ويقول "ابن المبارك" أيضًا: ما بقي على ظهر الأرض أفضل من الفضيل بن عياض. و"عبد الله بن المبارك" هو عالم أهل المشرق والمغرب، وهو من يشهد لقاطع الطريق كيف تغير. ويصفه أيضًا فيقول: إن الفضيل بن عياض صدق الله، فأجرى الحكمة على لسانه، فالفضيل ممن نفعه علمه. يقول "الطبري": ما رأيت أخوف على نفسه، ولا أرجى للناس، من الفضيل بن عياض، كان يؤم الناس، فكانت قراءته للقرآن: (حزينة، بطيئة، مترسلة، كان إذا مرَّ بآية فيها ذكر الجنة، يرددها ويسأل الله الجنة)، وكانت صلاته في الليل ساعة أو أكثر من ذلك، ويلقى له الحصير في مسجده، فيصلي من أول الليل ساعة فإذا نعس ألقى نفسه على الحصير قليلًا فإذا غلبه النوم نام، ثم يقوم. يقول "الجوهري": قال لي الخليفة "المأمون": قال لي أبي "هارون الرشيد": (دخلت على الفضيل، فقال لي: فرِّغ قلبك للحزن والخوف حتى يسكنه، لأنهما يقطعانك عن المعاصي ويباعداك عن النار، ويقرباك إلى الله عز وجل). قال "الهيثم بن جميل": سمعت "شريكًا القاضي" يقول: ( لم يزل لكل قوم حجّة في زمانهم، وإنّ "الفضيل بن عياض" حجّة أهل زمانه). خشية الفضيل بن عياض يقول "إبراهيم بن الأشعث": (ما رأيت أحدًا كان الله في صدره أعظم من الفضيل، كان إذا ذكر الله تعالى، أو ذُكِرَ عنده الله، أو سمع القرآن، ظهر به من الخوف والحزن، وفاضت عيناه وبكى، حتى يرحمه من يحضره، كان دائم الحزن، شديد الفكرة، ما رأيت رجلًا يريد الله تعالى غير الفضيل، كنا إذا خرجنا معه في جنازة، لا يزال يعظ ويذكر، ويبكي كأنه يودع أصحابه ويموت، حتى يبلغ المقابر فيجلس مكانه بين الموتى ويبكي ثم يقوم كأنه رجع من الآخرة يخبرنا عمّا فيها).
15 - قال: وسمعته يقول: " من أظهر لأخيه الود والصفا بلسانه، وأضمر له العداوة والبغضاء، لعنه الله، فأصمه، واعمى بصيرة قلبه ". 16 - قال: وسمعت الفضيل بن عياض، يقول - في قول الله تعالى:(إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين) -: " الذين يحافظون على الصلوات الخمس ". 17 - قال: وسمعته يقول:كان يقال:جعل الشر كله في بيت، وجعل مفتاحه الزهد في الدنيا " 18 - قال: وسمعته يقول: " من كف شره فما ضيع ما سره ". 19 - وبه قال الفضيل: " ثلاث خصال تقسى القلب:كثرة الأكل،وكثرة النوم، وكثرة الكلام ". 20 - قال: وسمعت الفضيل يقول: " خير العمل أخفاه. وأمنعه من الشيطان،أبعده الرياء ". 21 - قال: وسمعته يقول: " إن من شكر النعمة أن نحدث بها ". 22 - وبه قال الفضيل: " أبى الله إلا ان يجعل أرزاق المتفين، من حيث لا يحتسبون ". 23 - وبه قال الفضيل: " لا عمل لمن لا نية له، ولا أجر لمن لا حسبة له ". 24 - وبه قال: " طوبى لمن استوحش من الناس، وانس بربه، وبكى على خطيئته ". راجع: [طبقات الصوفية]
وقال مردويه الصائغ: قال لي ابن المبارك: إنّ الفضيل بن عياض صدق الله، فأجرى الحكمة على لسانه، فـ الفضيل ممّن نفعه علمه. وقال العجلي: كوفيّ ثقة متعبّد، رجل صالح سكن مكة. وقال نصر بن المغيرة البخاري: سمعت إبراهيم بن شماس يقول: رأيت أفقه النّاس وأورع النّاس وأحفظ النّاس: وكيع والفضيل وابن المبارك. وعن ابن أبي عمر قال: ما رأيت بعد الفضيل أعبد من وكيع. المراجع [+] ↑ "الطريق إلى الزّهد في الدّنيا" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 12-02-2020. بتصرّف. ↑ سورة الحديد، آية: 16. ↑ "توبة عابد الحرمين الفضيل بن عياض" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 30-01-2020. بتصرّف. ↑ "الفضيل بن عياض" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 30-01-2020. بتصرّف. ↑ المؤلف: أحمد فريد مصدر الكتاب، من أعلام السلف ، صفحة 3-4، جزء 11. بتصرّف.
أقوال العلماء فيه:- كان عبد الله بن المبارك رضي الله عنه يقول: "إذا مات الفُضَيْل ارتفع الحزن من الدنيا". قال ابن المبارك أيضاً: "ما بقي على ظهر الأرض أفضل من الفضيل بن عياض". قال عبد الصمد مَرْدَوَيْه الصائغ: قال لي ابن المبارك: "إن الفضيل بن عياض صدق الله، فأجرى الحكمة على لسانه، فالفضيل ممن نفعه علمه". قال شريك القاضي: "فُضَيْل حجَّةٌ لأهل زمانه". قال ابن ناصر الدين: "إمام الحرم، شيخ الإسلام، قدوة الأعلام، حدَّث عنه الشافعي ، ويحيى القطَّان، وغيرهما، وكان إماماً ربانياً، كبيرَ الشأن، ثقةً، نبيلاً، عابداً، زاهداً، جليلاً". قال الذهبي: "فُضَيل بن عياض ثقةٌ بلا نزاعٍ، سيِّدٌ". قال هارون الرشيد: "ما رأيت في العلماء أهيب من مالك، ولا أورع من الفضيل". وفاته:- توفي الفضيل بن عياض في مكة المكرمة، في شهر المحرم، سنة 187هـ. توفي الفضيل بن عياض في الديار المقدسة المصادر: الأعلام للزركلي (5/152). سير أعلام النبلاء (8/421/رقم 114). شذرات الذهب في أخبار من ذهب (2/399). وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان (4/47/531). هارون الرشيد، الخليفة العالم والفارس المجاهد، محمد رجب البيومي. كرامات الأولياء، هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسن الخلال أبو محمد، تحقيق أبو يعقوب المصري.
ثم إن هارون الرشيد خيَّره بين المقام عنده وبين الذهاب إلى مكة المكرمة، فاختار الذهاب إلى مكة المكرمة وبقي فيها إلى أن توفاه الله تعالى.
والله أعلم.