والسؤال المطروح: ما الذي يمكن أن ينجي المجتمع من موروث التسلط الذكوري؟ كاتبة سعودية هيلة المشوح: «من بيتك إلى قبرك» بدأت إرهاصات الحركة النسوية في الخليج العربي مع بدايات الأربعينيات الميلادية في الكويت وتلتها البحرين، وامتدت حتى وصلت إلى السعودية، وبالطبع سبقتنا في ذلك مصر وبلاد الشام؛ مثل: جهود رفاعة الطهطاوي وقاسم أمين، ورائدات الحركة النسائية مثل: هدى شعراوي، لكن الأسبقية بلا شك للحركة النسوية في أوربا وأميركا، وأبرزها سيمون دي بوفوار. النسوية أو Feminism جاءت نتيجة تغييب دور المرأة من المشهد، وتتغير المطالب حسب الجغرافيا والزمن، فهناك من يطالبن بالمساواة مع الرجل، وبعضها يدعو المرأة للمساهمة في النهضة والتحرر من قيود التقاليد، وهناك من يطالبن على أقل تقدير بحقوقهن المشروعة مثلما يحدث في المملكة. وكأي حركة غير معهودة في مجتمع محافظ ولا يعترف أساسًا بمشاركة المرأة، إما بسبب التقاليد أو بسبب موروث ديني موغل في الإقصاء والتهميش، فقد واجهت النسوية السعودية تشويهًا وهجومًا اجتماعيًّا واحتقارًا لمطالبها، وعدم اعتراف بحقوقها التي شرعها الله؛ مثل: حق تقرير المصير في الزواج، أو التعليم، أو السفر، أو حتى تنقلاتها، وكسب عيشها، فكان التضييق على أشده حتى تغيرت الحركة النسوية في وقتنا «الآني» إلى حالة أشبه بالتمرد الذي يشي بضياع البوصلة، وتشتت المطالب، وإقصاء متعمد لأصوات الاعتدال والحكمة التي لا تخرج عن إطار الدولة ومظلتها.
النسوية الليبرالية: تدعو هذه الحركة الى المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات والتي تتمثل في تغيير القوانين والأنظمة والقواعد التي تحكم المجتمع بأكمله. النسوية الجنوبية: تتمثل هذه الحركة في الانتقادات الموجهة للطبقة النسائية في المتمركزة في الشمال، والشعور بأن التمييز يأتي في التفرقة في الحقوق بين النساء شمالاً وجنوباً، واعتبارها مشكلة طبقية. النسوية الاشتراكية: في هذا الاتجاه تتمركز جل مشاكل المرأة في مناهضتها والتمييز الجنسي وتحقير المرأة وعدم مشاركتها في المجتمع المحلي، والتخفيف من قيمة عمل المرأة بشكل عام سواء كان داخل البيت أو خارجه. النسوية في السعودية وعيار 21. حكم النسوية في الاسلام الدين الاسلامي من اكثر الديانات التي ساندت المرأة وأعطاها حقوقها كاملة في المعاملة والميراث والزواج وكذلك الطلاق والعديد من الامور التي تجلت فيها الأسس الإسلامية الشرعية في التعامل مع المرأة، وما نراه في وقتنا الحالي من اضطهاد المرأة وتعنيفها لفظياً وجسدياً ما هو الا دخيل على الدين الاسلامي، جدير بالذكر أن علماء المسلمين اجتمعوا على رفض الطريقة التي تطالب بها بعض النساء لحقوقها، حيث تطالب بعض السيدات بالحرية المطلقة دون قيود أو رادع لتصرفاتهن، والمطالبة بتسويتهم بالرجال في كافة الحقوق، اضافة الى خلع الحجاب والسماح بقيادة السيارة، وهذا ما يرفضه الدين الاسلامي.
أعذب من الأُمنيات.. عالم مِن الأُغنيات.. يا أجملَ الشِعر البَديع.. مِن آخره لين أوله؛ عبدالرحمن بن مساعد في رائعته «مذهله» يرسم لوحة فنية ملهمة لمحبوبته، كذلك هي المرأة السعودية قد تكون من أكثر النساء حظا بالعاطفة والغزل من تاريخ الجاهلية حتى العصر الحالي، المرأة التي نقرأها في شعر ابن مساعد وبدر بن عبدالمحسن وخالد الفيصل هي التي نراها في حياتنا كل يوم، هي الأم الرؤوم والأخت الحنون والزوجة المضحية ذات العطاء الممتد. في الجانب الآخر، هنالك الخطابات القاتمة ضدها والأيدي المجهولة الممتدة ضد مسيرتها، في حين أن الغرب لديهم مصطلح «ميسوجوني» وهو كراهية النساء، فنحن لم نضطر حتى الآن لأن نستخدمه ولا أتمنى ذلك، لكن لماذا تثار حفيظة الشارع السعودي في السوشيال ميديا عند ذكر مصطلح «النسوية» وتثور ثائرتهم من وصف «حقوقية» حتى أسموهم بالحكوكيات؟ وجواري كوهين؟، الأهم من ذلك هل ما يطرح هناك يمثل الرأي السعودي؟ الحقيقة تقول لا! النسوية في السعودية 2020. فلا يخفى الآن وجود جيوش إلكترونية مدفوعة الثمن للحط من قيمة المجتمع السعودي المتحاب في حقيقته ولأهداف لا تخفى على عاقل. النسوية كفكرة ليست عداء للرجل، والمرأة الحقوقية ليست كارهة لهم، البعض يقولون إن النسويات يدعون للتحرر والانحلال!
تاريخ النشر: 14 نوفمبر 2019 12:39 GMT تاريخ التحديث: 14 نوفمبر 2019 12:39 GMT تواصل نخب سعودية تضم كتابًا وإعلاميين وأكاديميين من مختلف التخصصات ومسؤولين رسميين في الحكومة، الجدل حول مفهوم "النسوية" في البلاد وسط خلاف عميق بين الطرفين دفع وسائل الإعلام العالمية لتسليط الضوء عليه. ويتبادل مدونون سعوديون ينتمون لمختلف شرائح المجتمع، اتهامات حول مفهوم "النسوية"، إذ يرى المؤمنون بها وهم من الجنسين، بأنها تمثل مفهومًا لحقوق النساء التي يجب أن يتمتعن بها، فيما يراها الفريق الآخر تجاوزًا لمطالب الحقوق المشروعة للنساء إلى التعدي على عادات وتقاليد المجتمع وعقيدة أفراده الدينية. تدخل رئاسة أمن الدولة ولم يخفف دخول جهاز "رئاسة أمن الدولة" على خط القضية في التخفيف من حدة الجدل الدائر، لا بل زاد من حدة النقاشات التي تتخذ من مواقع التواصل الاجتماعي منصة رئيسة لها بجانب بعض وسائل الإعلام المحلية. النسوية في السعودية بين فريقَين - كيو بوست. وبرز اسم كوثر الأربش، وهي كاتبة سعودية معروفة، وعضو في مجلس الشورى ومركز الحوار الوطني الحكومي، كأكثر المعارضين للنسويات والنسوية، إذ تمسكت بكونها شكلًا من أشكل التطرف. وواصلت الكاتبة الأربش هجومها على النسوية حتى بعد أن أعلن جهاز "رئاسة أمن الدولة" أن التعريف الرسمي للتطرف الذي صدر قبل أيام غير دقيق ويتضمن أخطاءً، في إشارة إلى ذكر الإدارة العامة لمكافحة التطرف، لمصطلح "النسوية" كشكل من أشكال التطرف، عندما أوردته بجانب مصطلحات "الإلحاد" و "الشذوذ الجنسي (المثلية الجنسية)" و "الإباحية"، مساويةً بين تلك المفاهيم ومفاهيم مثل: "التكفير".
من المعضلات التي توجِدها الأبوية السياسية في المجتمع؛ خلق حالة من الانفصال بين الإصلاح السياسي والاجتماعي المطلوب لنظام غير ديموقراطي، والحراك النسوي الهادف إلى تحسين مكانة وحقوق المرأة في المجتمع. فالسياسي الأب هو من يصوغ الرؤية السياسية للتعامل مع كلا الموضوعين، وعبر ممانعته تجاه الإصلاح و تفتيت تمركز الثروة والسلطة و محاصرة تفشّي الفساد، بينما في الوقت ذاته يُبدي هذا الأب السياسي استعداداً لتقديم تنازلات للمسألة النسوية وللناشطات المتلهفات إلى إنجاز شيء لصالح المرأة؛ فإنه يخلق وضعاً تبدو فيه قضايا المرأة مسألة منفصلة عن قضايا الإصلاح عموماً، بل و أكثر من هذا: يخلق وضعاً يبدو فيه أن إصلاح حال المرأة ممكن دون إنجاز إصلاح على باقي الصّعُد، و هو ممكن فقط لأن الأب السياسي يملك السلطة غير المحدودة التي تسمح له بالانفراد بالقرار وفعل ما يشاء. السعودية تدرج " النسوية " ضمن الأفكار المتطرفة. و في اللحظة التي تكون فيها مشيئته هي منح المرأة هذا الحق أو ذاك بينما يغضّ النظر عن مختلف مطالب الإصلاح؛ فإنه ينجح في احتواء الطاقة النسوية محوّلاً إياها من إحدى قوى التغيير، إلى إحدى دواعم الأبوية السياسية وبقاء الحال على ما هو عليه. هناك إشارة مبكرة تاريخياً من (هيوم) إلى وجود نوع من المقايضة الاجتماعية التي تحدث ضمن بناء الدولة السياسي بحيث ترضخ المرأة لفقدان أغلب حقوقها مقابل الحصول على الحُب و المكافآت الأبوية؛ و هي إشارة متّسقة مع السياق الموصوف أعلاه.