قصد الدنيا.