[٢] وقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- ابن عمه وصاحبه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أن ينام في فراشه ويلتحف غطاءه، حتى يخدع المشركين المتآمرين على قتله، حيث أنهم إذا نظروا إلى مكان نومه ظنوا أنه ما زال نائماً، حتى خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- عليهم وهو يردّد ويتلو هذه الآية قال -تعالى-: (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ). [٢] وأنزل الله -تعالى- عليهم النعاس والنوم، فخرج من بينهم فلم يره منهم أحد، والتقى النبي -صلى الله عليه وسلم- مع صاحبه أبي بكر وانطلقوا إلى غار ثور؛ ليتواروا فيه ويختبأوا لمدة ثلاث ليال، وبقوا على ذلك حتى اطمأن النبي -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه من عدم مطاردتهما واللحوق بهما. [٢] ويقال وجعلنا من بين أيديهم سداً؛ أي حجاباً وستراً لما همّوا بإيذاء الرسول -صلى الله عليه وسلم- بإلقاء الحجارة عليه وهو ساجد يصلى، فلم يشاهدوه ولم يروه -صلى الله عليه وسلم-، ومن خلفهم سداً تعني أيضاً ستراً وحاجزاً كي لا يشاهدوا أتباعه، فأغشيناهم أي جعل الله -تعالى- أعين المشركين في غطاء حتى لا يبصروا الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيضروه.
( وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون) الذي يقرأها بعد كل صلاة "28" مرة وبعدها يقرأ اللهم بحق يس يس يس يس يس يس يس والقرآن الحكيم اكفنيهم بما شئت وكيف شئت سبع مرات لمدة من الزمن والأفضل أربعين يوماً وهو يشير بإصبعه جهة القبلة أثناء الدعاء والقراءة ويشعر بحرارة في إصبعه حينها يعلم أن خاصية هذه الآية أصبحت عنده بإذن الله فمجرد أنه يحس أو يشعر بخطر يشير بإصبعه لجهة الخطر ويعمل حاجز وهمي في الإصبع حينها يحس بالحرارة والخطر يزول بأسرع وقت إن شاء الله
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا سبب نزول آية (وجعلنا من بين أيديهم سدا) هذه الآية من سورة " يس" ويأتي ترتيبها آية رقم 9، ومما يجدر ذكره أنّ سورة (يس) نزلت بعد سورة (الجن)، فيكون وقت وتاريخ نزولها بين الهجرة إلى الحبشة وحادثة الإسراء، وسميت هذه السورة بـ (يس) لافتتاح السورة بهذين الحرفين، وعدد آيات هذه السورة ثلاثاً وثمانين آية. [١] مقاصد سورة يس المقصد العام لنزول هذه السورة العظيمة هو تأكيد النبوة والرسالة الإلهية للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ومدى حاجة الناس إليها، وهي بمثابة تحذير شديد من الله -تعالى- للعرب الذين لم يحذّروا من قبل الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأنّ الجزاء والعذاب سينزل عليهم بما قاموا به من المعاصي والآثام. [١] وتأتي السورة لتذكّرالخلق بآيات الله -تعالى- العظام ودلائل قدرته -جلّ وعلا- من المخلوقات والمعجزات، وناسب ترتيب هذه السورة ما سبقها لأنّ السورة السابقة ختمت آياتها بالإنذار والوعيد الشديد للكافرين. [١] ردّد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية في الليلة التي خرج فيها من مكة المكرمة في الثلث الأخير من شهر صفر في العام الثالث عشر من البعثة النبوية، وقد نصب المشركون للحبيب -صلى الله عليه وسلم- كمينا يحيط ببيته لكي يقوموا بقتل النبي -صلى الله عليه وسلم- غدراً واغتيالاً.
مقاصد قصة أهل القرية لقد جاءت قصة أهل القرية مليئة بمجموعة كبيرة من الحكمة ومنها: الدعوة لله عز وجل بكل جد حيث أنه يتم السعي بجميع الطرق الممكنة للوقوف مع الحق والابتعاد عن الضلالة، حيث أن الجري وراء الباطل لن يساعدك في شيء. الحرص على رضا الله عز وجل وترك المكاسب الدنيوية إلى جانب، حيث أن مرضاة الله هي أهم شيء. تعلم فن الإقناع والابتعاد عن النقاش الحاد الذي لا يؤتي بالثمار، حيث أن دخول الجنة يكون بالعمل الصالح. تمني الخير للجميع وعدم حب الذات فقط. قصص واقعية بسورة يس شفاء شاب من المرض: لقد قام شاب بقراءة سورة يس في الصباح والمساء مع المواظبة على الصلاة والاستغفار. فلقد كان يتحدث بصوت عالي ويعاني من المرض الشديد. وقد كان لا يتمكن من النوم، ولكن مع المواظبة على قراءة سورة يس تم علاجها بفضل الله. فك كرب امرأة: لقد ساعدت سورة يس في فك كرب امرأة كانت تعاني بشكل كبير من كرب وضيق شديد. فلم تجد احد يساعدها على الإطلاق، فطلبت من صديقه لها أن تساعدها نصحته بقراءة سورة يس كل يوم مع الحرص الصلاة والاستغفار والصلاة على النبي. ولقد تم فك كرب السيدة خلال 10 أيام فقط. فوائد سورة يس للتخلص من السحر يعتبر السحر من أصعب الأمور التي قد يتعرض لها أ شخص، حيث أنها تسبب الضرر الكبير في النواحي الصحية والعملية وغيرها.
ثانيًا: تضمنت الآيات بحسب ما ورد في سبب نزولها المحاولات المتكررة من صناديد قريش إلحاق الأذى الجسدي بالنبي صلى الله عليه وسلم، بل كان قصدهم قتله والتخلص منه. رأينا في قصة النزول كيف أدخل الله الرعبَ على قلب أبي جهل، ورجعت يده إلى عنقه، ورأينا كيف أعمى الله تعالى بصر الوليد بن المغيرة، فجعل يسمع صوت النبي صلى الله عليه وسلم ولا يراه، وأما الرجل فقد أدخل الله الرعب على قلبه، وأراه أمرًا مهولًا حتى قال: "رأيت الرجل فلما دنوت منه، وإذا فحل يخطر بذنبه، ما رأيت فحلًا قط أعظم منه، حال بيني وبينه، فواللات والعزى لو دنوت منه لأكلني". هذا كله من حماية الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم، ودفاعه عنه بفعله تعالى، وكيف لا يكون ذلك وهو الذي يقوم بأعباء الرسالة، وهداية البشرية إلى الصراط المستقيم.
وقوله تعالى: {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين} أي وجميع الكائنات مكتوب في كتاب مسطور مضبوط في لوح محفوظ، {والإمام المبين} ههنا هو أم الكتاب، قاله مجاهد وقتادة وكذا في قوله تعالى: {يوم ندعو كل أناس بإمامهم} أي بكتاب أعمالهم الشاهد عليهم بما عملوه من خير أو شر كما قال عزَّ وجلَّ: {ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء}، وقال تعالى: {ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه، ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحداً}. اكسب ثواب بنشر هذا التفسير