وفرق ثانٍ من حيث الحكم: أن الكبائر بمجرد فعلها يخرج الإنسان من دائرة العدالة إلى دائرة الفسق ، أي انه يكون فاسقا بمجرد فعل الكبيرة ما لم يتب ، والصغائر لا يخرج فاعلها من دائرة العدالة إلى دائرة الفسق إلا بالإصرار عليها ، إذا أصر عليها صار فاسقاً لا عدلا. وعلى ذلك فالفرق بينهما من وجهين: الأول: أن الصغائر تكفر بالأعمال الصالحة ، والكبائر لابد فيها من توبة. والثاني أن الكبائر يخرج بها الإنسان من دائرة العدالة إلى دائرة الفسق بمجرد الفعل ، أما الصغائر فلا يخرج بها من دائرة العدالة إلى دائرة الفسق إلا بالإصرار عليها. فمثلاً حلق اللحية صغيرة ، لكن إذا أصر عليه الإنسان صار كبيرة. وكذلك شرب الدخان صغيرة ، فإذا أصر عليه الإنسان صار كبيرة ، هذا بقطع النظر عما يحدث في قلب الفاعل ؛ لأنه أحياناً يقترن بفعل الصغيرة شيء من الاستخفاف بأوامر الشرع والاستهانة بها ، وحينئذٍ تنقلب الصغيرة كبيرة من من أجل الاستخفاف بأوامر الشرع. وربما تكون الكبيرة صغيرة مثل أن يفعلها الإنسان م ن الخجل من الله عز وجل ورؤيتها أمام عينه دائماً ، فهنا تنقلب إلى صغيرة ، وربما يكون شعوره هذا توبة. وقولنا: إن الكبائر لابد فيها من توبة.
قد تكثر الذنوب والمعاصي من حولك حتى لا تستطيع التفريق بين الصغائر والكبائر، لذا يبحث العديد من الأفراد دائمًا عن الفرق بين الكبائر والصغائر ، للتفريق بينهم، خاصة وأن الكبائر من الذنوب العظيمة التي يصعب على العباد التخلص من آثرها بسهولة. ويجب أن تعلم أن الذنوب والمعاصي من الأمور التي تساعد في ضيق الرزق، وجلب سخط الله سبحانه على العبد، بالإضافة إلى دورها في حرمانه من رحمته يوم القيامة، وإذا استمر العبد في ارتكاب الذنوب في الدنيا دون الرجوع عنها، فـ بطبيعة الحالة سيقع على العبد عذاب الله في الدنيا قبل الآخرة. وارتكاب الذنوب يأتي من ضعف الإيمان، فالشيطان حين قرر معصية الله كان ذلك سببًا في لعنته وسخطه، غير أن الذنب هو من أخرج أدم وحواء عليهما السلام من نعيم الجنة إلى الأرض، وكذلك قوم نوح الذين أصابهم الله بالطوفان والغرق لكثرة ذنوبتهم. وقوم عاد وثمود الذين أنزل الله عليهم سخطه بسببب كثرة معاصيهم، وقوم لوط وأتباع فرعون بسبب ذنوبهم التي وصلت للعنق بسبب ترفعهم عن دعوة الأنبياء ما ساهم في النهاية إلى هلاكهم، لذا فكلما كثرة الذنوب كان سخط الله عظيم. أما الفرق بين الكبائر والصغائر ، فـ يتبيّن من النصوص الشرعية أن هناك العديد من كبائر الذنوب، وقد يظن الناس أن الكبائر السبع التي وردت في أغلب الأحاديث الشريفة هي فقط المعروفة بالموبقات السبع.
الفرق بين الكبائر والصغائر الإجابة: كبائِر الذّنوب: كلّ ذنب مقترن بوَعيد شديد، أو بعذاب، أو غضب، أو لعنة، أو دخول نار جهنّم. صغائِر الذّنوب: كلّ ذنب عدا الكبائر؛ بمعنى أنّه لم يقترن بوعيد شديد، أو عذاب، أو دخول النار، وتُعرَّف صغائر الذنوب أيضاً بأنّها ما دون الحدّين: حدّ الدنيا، وحدّ الآخرة