Skip to content الرئيسية كتاب التفسير الجامع الجزء الأول الآية رقم (28) - كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ هذا استفهام استنكاريّ: كيف تكفرون بالله؟! تذكّروا وجود الله.. من خلال إحيائكم وإماتتكم، فهو الّذي خلق الموت والحياة. إعراب قوله تعالى:كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثم يميتكم ثم يحييكم - YouTube. وقدّم الموت على الحياة؛ لأنّ الموت هو دليل على الحياة. وقضيّة الموت هي السّبيل لمواجهة الإلحاد؛ لأنّ دعوات الإلحاد لا تواجَه إلّا بالعلم وبالدّليل، وقضيّة الموت هي السّبيل لمواجهة الملحدين الّذين يقولون: إنّ العقل يكفي لإدارة الحياة، ويقولون: لا تحدّثونا عن الغيبيّات.. نردّ عليهم: إنّ الّذي تحكّم في الخلق إيجاداً هو الّذي تحكّم فيه موتاً، وقد أرانا الموت بحقيقته، وذكر لنا ما غاب عنّا من خلقنا: ﴿ مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ ﴾ [الكهف: من الآية 51]، فلا أحد شهد خلق نفسه، ولم نحضر آدم عليه السَّلام عندما خُلِق، فذكر الله سبحانه وتعالى لنا ما غاب عنّا في القرآن الكريم، وأرانا الموت بالمشاهدة والحسّ. فنحن بصدد قضيّة عقليّة فكريّة علميّة أمام الملحدين، وعلينا الحديث بشكلٍ علميّ واقعيّ عقليّ يقبله العقل.
ووجه الدلالة: أن الله سبحانه وتعالى نزه نفسه؛ وهذا يشمل تنزيهه عن العجز عن إحياء العظام وهي رميم. الدليل الثامن: قوله تعالى: ﴿ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾.. ووجه الدلالة: أنه ليس من الحكمة أن يخلق الله هذه الخليقة، ويأمرها، وينهاها، ويرسل إليها الرسل، ويحصل ما يحصل من القتال بين المؤمن، والكافر، ثم يكون الأمر هكذا يذهب سدًى؛ بل لابد من الرجوع؛ وهذا دليل عقلي.. فهذه ثمانية أدلة على قدرة الله على إحياء العظام وهي رميم جمعها الله عزّ وجلّ في موضع واحد؛ وهناك أدلة أخرى في مواضع كثيرة في القرآن؛ وكذلك في السنة.. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة البقرة - قوله تعالى كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم - الجزء رقم1. اهـ [3] [1] انظر الجدول في إعراب القرآن لمحمود بن عبدالرحيم صافي (المتوفى: 1376هـ) نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان - دمشق ( 1 /90). [2] تفسير القرآن العظيم لأبن كثير - الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع ( 1 /212). [3] تفسير العلامة محمد العثيمين - مصدر الكتاب: موقع العلامة العثيمين (3 / 68).
(يُضِلُّ) فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. (بِهِ) متعلقان بيضل. (كَثِيرًا) مفعول به منصوب. والجملة استئنافية لا محل لها. (وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا) الواو عاطفة وإعرابها كسابقتها. والجملة معطوفة. (وَما) الواو استئنافية، ما نافية. (يُضِلُّ) فعل مضارع. (إِلَّا) أداة حصر. (الْفاسِقِينَ) مفعول به منصوب بالياء. والجملة استئنافية. (الَّذِينَ) اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب صفة للفاسقين. (يَنْقُضُونَ) فعل مضاعر والواو فاعل. (عَهْدَ) مفعول به. (اللَّهِ) لفظ الجلالة مضاف إليه. تفسير: (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون). (مِنْ بَعْدِ) متعلقان بينقضون. (مِيثاقِهِ) مضاف إليه، والهاء في محل جر بالإضافة. (وَيَقْطَعُونَ) الواو عاطفة، يقطعون فعل مضارع وفاعل. (ما أَمَرَ) ما اسم موصول في محل نصب مفعول به. أمر فعل ماض. (اللَّهِ) لفظ الجلالة فاعل. (بِهِ) متعلقان بأمر. (أَنْ) حرف مصدري ونصب. (يُوصَلَ) فعل مضارع منصوب مبني للمجهول. ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو. وأن وما بعدها في تأويل مصدر بدل من الضمير في به، وقيل مفعول لأجله والتقدير كراهية أن يوصل. (وَيُفْسِدُونَ) مثل يقطعون. (فِي الْأَرْضِ) متعلقان بيفسدون. (أُولئِكَ) اسم إشارة مبتدأ.
أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين، الإماتة الأولى هي التي بعد الدنيا والاحياء الأول بعدها للبرزخ والإماتة والاحياء الثانيتان للآخرة يوم البعث ، وفي قوله تعالى: وكنتم أمواتا فأحياكم (١١١) الذهاب إلى صفحة: «« «... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116... » »»
والكفر بضم الكاف مصدر سماعي لكفر الثلاثي القاصر وأصله جحد المنعم عليه نعمة المنعم ، اشتق من مادة الكفر بفتح الكاف وهو الحجب والتغطية لأن جاحد النعمة قد أخفى الاعتراف بها كما أن شاكرها أعلنها. وضده الشكر ولذلك صيغ له مصدر على وزان الشكر وقالوا أيضا كفران على وزن شكران ، ثم أطلق الكفر في القرآن على الإشراك بالله في العبادة بناء على أنه أشد صور كفر النعمة إذ الذي يترك عبادة من أنعم عليه في وقت من الأوقات قد كفر نعمته في تلك الساعة إذ توجه بالشكر لغير المنعم وترك المنعم حين عزمه على التوجه بالشكر ولأن عزم نفسه على مداومة ذلك استمرار في عقد القلب على كفر النعمة وإن لم يتفطن لذلك ، فكان أكثر إطلاق الكفر بصيغة المصدر في القرآن على الإشراك بالله ولم يرد الكفر بصيغة المصدر في القرآن لغير معنى الإشراك بالله. وقل ورود فعل الكفر أو وصف الكافر في القرآن لجحد رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وذلك حيث تكون قرينة على إرادة ذلك كقوله ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين وقوله ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون يريد اليهود. وأما إطلاقه في السنة وفي كلام أئمة المسلمين فهو الاعتقاد الذي يخرج معتقده عن الإسلام وما يدل على ذلك الاعتقاد من قول أو فعل دلالة لا تحتمل غير ذلك.