بيعة العقبة الثانية: وتمت بيعة العقبة الثانية التي فيها النصر والحماية، وقال نبي الله: "أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم". فقالوا: يا رسول الله، نبايعك. فقال: "تبايعوني على السمع والطاعة في المنشط والمكره، والنفقة في العسر واليسر، لا تخافوا في الله لومة لائم، وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم، ولكم الجنة". فبايعوه على ذلك، وقال رسول الله للأنصار: "أخرجوا منكم اثني عشر نقيبًا؛ تسعة من الخزرج، وثلاثة من الأوس". فكان عبادة بن الصامت t أحد نقباء الخزرج. بعض مواقف عبادة بن الصامت مع الصحابة: موقف عبادة بن الصامت مع معاوية: عن أبي قلابة قال: كنت بالشام في حلقة فيها مسلم بن يسار، فجاء أبو الأشعث. قال: قالوا: أبو الأشعث، أبو الأشعث. حديث عبادة بن الصامت في الربا. فجلس، فقلت له: حدِّث أخانا حديث عبادة بن الصامت. قال: نعم، غزونا غزاة وعلى الناس معاوية، فغنمنا غنائم كثيرة، فكان فيما غنمنا آنية من فضة، فأمر معاوية رجلاً أن يبيعها في أعطيات الناس، فتسارع الناس في ذلك، فبلغ عبادة بن الصامت، فقام فقال: "إني سمعت رسول الله ينهى عن بيع الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبُرّ بالبُرّ، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح إلا سواء بسواء، عينًا بعين، فمن زاد أو ازداد فقد أربى".
وكان يحكمها يومئذ معاوية بن أبي سفيان*. وكان عبادة خلال مكثه فيها يستنكر وما تدخل معاوية في شؤون القضاة. ويقارن بين سلوك الخليفة عمر بن الخطاب، وهو من هو في الشدة الصرامة وتطبيق مبادىء الإسلام، وسلوك معاوية بن أبي سفيان المشهور بمرونته السياسية وميله إلى المصالحة والتوفيق بين النقائض والمصالح المتضاربة. لذا لم يغلب لعبادة المقام في فلسطين، فغادرها بعد أن وجه إلى معاوية عبارته المشهورة: "والله لا أساكتك أرضاً واحدة أبداً". وكان عمر قد حاول إرجاعه إلى مقر عمله: قائلاً: "إرجع إلى مكانك. فتح الله أرضاً ليس فيها مثلك". رويت لعبادة أحاديث اتفق صاحبا الصحيحين البخاري ومسلم على ستة منها. عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه ان رسول الله. توفي عبادة في بيت المقدس في خلافة عثمان بن عفان، ودفن في مقبرة الرحمة بجوار سور الحرم الشرقي. المراجع: – ابن هشام: السيرة النبوية، القاهرة 1936. – السيوطي: حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة، القاهرة 1299هـ. – ابن حجر العسقلاني: تهذيب التهذيب، حيدر آباد الدكن 1325 – 1327هـ. – عبد القادر بدران: تهذيب تاريخ ابن عساكر، دمشق 1329 – 1351هـ. – أحمد بن عبد الله الخزرجي: خلاصة تذهيب الكمال في أسماء الرجال، القاهرة 1322هـ.
2. أنه يحتمل أن قوله صلى الله عليه وسلم: ( ومن لم يفعل... ) أي: من لم يصل كل صلاة ، ولكن كان يصلي أحياناً ويترك الصلاة أحياناً. قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في "الشرح الممتع" (2/34): " هناك أحاديث تُعارض الأحاديثَ الدَّالة على الكفر.... ، ومن ذلك ما يكون مشتبهاً لاحتمال دلالته ، فيجب حمله على الاحتمال الموافق للنصوص المحكمة ، كحديث عُبادة بن الصَّامت رضي الله عنه: ( خمسُ صلوات ؛ افترضهُنَّ اللَّهُ تعالى، مَنْ أحسن وضوءَهُنَّ ، وصَلاَّهُنَّ لوقتهنَّ ؛ وأتمَّ رُكوعَهُنَّ وخُشوعَهُنَّ ، كان له على الله عهدٌ أن يغفرَ له ، ومَنْ لم يفعلْ ؛ فليس له على الله عهد ٌ، إن شاء غَفرَ له ، وإن شاء عَذَّبه) ، فإنه يحتَمِلُ أن يكون المراد به: من لم يأتِ بهنَّ على هذا الوصف ، وهو إتمام الركوع والسجود والخشوع. عبادة بن الصامت - رضي الله عنه. ويحتمل أن يكون: لم يأتِ بهنَّ كلِّهنَّ ، بل كان يُصلّي بعضاً ويترك بعضاً. ويحتمل أن يكون: لم يأتِ بواحدةٍ منهنّ ، بل كان يَتركهُنَّ كلَّهنَّ. وإذا كان الحديث محتملاً لهذه المعاني كان من المتشابه ، فيُحمل على الاحتمال الموافق للنُّصوص المحكمة " انتهى بتصرف يسير. وللفائدة ينظر جواب السؤال رقم: ( 5208) ، ورقم: ( 2182).