وكان من أوائل من دخلوا في دين الإسلام، وأول من أسلم من الصبيان جميعهم، أما هجرته إلى المدينة المنورة فقد كانت بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- إليها بثلاثة أيام، كما أنه من الصحابة الذين كان لهم دور بارز في الغزوات مع المسلمين ، حيث عُرف ببراعته في القتال، لكنّه تخلف عن غزوة تبوك حيث استخلفه النبي الكريم على المدينة المنورة. [3] معنى اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا بعد معرفة صاحب مقولة اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا لا بد من الإشارة إلى معناها وإلى تتمّة هذه المقولة التي تجعل معناها مكتملًا وهي: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا"، حيث تَعقِدُ هذه المقولة حالة من التوازن بين ما ينبغي أن يكون عليه الإنسان في حياته الدنيا. حيث يجب أن يكثر من الأعمال الصالحة والطاعات التي تقربه إلى الله تعالى وكأنه سيموت في اليوم التالي من هذه الأعمال كنوع من الاستعداد للموت، وبالتزامن مع العمل الصالح فإنه يقبل على الدنيا وكأنه مخلّد فيها، فيبحث عن النجاح في الحياة والوصول إلى أعلى المراتب الدنيوية، وفي ذلك صلاح الدنيا والآخرة. [4] وهكذا تم الإجابة عن سؤال من القائل اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا بالإضافة إلى ذكر لمحة عن سيرة قائل هذه العبارة الصحابي الجليل علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه-، كما تم شرح هذه المقولة بشكل مبسط للوقوف على معانيها والاستفادة مما تحتوي عليه لتحقيق النجاح في الدنيا والآخرة.
السؤال: من يقول أن في حديث ورد بلفظ: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا"؟ الجواب: هذا يُروى عن علي، لو صح ما يخالف هذا، "اعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا" هذا من كلام بعض السلف، وما هو على إطلاقه. س: والمعنى الصحيح؟ ج: المعنى إذا لم يخالف الشرع. ما هو بيقول باخلي عيالي وما أنا بمتجّر أخاف أموت باكرً! لا، اتَّجِر وأعمل ولا تقل أموت باكرًا، بس استعد للآخرة كأنك تموت باكرًا، واعمل للدنيا كأنك تعيش سنتين أو مائة سنة، الحمد لله. فتاوى ذات صلة
ومثل هذا قاله المناوي رحمه الله في "فيض القدير". وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " هذا القول المشهور ، لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو من الأحاديث الموضوعة ، ثم إن معناه ليس هو المتبادر إلى أذهان كثير من الناس من العناية بأمور الدنيا ، والتهاون بأمور الآخرة ، بل معناه على العكس ، وهو المبادرة والمسارعة في إنجاز أعمال الآخرة ، والتباطؤ في إنجاز أمور الدنيا ؛ لأن قوله: ( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً) يعني أن الشيء الذي لا ينقضي اليوم ينقضي غداً ، والذي لا ينقضي غداً ينقضي بعد غدٍ ، فاعمل بتمهل وعدم تسرع ، لو فات اليوم فما يفوت اليوم يأتي غداً ، وهكذا. وأما الآخرة: فاعمل لآخرتك كأنك تموت غداً ، أي: بادر بالعمل ، ولا تتهاون ، وقدِّر كأنك تموت غداً ، بل أقول: قدِّر كأنك تموت قبل غد ؛ لأن الإنسان لا يدري متى يأتيه الموت. وقد قال ابن عمر رضي الله عنهما: (إذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك). هذا هو معنى هذا القول المشهور. إذاً: فالجواب: أن هذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن معناه: ليس كما يفهمه كثير من الناس من إحكام عمل الدنيا وعدم إحكام عمل الآخرة ، بل معناه المبادرة في أعمال الآخرة ، وعدم التأخير والتساهل فيها ، وأما أعمال الدنيا فالأمر فيها واسع ، ما لا ينقضي اليوم ينقضي غداً وهكذا " انتهى من "فتاوى نور على الدرب" (فتاوى مصطلح الحديث/شروح الحديث والحكم عليها).
[٥] ومن المعاني العامة التي تفهم من هذه العبارة هو الاستعجال، والإكثار من أعمال الآخرة، والتباطؤ في أعمال الدنيا زهداً بها، وكأنها باقية لك، فلا تستعجل عليها. [٦] المراجع ↑ ناصر الدين الألباني، سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة ، صفحة 63. بتصرّف. ↑ ناصر الدين الألباني، سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة ، صفحة 63. بتصرّف. ↑ ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر ، صفحة 359. بتصرّف. ↑ ابن عثمين، فتاوى نور على الدرب ، صفحة 2. بتصرّف.