26 أبريل، 2021 ابتكارات واكتشافات, مخترعون ومكتشفون 1, 742 زيارة يعد ابن الهيثم من أبرز العلماء المسلمين العرب في التاريخ، فقد أسهم إلى حد كبير في تقدم علم البصريات، بحيث ارتبط هذا العلم وبشكل وثيق بالحسن بن الهيثم، وكان نبوغه في علم الضوء احد أهم إبداعات هذا العالم الذي تتلمذ على يديه معظم علماء أوروبا في حينه، ومازال علماء الغرب يذكرون وبكل فخر انجازات بن الهيثم في هذا المضمار، فيقولون أن علم البصريات وصل إلى أعلى درجة من التقدم بفضل ابن الهيثم. انه الحسن أبو علي بن الحسن بن الهيثم ، الذي ولد في البصرة في عام 354 هجري، نشأ وتربى بها، ثم انتقل إلى الشام عند احد الأمراء وهناك بزغ اسمه كعالم مبدع في عدد من العلوم كالرياضيات والطب والفلك والبصريات. طلب منه الحاكم بأمر الله الفاطمي القدوم إلى مصر للتعرف عليه والاستفادة من علمه، وعندما حضر خرج الحاكم بنفسه لاستقباله وضمه إلى علمائه، ووفر له كل الإمكانيات وأغدق عليه الهدايا واستضافه في القاهرة، وهناك عاش معظم حياته وألف فيها معظم كتبه. يعد كتابه المناظر احد أهم إبداعات ابن الهيثم حيث ألفه في منزله الذي كان عبارة عن غرفة في الجامع الأزهر، ويلاحظ من مؤلفاته، انه يتمتع بالموضوعية والأمانة والنزاهة وإتباعه للمنهج العلمي، كما كان ملما بما كتب سابقا من دراسات وأبحاث في الميادين التي كان يبحثها، وكان أمينا في تعامله مع تلك العلوم، فكان لا ينقل بل ينقد ويطور والمعارف.
» وقد كان اثنان من علماء أوربا بالقرون الوسطى، واللذان كانا بالفعل السلفيْن الرئيسييْن لجاليليو، هما روبرت جروسيتيستي، و روجر بيكون. كان روبرت جروسيتيستي معلماً لروجر بيكون، والذي كانت مصادره في البصريات من إقليدس، ابن سينا، وكتاب الكندي في البصريات، الذي تمت ترجمته الى اللاتينية في القرن الـ 12، بواسطة الإسباني جيرارد كريمونا. طرح روبرت نظريته في دحض الأسباب، بمعنى آخر لابد من الدليل التجريبي لاختبار الفرضيات المتنافسة أو النموذج الرياضي لها. بينما العمل العلمي الرئيسي لروجر بيكون، كان في البصريات وعنوانه «العمل الأعظم». وفي الفصل السادس من كتابه، والذي يذكر فيه أمثلة للعلم التجريبي، ونظريته في العلم والطريقة العلمية، كانت مصادره الكندي، ابن سينا، ابن الهيثم، وابن رشد. وطبقاً للعالم الألماني الشهير Anneliese Maier (1905 – 1971)، والذي حلل أفكار القرن الرابع عشر للفلاسفة الطبيعيين، والعلوم الدراسية في كتابه "أسلاف جاليليو في القرن الرابع عشر"، يذكر أن: «لا يجب أن يتم تفسير الثورة العلمية كعملية تاريخية خطية تم استهلالها بواسطة أفكار جاليليو المبتكرة في الميكانيكا، ومن ثم زيادة استخدام التجريب بعد ذلك.
وكان أيضاً واحد من العلماء العرب الثلاثة ذوي النبوغ والتميز، وأكبرهم سناً، خلال القرنين 10 – 11. الاثنان الآخران هما البيروني (973 – 1048)، وابن سينا (980 – 1037). ينتسب ابن الهيثم الى البصرة التي ولد فيها، وقد انتقل الى القاهرة لاحقاً، حيث دعاه الخليفة الفاطمي «الحاكم»، الذي كان راعياً عظيماً للعلم والعلماء. بنى الحاكم مرصداً لعالم الفلك ابن يُونس (المتوفي 1009)، وقام بتأسيس مكتبة دار العلم، والتي بلغت شهرتها شهرة مكتبة بيت الحكمة، التي أسسها الخليفة العباسي المأمون ببغداد قبلها. كان ابن الهيثم كاتباً غزير الإنتاج. فطبقاً لشهادته الخاصة، كتب 25 عملاً في العلوم الرياضية، 44 عملاً في الفيزياء والميتافيزيقا، وأيضاً في علم الأرصاد الجوية، وعلم النفس. علاوة على ذلك، تُشير سيرته الذاتية بوضوح أنه درس بدقة شديدة فلسفة أرسطو، المنطق، والميتافيزيقا والتي أعطاها سرداً موجزاً. ويُعد كتابه الأكثر شهرةً في علم البصريات، كتاب المناظر، والتي تمت ترجمته للاتينية بين القرنين الـ 12 – 13، والذي يتناول في سبع مجلدات الدراسات التجريبية والرياضية لخواص الضوء. كما نستطيع استنتاج منهجية بن الهيثم من أعماله الأخرى مثل حديثه عن الضوء، عن ضوء النجوم، عن ضوء القمر، عن الهالات وأقواس القزح.