وقال النووي رحمه الله في "المجموع" (3/256): " وأدنى الإسرار: أن يُسمع نفسه، إذا كان صحيح السمع، ولا عارض عنده من لغط وغيره. وهذا عام في القراءة ، والتكبير ، والتسبيح في الركوع وغيره, والتشهد ، والسلام ، والدعاء ؛ سواء واجبها ونفلها ؛ لا يحسب شيء منها حتى يُسمع نفسه ، إذا كان صحيح السمع ، ولا عارض. فإن لم يكن كذلك: رفع ، بحيث يسمع ، لو كان كذلك ، لا يجزيه غير ذلك ، هكذا نص عليه الشافعي واتفق عليه الأصحاب " انتهى. وقال في "الأذكار" ص 35: " اعلم أن الأذكار المشروعة في الصلاة وغيرها ، واجبة كانت أو مستحبة ، لا يحسب شيء منها ، ولا يعتد به: حتى يتلفظ به ، بحيث يُسمع نفسه إذا كان صحيح السمع ، لا عارض له " انتهى. وقال المرداوي رحمه الله في "الإنصاف" (2/44): " قوله ( وبالقراءة بقدر ما يسمع نفسه): يعني أنه يجب على المصلي أن يجهر بالقراءة ، في صلاة السر ، وفي التكبير وما في معناه ، بقدر ما يسمع نفسه. هل يجوز لي أن أدعو على نفسي بالوفاة قبل بلوغ الأجل ؟ - الإسلام سؤال وجواب. وهذا المذهب ، وعليه الأصحاب. وقطع به أكثرهم. واختار الشيخ تقي الدين الاكتفاء بالإتيان بالحروف ، وإن لم يَسْمعها, وذكره وجها في المذهب. قلت: والنفس تميل إليه. واعتبر بعض الأصحاب سماع مَن بِقُرْبه ، قال في الفروع: ويتوجه مثله في كل ما يتعلق بالنطق، كطلاق وغيره.
ابن باز رحمه الله حكم تمني المـــــــــــــوت والدعاء به س: ما حكم من يتمنى الموت لنفسه و يدعو الله بذلك ج: الحمد لله. يكره للمسلم تمني الموت أو الدعاء به مهما نزل به من البلاء أو الكرب أو ضيق الحال ولكن إن كان فاعلا فليدعو الله بأن يختار له ما كان أصلح له من الموت أو الحياة. فعن أنس بن مالك قال قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه فإن كان لا بد فاعلا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي) متفق عليه. هل الدعاء على شخص بالموت يستجاب - مختلفون. فنهي المسلم عن ذلك لأن بقائه حيا خير له ليزداد من الطاعة ويتوب من المعصية كما في رواية البخاري (إما محسنا فلعله يزداد وإما مسيئا فلعله يستعتب) ، ولأنه من تمني وقوع البلاء واستعجاله وقد لا يطيق ذلك ولأنه فيه نوع من التسخط والجزع من قضاء الله وقدره. وهذا النهي عن تمني الموت والدعاء به محمول عند أكثر العلماء على الضرر بالدنيا كالفقر والمرض وغيره ، أما إذا تضرر الإنسان في دينه وخشي على نفسه الفتنة فلا بأس عليه أن يتمنى الموت وأن يدعو به ليسلم دينه ويموت على الإسلام. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعائه ( وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون) رواه الترمذي.
وفي روايةٍ: عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، بمِثْلِهِ غيرَ أنَّه قالَ: مِن ضُرٍّ أصابَهُ" [رواه أنس بن مالك بإسنادٍ صحيح] في هذا الحديث ينهى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ المسلم من أن يدعو على نفسه بالموت إذا أصابه الضر في الدنيا مهما كبُر البلاء وعًظُم، فبدلًا من ذلك يجب أن يدعو الله تعالى أن يبقيه على قيد الحياة ما دام في الحياة الخير والرزق له ولدينه، إما أن يتوفاه في حال كانت الوفاة هي الخير الذي كتبه الله تعالى له وهذا الأمر لا يعلمه سواه تعالى علام الغيوب. أما أن يقول المرء ليتني أموت أو يتمنى أن تنتهي حياته بسبب هذا البلاء فهذا الأمر لا يجوز نهائيًا، وبدلًا من الدعاء على النفس من الممكن أن يدعو المسلم ربه بأن يصلح له الحال ويرفع عنه البلاء أو يرزقه الصبر الكافي لتحمل هذا البلاء، كما يجب العلم أن الصبر على المصاعب والابتلاءات التي تصيب المسلم من أكثر الأمور التي تكفر عن المُبتلى العديد من الذنوب التي كان قد ارتكبها، كما أن للصبر على البلاء في حد ذاته أجر عظيم لصاحبه.