من هو الحوت من هو صاحب الحوت وماقصته – بداية صاحب الحوت هو النبي يونس عليه السلام والحوت هو من انواع الثدييات، وهي من أكبر المخلوقات على الأرض وأقواها في البحر، فالحوت الأزرق قد يصل طوله إلى 30 متراً أو اكثر ، وقد يبلغ وزنه 200 طن والحيتان بفطرتها تعيش في البحار والمحيطات، وتقوم بالتكاثر بداخلها، وبعض أنواعها صغيرة الحجم تعيش في المياه العذبة (الأنهار) والحيتان تتنفس عن طريق الرئة، وتخرج الهواء المستهلك عن طريق بخّه إلى الأعلى، ويكون ذلك عادة مصحوباً برذاذ الماء والبخار، فيرتفع لعدة أمتار حيث احيانا يستطيعون البشر رؤيته. ذكر قصة يونس و الحوت في القران قال الله تعالى في سورة يونس: { فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} [يونس: 98]. وقال تعالى في سورة الأنبياء: { وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 87-88].
آية (١٤١): " فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ": أي اشترك في الظلم فكان من المُبطلين، أي كان من الذين انزلقوا عن الإيمان، أي كان من الكافرين. آية (١٤٢): " فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ... ": الحوت هو تعبير مجازي عن ظلمات بعضُها فوق بعض، أي لقد كان يونس عليه السلام غَارقًا في الظلمات، لقد اختار الله تعالى كلمة حوت لأنَّ بَطْنه كبير جدًّا وهذا تعبير مجازي رائع لمعنى الظُلُمات. والبرهان المُبين على أنَّ الحوت عبارة عن الظلمات نجده في آية (٨٧) من سورة الأنبياء: * سورة الأنبياء وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ... (٨٧). آية (١٤٢): "... وَهُوَ مُلِيمٌ ": آي عمل عملاً لا يجوز عمله فأصبح مُلامًا. من هو صاحب الحوت وماقصته - ويكي عربي. آية (١٤٣): " فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ": أي لو لم يدعُ يونس ربَّه لكي يتوب ويؤمن ويتَّبع مُجدَّدًا كتابه. آية (١٤٤): " لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ": أي لَبَقيَ في الظلمات إلى يوم القيامة، أي لكان مصيره جهنَّم. آية (١٤٥): " فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ... ": أي نزع الله تعالى عنه لباس التقوى وأصبح تائهًا، آي أضلَّه الله تعالى لأنَّه هو من اختار أن يمشي في طريق الضلال.
[7] وتأتي قصة يونس مقرونةً بقصة أيوب عليه السلام، ومؤيّدةً لها في إثبات قدرة الله ولطفه في عباده وإغاثته لهم؛ حيث عرض القرآن الكريم سبب خلافه مع قومه ومغادرته لهم، وتعرّضه للابتلاء والامتحان، ثمّ إنجاء الله له، وعودته إلى قومه الذين آمنوا في غيابه، وقد سُمّي يونس -عليه السلام- بصاحب الحوت، كما سُمي بذي النّون ، والنّون يُقصد به الحوت الذي ابتلعه وعاش في بطنه فترةًً وبقي حيّاً بقدرة الله ، وكأنّ الحوت أصبح صاحباً لسيدنا يونس كما اعتبره القرآن الكريم، فحماه بأمر الله.
وبدؤوا يضرعون إلى الله حتى يكشف بحوله وقوته ما بهم من غم. استجاب الله لدعائهم وكشف عنهم العذاب. قال تعالى: فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ سورة يونس، الآية 98 ركوب سيدنا يونس السفينة وعندما ذهب يونس، ركب سفينة تتجه إلى البحر، وظن يونس عليه السلام أن الله لن يعاقبه لتركه قومه والتوقف عن دعوتهم، وأبحرت السفينة، وبعد مدة من الوقت بدأ البحر يضطرب والأمواج تزداد، وهبت عاصفة شديدة وكادت السفينة تغرق. فبدأ ركاب السفينة بالتشاور فيما بينهم، واقترحوا أن يخففوا من حمل السفينة، وبالفعل بدأوا بإلقاء حمولة السفينة، ولكن ما تزال السفينة تتهاوى. فاقترحوا أن يقوموا بالقرعة ومن يقع عليه الاختيار ينزل من السفينة، ووافق الجميع، ووقعت القرعة على يونس عليه السلام. لكنهم لم يسمحوا له، حيث كان حسن الأخلاق. فأعادوها مرة أخرى، فوقع الاختيار عليه مرة أخرى، فشمر ليخلع ثيابه ويلقي بنفسه في البحر. فرفضوا أن يلقي بنفسه ثم أعادوا القرعة مرة ثالثة فوقعت عليه أيضاً، فعلم يونس أن وراء ذلك تدبيراً، وأدرك خطيئته، بسبب تركه لقومه قبل أن يؤذن له في الرحيل، فألقى بنفسه في البحر.
يونس عليه السلام صاحب الحوت يُعتبر نبيُّ الله يونسَ عليه السلام، واحدًا من الأنبياء العظماء الّذين ذكر الله تعالى أخبارهم في كتابه الحكيم؛ لما في هذه الأخبار من عظاتٍ، وحكم يستفيد منها الإنسان في سائر أوقاته الحياتيّة، وشؤونه الدينيّة والدّنيوية المختلفة. لقّب القرآنُ الكريمُ النّبيُّ الكريمُ يونُس بن متّى عليه السلام بصاحب الحوت، وفيما يأتي نورد قصّة هذا النّبيّ الكريم، وكيف ارتبط اسمه بهذا المخلوق البحريّ. قصة نبي الله يونس عليه السلام أرسلَ الله تعالى نبيَّه الكريمَ يونُس عليه السلام إلى أهل نينوى؛ الواقعة في شمال العراق، بالقرب من أرض الموصل، فدعاهم إلى الله تعالى؛ حيث قوبلت دعوتُه بالرّفض؛ شأنها شأنَ سائر الدّعوات الأُخرى التي جاء بها الأنبياء عليهم السلام من قبله وبعده، ولمّا رأى يونسُ عليه السلام ما كان منهم من صدٍّ، وإعراض، خرج من أرضهم، وتوعدَّهم بأنّ العذاب سينزل بهم نظيرَ إعراضهم عن دعوته له. عندما خرج النبي الكريم يونس من بينهم، أيقن القوم أنّ العذاب نازل بهم لا محالة، فتابوا، وآمنوا بما جاء به نبي الله يونس بفضلٍ من الله ومِنَّة، وأخذوا يتضرَّعون إلى الله تعالى، أما النبي يونس عليه السلام، فقد ذهب إلى البحر، وركب السّفينة، فماجت، واضطربت، وصار لا بد من تخفيف حمولتها، فاتّفق الركّاب على إجراء قرعة فيما بينهم، ومن تقع عليه، يلقوه من السفينة، وقد وقعت القرعة على النبي يونس عليه السلام، فلم يوافق الرُّكّاب على إلقائه، فأعادوها مرّةً ثانية، فهمَّ بالقفز، فأبوا، وأعادوها للمرة الثالثة، فوقعت عليه أيضاً، فألقى بنفسه، وهذا كلُّه من أمر الله وتدبيره.
آية (٤٨): " فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ... ": في هذه الآية الكريمة يحثُّ الله تعالى رسوله محمد عليه السلام على أن يصبر على الرسالة ولا يكن كصاحب الحوت، أي لا يكن كذا النون، أي لا يكن مِثْل يونس عندما ذَهَبَ مُغاضبًا، أي عندما هَجر كتاب الله واتَّبع أكثر الناس من الفاسدين والظالمين وظلم معهم، أي لجأ إلى الفلك المشحون. والبرهان المُبين على أنَّ يونس كان من الظالمين نجده في أية (٨٧) من سورة الأنبياء: * سورة الأنبياء... فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (٨٧). آية (٤٨): "... إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ ": أي إذ نادى وهو مكروب، وهو مهموم لأنَّه كان من الظالمين. آية (٤٩): " لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ... ": أي لو لم يتُب ربَّه عليه ويجعله من المُرسلي، ٫لَنَزع تعالى عنه لباس التقوى وأصبح تائهًا، آي لَأضلَّه الله تعالى لأنَّه هو من اختار أن يمشي في طريق الظُلْم والفساد. آية (٤٩): "... وَهُوَ مَذْمُومٌ ": أي وهو معيوب، أي سيُلام على عَمَلِهِ. آية (٥٠): " فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ": أي اصطفاه الله تعالى واختاره رسولاً من بعد أن تاب عليه.