أما إذا لم يكن لها سوى زوج واحد فهي في هذه الحالة له والله أعلم، فقد قال ابن حجر الهيثمي في الزواجر: "من ماتت في عصمة إنسان فهي له دون غيره، بخلاف من ماتت لا في عصمة أحد". ومن نعم الله تعالى أنه يزيل الكراهية والتنافر بين الزوجين في الجنة حتى ولو كانت موجودة في علاقتهما في الدنيا لأن من تكريم الله لأهل الجنة هو نزع ما في الصدور من الكراهية والحقد والتباغض، قال تعالى: "وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ"، فيسود الحب في قلوب أهل الجنة. أما عندما تكون المرآة غير متزوجة في الدنيا فإنها تتزوج في الجنة بمن شاء الله عز وجل لأن في الجنة كل ذكر له زوجة وكل أنثى لها زوج ولا يوجد أعزب أبداً، وقد روى مسلم في صحيحه عن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام قال: " وما في الجنة أعزب"، وقد قال ابن منظور في لسان العرب: العزاب هم الذين لا أزواج لهم من الرجال والنساء.
يا رب إن زوجتي عندك فأرحمها تحت الأرض وأسترها يا إلهي في يوم العرض عليك، ولا تخزها يوم البعث، وأجعل قبرها روضة من رياض الجنة، آمين يا أرحم الراحمين. ربي إن زوجتي توفت وأتت عندك فعاملها بما أنت أهله ولا تعاملها بما هي أهله، وتجاوز اللهم عن سيئاتها وعن الذنب والإساءة فأنت الغفور الرحيم. اللهم ارحم زوجتي الغالية نقها من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأكفها يا رب شر عذاب القبر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن نعيم المؤمن في دار البرزخ أكمل منه في دار الدنيا، قال الشيخ ابن عثيمين: حياة البرزخ حياةٌ بين حياتين, وهذه الأنواع الثلاثة للحياة تكون من أدنى إلى أعلى, فحياة البرزخ أكمل من الحياة الدنيا بالنسبة للمتقين؛ لأن الإنسان ينعم في قبره, ويفتح له بابٌ إلى الجنة, ويوسع له مد البصر البَرزَخ بشكل عام، هي فكرة عن عالم غير ملموس مستعملة في الفكر الإسلامي