07/19 22:15 عن ابي هريره - رضي الله عنه - قال: ق إل آل نبي - صلي الله عليه وسلم -: يقول الله تعالي: ( انا عند ظن عبدي بي ، وانا معه اذا ذكرني ، فان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وان ذكرني في ملا ذكرته في ملا خير منهم ، وان تقرب الي بشبر تقربت اليه ذراعا ، وان تقرب الي ذراعا تقربت اليه باعا ، وان اتاني يمشي اتيته هروله) رواه البخاري ومسلم. أنا عند حسن ظن عبدي بي. هذا الحديث من احاديث الرجاء العظيمه التي تحث المسلم علي حسن الظن بالله جل وعلا، والاكثار من ذكره، وبيان قرب الله من عبده اذا تقرب اليه العبد بانواع الطاعات. ملا: المَلا اشراف الناس ورؤَساؤهم ومقَدَّموهم الذين يُرجَع الي قولهم ، والمقصود بهم في هذا الحديث الجماعه. بدا الحديث بدعوه العبد الي ان يحسن الظن بربه في جميع الاحوال ، فبَيَّن جل وعلا انه عند ظن عبده به ، اي انه يعامله علي حسب ظنه به ، ويفعل به ما يتوقعه منه من خير او شر ، فكلما كان العبد حسن الظن بالله، حسن الرجاء فيما عنده ، فان الله لا يخيب امله ولا يضيع عمله، فاذا دعا الله عز وجل ظن ان الله سيجيب دعاءه، واذا اذنب وتاب واستغفر ظن ان الله سيقبل توبته ويقيل عثرته ويغفر ذنبه ، واذا عمل صالحاً ظن ان الله سيقبل عمله ويجازيه عليه احسن الجزاء ، كل ذلك من احسان الظن بالله سبحانه وتعالي ، ومنه قوله - عليه الصلاه والسلام - ( ادعوا الله تعالي وانتم موقنون بالاجابه).
نظرة عامة متطلبات النظام ذو صلة الوصف برنامج "اذكار المسلم" جد بسيط ومجاني يضم اذكار الصباح والمساء مكتوبة واذكار المسلم بدون انترنت فهو عبارة عن موسوعة.
وأضاف: في أشد الضيق وأحلكه لا يفارقه حسن الظن بربه؛ إذ أخرج من مكة وفي الطريق أوى إلى غار، فلحقه الكفار وإذا بهم حوله؛ فيقول لصاحبه مثبتاً إياه: {لا تحزن أن الله معنا} قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: (قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وأنا في الغار: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا؛ فقال (ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما) رواه البخاري.. ومع ما لاقاه من أذى وكرب وإخراج من بلده وقتال من كل جانب؛ فإنه واثق ببلوغ هذا الدين إلى الآفاق على مر العصور، وكان يقول: (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل) رواه أحمد. وأردف: الصحابة رضوان الله عليهم أشد الخلق يقيناً بحسن ظنهم بالله بعد الأنبياء، فقال تعالى: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} مورداً قول عمر رضي الله عنه: "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً أن نتصدق؛ فوافق ذلك مالاً عندي، فقلت اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوماً؛ فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عه وسلم: (ما أبقيت لأهلك؟) قلت: مثله، وأتى أبو بكر رضي الله عنه بكل ما عنده؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أبقيت لأهلك؟) قال: أبقيت لهم الله ورسوله.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم أمرت بالدعاء ، وتوكلت بالإجابة ، لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك ، لبيك إن الحمد والنعمة لك ، والملك لا شريك لك ، أشهد أنك فرد أحد صمد لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوا أحد ، وأشهد أن وعدك حق ، ولقاءك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والساعة آتية لا ريب فيها ، وأنت تبعث من في القبور ". وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا الحسن بن يحيى الأرزي ومحمد بن يحيى القطعي قالا: حدثنا الحجاج بن منهال ، حدثنا صالح المري ، عن الحسن ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يقول الله تعالى: يا ابن آدم ، واحدة لك وواحدة لي ، وواحدة فيما بيني وبينك; فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا ، وأما التي لك فما عملت من شيء وفيتكه وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة ". وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء ، متخللة بين أحكام الصيام ، إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة ، بل وعند كل فطر ، كما رواه الإمام أبو داود الطيالسي في مسنده: حدثنا أبو محمد المليكي ، عن عمرو هو ابن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو ، عن أبيه ، عن جده عبد الله بن عمرو ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة ".
وهكذا يظل العبد متعلقا بجميل الظن بربه ، وحسن الرجاء فيما عنده. وبذلك يكون حسن الظن بالله من مقتضيات التوحيد لانه مبنيٌ علي العلم برحمه الله وعزته واحسانه وقدرته وحسن التوكل عليه ، فاذا تم العلم بذلك اثمر حسن الظن. والمراد من الحديث تغليب جانب الرجاء ، فان كل عاقل يسمع بهذه الدعوه من الله تبارك وتعالي ، لا يمكن ان يختار لنفسه ظن ايقاع الوعيد ، بل سيختار الظن الحسن وهو ظن الثواب والعفو والمغفره وايقاع الوعد وهذا هو الرجاء ، وخصوصاً في حال الضعف والافتقار كحال المحتضر فانه اولي من غيره باحسان الظن بالله جل وعلا ولذلك جاء في الحديث ( لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بالله).