والمعنى الجديد هو أن المقصود بالأميين الذين بعث فيهم الرسول صلوات الله عليه وآله وهو رسول منهم هم الأئمة من آل محمد عليهم السلام ، فلا تتعجب فإن القرآن وصفه صلوات الله عليه وآله بالرسول النبي الأمي ، فهم أيضاً الذين وصفهم الله بالأميين, وهو منهم حسب النص الشريف في سورة الجمعة. فإن أحسنت فمن الله وإليه ، وإن أسأت فمن نفسي وعليها. ونبدأ بحثنا بطرح بعض الأسئلة حول الآيات الشريفة: ـ فمن هم ( الأميين) الذين بُعث فيهم الرسول صلوات الله عليه وآله ؟ ـ ومن هم ( الآخرين منهم) و ( لما يلحقوا بهم) ؟ ـ وما معنى عطفهم على (الأميين) ؟ حيث إن هذا العطف يعني أن الرسول صلوات الله عليه وآله له بعثتان ، مرة في (الأميين) وأخرى سيبعث في (الآخرين منهم) أي من الأميين أيضا ؟ ـ ولم بُعث (فيهم) ولم يقل بُعث (إليهم) كما ورد في ثلاث آيات أخريات سنذكرها لاحقا ؟ ـ وكما في حال موسى عليه السلام ، فإنه قال: (ورسولاً (إلى) بني إسرائيل وليس (فيهم) ؟! الاميون الذين بعث الله فيهم رسولا - اندماج. ـ وهل هي بعثة (خاصة) بخلاف البعثة العامة للناس كافة أو للناس جميعاً ، كما في قوله تعالى: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ (إِلَيْكُمْ) جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) 158 الأعراف ـ لم استعمل مع (الأميين) كلمة (فيكم) ومع (الناس) كلمة (إليكم) ؟!
وإنما كان ضلالا مبينا لأنه أفحش ضلال وقد قامت على شناعته الدلائل القاطعة ، أي فأخرجهم من الضلال المبين إلى أفضل الهدى ، فهؤلاء هم المسلمون الذين نفروا إسلامهم في وقت نزول هذه السورة. و إن مخففة من الثقيلة وهي مهملة عن العمل في اسمها وخبرها. من هم الأميين الذين بعث الله فيهم رسولا - جيل الغد. وقد سد مسدها فعل كان كما هو غالب استعمال إن المخففة. واللام في قوله لفي ضلال مبين تسمى اللام الفارقة ، أي التي تفيد الفرق بين إن النافية و إن المخففة من الثقيلة وما هي إلا اللام التي أصلها أن تقترن بخبر إن إذ الأصل: وإنهم لفي ضلال مبين ، لكن ذكر اللام مع المخففة واجب غالبا لئلا تلتبس بالنافية ، إلا إذا أمن اللبس.
الأميون الذين بعث الله فيهم رسولا هم، سؤال قد يتبادر إلى ذهن كل قارئ ومتدبر لكلام الله سبحانه وتعالى، فهناك العديد من الآيات والألفاظ؛ التي لا بُد من العبد المسلم أن يعلم القصد منها، ليصبح هنالك خشوع وتدبر وتفكر مع كل آية تتلى، ولهذا سيتم التعرف في موقع المرجع على سورة الجمعة، ومن ثم سنجيب عن عنوان المقال الحالي؛ الأميون الذين بعث الله فيهم رسولا هم، ومن ثم سنتطرق إلى تفسير الآية الكريمة في هذا المقال.
ـ الصفة الثانية: أنهم من (ذرية إبراهيم وإسماعيل) والرسول منهم وبعث فيهم.. آل عمران. ـ الصفة الثالثة: أنهم (المؤمنين) والرسول من (أنفسهم) ، وبعث فيهم. ـ بالجمع بين الآيات الثلاث وباختصار نستنتج أن: الأميين الذين بعث فيهم الرسول صلوات الله عليه وآله وهو (منهم)، هم في نفس الوقت (المؤمنين) الذين منَّ الله عليهم والرسول منهم وبعث فيهم ، كذلك هم ( من ذرية إبراهيم وإسماعيل) في دعوة إبراهيم ( عليه السلام) وهم في هذه الامة محمد وآل محمد ( عليهم السلام) والرسول منهم وبعث فيهم أيضاً. وللحديث بقية وللتفكر تتمة في المقال الثاني بإذن الله تعالى